كتبت : نجلاء أبوزيد
«أشاهد منازل جاراتى مرتبة فأشعر أنى فى مشكلة، أضع قواعد ونظاما داخل بيتى فتنتهك، وأصبحت الفوضى عنوان بيتي، زوجى يتهمنى بالمسئولية وأولادى لا يحبون ترتيب أى شيء إلا إذا هددتهم بالعقاب ..» كانت هذه شكوى أم من فوضى ابنائها وكراهيتهم الترتيب والنظام فكيف نواجه فوضى الأطفال دون اللجوء للعقاب؟
يقول د. أحمد جمال أستاذ علم نفس الطفل: وضع نظام واضح لتربية الطفل منذ مياده والاتفاق عليه بن الأبوين يلعب دورا كبيرا فى غرس الصفات التى نريدها فيه، لكن عشوائية التربية تجعل الأمر غير منضبط داخل البيت، وفى نفس الوقت التحجج بمقولة «ما زال الطفل صغيرا » تفسد العملية التربوية بشكل كبير ويجب استبدالها بالتعرف على المبادئ والسلوكيات التى تناسب كل مرحلة وأن ندرب الأطفال فى هدوء وصبر، لكن أن نتركهم يعيشون الفوضى ويرمون ملابسهم فى كل مكان ثم نساعدهم فى البحث عنها وقد تجاوزوا العاشرة من عمرهم ثم نشكو من فوضويتهم وأن الآخرين أكثر نظاما، هنا تكون المشكلة ليست فى الأطفال لكن فى الأسرة التى لم تعلمهم مبكرا كيف يجمعون ألعابهم بعد فراغهم منها، وبعد دخول المدرسة يرتبون ملابسهم، وهكذا كل مرحلة يتعلمون شيئا، وهذا لا يعنى القسوة والتدريب بلا ملل يحقق التوازن المطلوب فالصرامة الشديدة تصيب الطفل بالملل، لذا يجب أن نسمح له باللعب وفعل ما يريد فى غرفته مع تعويده إعادة كل شيء إلى مكانه، فالاستمتاع بالألعاب لا يتعارض مع إعادة ترتيبها ووضعها فى أماكنها، وإذا كانت الفوضى فى ترتيب الملابس فعلى الأم عدم مساعدة طفلها فى البحث عما يفقده منها، فالجهد الذى سيبذله فى البحث سيعلمه أن يضعها فى مكانها المرة المقبلة، وكلما تأخر ذلك أخذ الأمر وقتا أطول، لكن على الأم ألا تيأس وألا تقول «يجب أن ترتب مثل فلان صديقك »، فهذا سيجعله أكثر رفضا لكن باستخدام أسلوب مختلف يعتمد على أنه كبر وأصبح قادرا على تنظيم أشيائه ليجدها دون مجهود.