افتتح الدكتور عباس شومان وكيل
الأزهر الشريف، الورشة التحضيرية للملتقى الأول لحوار الأديان " كرامة الطفل في
العالم الرقمي" المقرر انعقاده في أبو ظبي نوفمبر 2018م.
وضمت ورشة العمل والتي عقدت
بمقر مشيخة الأزهر الشريف؛ أعضاء من بيت العائلة المصرية من المسلمين والمسيحيين، تنفيذًا
لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للوقوف على أهم التحديات
والتوصيات لاستمرارية الجهود الإقليمية والدولية في هذا النطاق.
وفي بداية كلمته، نعى وكيل
الأزهر الشريف، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في ذكرى رحيله التي تزامن الملتقى، واصفًا
المغفور له بإذن الله أنه ما زال حياً في قلوب وعقول وضمائر أبناء الأمة العربية والإسلامية،
ومحبيه من شعوب العالم قاطبة.
وقال وكيل الأزهر إن الإسلام
اهتمَّ بتربية الطفل تربيةً سليمةً، وجعَل له حُقوقًا حتى قبل مجيئه للحياة، ومن هذه
الحقوق أن يختار الأب له أمًّا صالحة تربَّتْ على منهاج النبوَّة .
وأكد ضرورة حماية الطفل من
الاستخدام السيئ للإنترنت والحفاظ عليه عند دخوله
ذلك العالم الرقمي الذي يمتلئ بالمحتويات الغير مناسبة للأطفال، ليس عن طريق حجب
الإنترنت عنه؛ ولكن من خلال الحوار وإقامة جسور الثقة مع الطفل ليكون رقيباً على نفسه
، مطالبا بحماية الطفل إلكترونيا وقانونيا واعتبار ذلك غاية لا تقل أهمية عن حماية
الجيوش للحدود، لأن الأطفال هم قادة المستقبل ، لذا يتحتم علينا أن نتكاتف جميعًا لتحصينهم
لينشئوا قادرين على مواجهة متناقضات
هذا العصر الصّعب ومقاومة الأفكار المتطرفة
التي تقدم إليهم معلبة من خلال تلك الشبكة العنكبوتية المعقدة.
وقال الدكتور غسان خليل، ممثل
المكتب الإقليمي لمنظمة اليونسيف، إن الانتهاكات ضد الأطفال مستمرة ومتزايدة على الإنترنت، ولا يمكن التصدي لها من
خلال الرقابة على الطفل فقط وإنما من خلال تربيته على القيم خاصة أن ثلث مستخدمي الإنترنت
في جميع أنحاء العالم من الأطفال ولا يذل لحمايتهم من مخاطر العالم الرقمي وزيادة وصولهم
للمحتوى الآمن على الانترنت إلا القليل ، مشيدًا بالشراكة مع الأزهر الشريف والكنيسة
القبطية، لوضع إصدارات وثلاث مطبوعات إسلامية مسيحية رائدة، بهدف محوري واحد هو نهاية
العنف ضد الأطفال.
وشددت الرائد دانة المرزوقي،
مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل بالإمارات، على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات خاصة الدينية منها التي تستطيع
الدخول الى المجتمع بشكل أسرع وأقوى وترسل برسائل إيجابية له لما لها من تأثير على
الأسرة يفوق المؤسسات الحكومية الأخرى ويجعلها تصل إلى الطفل بسهولة وتقدم له النصح
و تعزز لديه منظومة القيم، وتحصنه من خطر الاستغلال عبر الإنترنت على المستوى العالمي.
يأتي الاجتماع استكمالًا للمؤتمر
الذي عقده المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر الشريف
العام قبل الماضي تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر،
والبابا تواضروس الثاني بعنوان"معا نحمي
الأطفال من العنف والممارسات الضارة من المنظور الإسلامي والمسيحي" وكذلك التجمع
الدولي لكرامة الطفل في العالم الرقمي في الجامعة الغريغورية البابوية في روما العام
الماضي.
حضر الورشة التحضيرية الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس
جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع
البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية