تقلدت "جولدا مائير"، فى السابع عشر من مارس عام 1969، منصب رئيس الوزراء الإسرائيلى، وكانت أول امرأة يسند إليها تشكيل حكومة ائتلاف فى إسرائيل، وقامت بتقديم استقالتها بعد قيام مصر بشن حرب أكتوبر عام 1973، وقام بخلافتها لرئاسة الوزراء "إسحاق رابين".

"جولدا" كانت زعيمة حزب العمل الصهيوني، ورابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية، وتعد أخطر امرأة فى تاريخ دولة إسرائيل.

ولدت "جولدا مئير" فى مايو 1898، فى أوكرانيا، وقامت بالهجرة إلى فلسطين مع زوجها عام 1915، حيث انضمت إلى منظمة العمل الصهيونية، وتم انتخابها فى الكنيست الإسرائيلى عام 1949، وتقلدت العديد من المناصب الوزارية وكانت أول امرأة تتقلد منصب وزير الخارجية عام 1956، وأسند إليها تشكيل ائتلاف حكومى عام 1969 بعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلى "ليفى أشكول".

سميت "جولدا" بالعديد من الألقاب منها "المرأة الحديدة" و"أم إسرائيل" ويذكر أنها أخذت لقبها "مائير" من أسم زوجها بعد ترجمته إلى اللغة الييديشية عام 1951.

كانت اجتماعات "جولدا" تسمى باجتماعات "المطبخ السياسي" لأنها كانت تقوم بها مع القيادات فى "مطبخ منزلها".

فى كتابه " المؤامرة الكبرى - سرقة وطن" يقول المؤرخ "زهدى جمال الدين" أن "جولدا" سبق وقامت باعتراف لصديقها الموسيقار "لينور برنشتين" أنها " شاذة جنسيا "، وأن "برنشتين" أكد بأن "جولدا" كانت تبدو امرأة قوية من الخارج إلا أنها كما عرفها كانت امرأة ضعيفة جدا.

كانت "جولدا" مصابة بمرض السرطان إلا أنها لم تصرح بهذا مطلقا، وبعد وفاتها فى ديسمبر عام 1978، تم إطلاق الشائعات حول علاجها فى مستشفى "هدسا" فى مدينة القدس ويقال بأنها كانت تعانى مرض "سرطان الدم".

كانت "جولدا" تدلى كثيرا بتصريحات حول الأطفال العرب والفلسطينيين فمن أشهر أقوالها " كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة"، وأيضا قالت "سنتوصل إلى سلام مع العرب فقط عندما يحبون أطفالهم أكثر مما يكرهوننا" وكان من أشهر تصريحاتها وأغربها حين قالت فى مؤتمر صحفى : "يمكننا أن نسامح العرب على قتلهم لأطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لإجبارهم إيانا على قتل أطفالهم".

بكت "جولدا" بسبب إعدام الجاسوسة المصرية "هبة سليم" والتى قام بالقبض عليها الضابط المصرى الملقب بثعلب المخابرات المصرية "رفعت جبريل" ويذكر أنها أوسطت وزير الخارجية الأمريكى "هنرى كيسنجر" لدى الرئيس المصرى الراحل "أنور السادات" لتخفيف الحكم عنها إلا أن "السادات" أخبرهم بأنه قد تم إعدام "هبة سليم" بالفعل وقالت "جولدا" عنها "هذة قد قدمت لإسرائيل أكثر منكم".

من أشهر أقوالها للرئيس "السادات" أثناء زيارته لإسرائيل الشهيرة بعد حرب أكتوبر :" أعرف بأنك دائما تدعونى بالعجوز".

قالت "جولدا" أن أسوأ يوم فى حياتها كان يوم إحراق المسجد الأقصى، لأننى خشيت من ردة فعل العرب والذى يعد من أشهر تصريحاتها :"لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالى علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أى شيء نريده".