السبت 1 يونيو 2024

مجلس النواب يرتدي زي التنمية لأول مرة منذ 13 عاما.. واستقبال حافل وتاريخي للرئيس السيسي.. وشعارات البناء تعانق رسائل الفرح ببيت الشعب.. وحضور تاريخي لنواب البرلمان.. و"عبدالعال" يلقي كلمة تاريخية

تحقيقات2-6-2018 | 22:23

أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، لبدء فترته الرئاسية الثانية، بعد أن فاز في انتخابات رئاسة الجمهورية التي جرت مارس الماضي، على منافسه موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، في أول إجراء من نوعه منذ 13 عاما، إذ لم يؤدِ أي رئيس مصري اليمين الدستورية أمام البرلمان منذ العام 2005.

وتعتبر جلسة أداء اليمين وكلمتي الرئيس السيسي والدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، تاريخية وسط استعدادات ومحافل كرنفالية ورسمية لأول مرة في تاريخ مجلس النواب.

أجواء احتفالية لم تعم محيط البرلمان فقط بل وصلت الاحتفالات إلى الميادين والمدن الرئيسية حيث حلقت الطائرات في الساعات الأولى من صباح اليوم وحتى أداء الرئيس اليمين الدستوري على مستوى قريب من سطح الأرض حملت خلالها أعلام مصر والقوات المسلحة، كما رسمت بعض الطائرات أعلام مصر في الهواء.

وخيمت حالة من  الاحتفال على مجلس النواب فرسمت أروقته  ملامح الاستقرار وخطط التنمية، فاكتست أرضبة البرلمان باللون الأخضر تعبيرا على النماء والرخاء واستمرار خطة التنمية، وسط ترابط وتماسك نواب الشعب الذين ترتاصوا داخل القاعة الرئيسية في شكل نموذجي وحضاري يحتذى به، فجلوسهم في خطوط رأسية دليلا على التماسك والقوة والجسد الوحد الأبي على الانكسار أو الانصياع.

واكتست جدران بيت الشعب بالأعلام المصرية وتزينت الحديقة الوسطى برسوم زخرفية على تشكيلات معدنية وسط حالة من الارتياح والانطلاق نحو حياة جديدة، كما زينت الأعلام الجدران محيط البرلمان.

كما تزينت السماء أيضا بالعروض الجوية التي احتفلت ابتهاجا بوصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مقر البرلمان في العاشرة صباحا، والذي توجه بموكبه من ميدان التحرير مرورا بشارع قصر العيني ثم شارع مجلس الشعب وصولاً إلى البوابة الرئيسية.

وكان في استقبال الرئيس هيئة مكتب المجلس برئاسة الدكتور  على عبدالعال ووكيلي المجلس السيد محمد الشريف وسليمان وهدان، والمستشار أحمد سعد الدين الأمين العام للمجلس وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري ثم توجه الرئيس إلى قاعة رئيس الجمهورية بالمجلس، وبعدها افتتح "عبدالعال" الجلسة ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تأدية اليمين الدستورية.

وقبل أن ينطق الرئيس، ضجت القاعة بالتصفيق الحاد ترحيبا وتأكيدا للرئيس السيسي، الذي صعد على الفور إلى المنصة ليجلس بجوار الدكتور علي عبدالعال ثم تلا رئيس المجلس كلمته خطاب الهيئة الوطنية للانتخابات الذي يحمل بين طياته خطاب فوز الرئيس السيسي ويتلو النص الدستوري الذي يقضي بحلف اليمين أمام مجلس النواب.

وأدى الرئيس السيسي اليمين ليكون بذلك القسم الرئاسي الأول أمام أعضاء البرلمان بعد ثورة 25 يناير ومنذ 13 عاماً، بعد آخر مرة أدلى فيها الرئيس الأسبق مبارك اليمين الدستورية أمامه، ليتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بالبلاد لفترة رئاسية ثانية.

وبعد أن أنهى الرئيس القسم، صفق النواب ورددوا بعض الكلمات التي تعبر عن محبتهم وتقديرهم للرئيس، وهتف بعض النواب «تحيا مصر» وإن شاء الله مصر فوق الجميع و«لولا ربنا كرمنا بيك كان زماننا في معسكرات اللاجئين» .. و«ربنا يحفظك وينصرك لمصر وللأمة العربية».. وفور انتهاء مراسم أداء اليمين الدستورية أطلقت المدفعية 21 طلقة.

فيما ألقى الدكتور علي عبدالعال كلمة تاريخية ربط فيها بين الأعوام الماضية وما تحقق فيها من إنجازات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورقابة السلطة التشريعية، مبشرا في كلمته بالرخاء والتنمية، مؤكد أيضا أن مجلس النواب مرآة الشعب وضميره، الذي أدرك بوعيه وحسه أن تجديد الثقة في قيادتكم صار ضرورة ملحة للعبور بمصر إلى مرفأ الأمن والأمان.

وأضاف «عبد العال»: «لقد قالت الجماهير التي تحدت كل الدعوات المشبوهة لمقاطعة الانتخابات كلمتها في انتخابات حرة ونزيهة مليئة بالدلالات، والدلالة الأولى منها، كانت قرار أعضاء المجلس المعبرين عن آمال الشعب وأمانيه متجردين جميعًا عن الهوى، وخالعين رداء الحزبية بتزكيتكم رئيسًا للجمهورية تقديرا منهم لجسامة المسئولية، وإيمانًا منهم أن مصر فوق الجميع».

ولفت رئيس مجلس النواب إلى أن الدلالة الثانية هى أن الجماهير التي قالت لكم نعم اعترافا منها بالجهد العظيم الذي بذلتموه، جاء قرارها يحملكم مسئولية الاستمرار في قيادة المسيرة تعبيرا عن وعيها بالمكاسب والانجازات التي تحققت وثقة منها أن المستقبل معكم أفضل ووفاء منها لتلبيتكم نداءها وانحيازكم لثورتها في الثلاثين من يونيو تلك الثورة العظيمة التي استرد فيها الشعب إرادته وتوحد فيها المصريون ضد من أرادوا اختطاف هويتهم واستظلوا بعلم الوطن وانضم إليهم رجال الشرطة وحماهم جيش الشعب.

وأشار إلى أن الدلالة الثالثة هى أن شعب مصر العظيم أثبت جدارته وعراقته وقدرته على التماسك وتجاوز الآلام والمحن.

وتابع:" لقد آمنتم أن البناء لا يرتفع ألا بالاصطفاف على قلب رجل واحد ولقد عودتنا أن تنجز ما تعد وقد وفيت بما وعدت وكان خطابكم للشعب خطاب المصارحة وقراركم وضع مصر نصب أعينكم ..ولقد آمنتم أن الحرية هى التزام بحرية الآخرين وأن الديمقراطية هى الاحترام للشرائع والقوانين وإذا حادت الحرية عن هذا الالتزام فسوف يطالبنا الشعب بان نقوم بذلك الإجراء الحاسم والقرار الصارم".

وأضاف "عبدالعال" أن مجلس النواب يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقكم وكما تعاون من قبل سوف يتعاون مع كافة السلطات بإخلاص وايجابية لا تبغي إلا مصلحة الوطن العليا.

وقال رئيس مجلس النواب، إن شعب مصر العظيم أثبت جسارته وقدرته على التماسك وتجاوز الآلام والمحن التي لا تزيد نسيجه إلا تماسكا وتشابكا، فهو شعب تمتد جذور حضارته لآلاف السنين وعرف التوحيد قبل نزول الرسالات.

وقبل أن ينتهي من حديثة دعا الرئيس لإلقاء خطابه الأول في ولايته الجديدة والذي استهله بالوقوف دقيقة تحية على أرواح الشهداء وتضحيات الأمة المصرية.

ومن المشاهد المبهجة الذي ذكرها السيسي وقدرها النواب، وهي عندما تحدث عن الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ورجال الجيش ورجال الشرطة والمرأة المصرية، وقاطع النواب النواب بالتصفيق 7 مرات، وعندما تطرق في كلمته عن خلق مساحة مشتركة من التفاهم مع الجميع إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته.

وفى نهاية خطابه ردد الجميع تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر، ثلاثة مرات استجابة لدعوة الرئيس السيسي.