الخميس 26 سبتمبر 2024

أبرز تحديات علاقات مصر الخارجية بعد نجاح دبلوماسيتها علي مدار أربعة أعوام.. سد النهضة ورئاسة الاتحاد الأفريقي والمصالحة الفلسطينية

تحقيقات6-6-2018 | 11:55

يواجه الرئيس عبد الفتاح السيسي ملفات خارجية كبرى مع بداية ولاية الثانية خاصة في ظل جود قضايا كثيرة علي راسها ملف سد النهضة وحلايب وشلاتين ورئاسة مصر للاتحاد الافريقي 2019، والحفاظ علي التقدم الكبير في العلاقات المصرية الامريكية الاوربية الروسية والتي حدث خلال الفترة السابقة.


وكان للخارجية المصرية الدور المشهود في تطور كبير في الفترة منذ بداية عام 2014 خاصة مع تولي سامح شكري وزير الخارجية وحرصها تطورها وتقدمها من فترة لآخرى، حيث تقوم السياسة المصرية الخارجية على عدة مبادىء كعدم التدخل في شئون الدول، وانفتحت في مواقفها وعلاقاتها مع الدول الأخرى خلال الأربع سنوات الماضية، كما ظهرت دافعة عن مصر في قضية الإرهاب والتي أمتاز دفاعها بالشمولية، وحققت فيه نجاح.


 ولذلك يكون سامح شكري أبرز المواصلين في الحكومة الجديدة لنجاحة في قيادة الدبلوماسية المصرية خلال اربع أعوام كانت تعد الاقوى من المواجهات الخارجية واعادة العلاقات مع أفريقيا وأوربا.


رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019

تم اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، فيجب ان تكون بكل ما تحمله تلك الرئاسة من مسئوليات ومهام لن تتوانى مصر عن القيام بها.

و يأتي في ظل جهود كبيرة قطعتها مصر لاستعادة دورها الرائد في أفريقيا في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، خاصة من خلال استعادة عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، والمشاركة النشطة في الاجتماعات الوزارية والقمم الرئاسية، مما إنعكس إيجابيا على صورة مصر بالقارة، حيث أدرك الأشقاء الأفارقة أن مصر جادة في مساعيها للتعاون وإعطاء الأولوية لعلاقاتها الأفريقية، وهو ما أدى إلى انتخاب مصر لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي والعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن عن عامي 2016 و2017 للدفاع عن مصالح القارة

 

الملف الفلسطيني

فمصر هى الداعم الرئيسى لهذا الملف.. وحكومتها وشعبها مسؤولان عن حل القضية الفلسطينى؛ لدور مصر التاريخى فى حل أزمات الأمة العربية. وعندما جاء قرار ترامب الأخير بتنفيذ قانون الكونجرس بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس كان ذلك القرار صدمة للقضية الفلسطينية التى كانت من محاورها الرئيسية الخمسة أن القدس هى عاصمة الدولة الفلسطينية.. لذلك فإنه من المنتظر أن تعمل مصر على حل هذه المشكلة من خلال الاتصالات مع الولايات المتحدة، وإن كانت قد تأخرت بعض الوقت، حيث كانت مصر مشغولة بفترة الانتخابات الرئاسية.

 

الانفتاح على العالم

قال السفير عادل العدوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية مع الدول المختلفة قوية خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن الخارجية المصرية، تتبع سياسة الانفتاح على العالم.

وأشار العدوي إلى أن كل دول العالم تحرص على التعامل مع مصر لما تشهده من استقرار، مضيفًا: "مصر تمد يدها لكل من يريد التعاون معها".

ولفت إلى أن توجه وزير الخارجية، إلى الهند لرئاسة اللجنة المشتركة بين البلدين، يأتي في إطار حرص الدولتين على تعزيز العلاقات بينهما.

 

الدفاع عن المصريين بالخارج

 خلال الشهور الماضية ظهرت العديد من التعديات علي عدد من المصريين بالخارج وتحركت وزارة الخارجية بسرعة لجلب حقوق المصريين والدفاع عنهم سواء في الدول الأوربية أو العربية.

سد النهضة

تحركت وزارة الخارجية بالنيابة عن مصر على مسارين في ملف سد النهضة، إحدهما مع دول حوض النيل ككل، والآخر مع دولتي أثيوبيا والسودان، حيث أكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن مصر تعمل على بناء الثقة مع السودان وإثيوبيا حول قضية هامة ترتبط بمستقبل شعوب الدول الثلاث، وهو نهر النيل، موضحا أن مصر تعمل على كيفية إدارة قضية سد النهضة عقب توقيع اتفاقية المبادئ فى الخرطوم، مشيرا إلى أهمية الاتفاق على تحريك المسار الفنى وفقا إطار زمني محدد.

وأشار وزير الخارجية سامح شكرى الى أن هناك مسار فنى يتناول قضايا العلاقة القائمة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدا أهمية تناول قضية المليء وتشغيل السد برؤية فنية بحتة وفى إطار زمنى محدود لا يتجاوز ثلاثة أشهر يتم من خلالها استكشاف العناصر الفنية والقدرة والنية على التعاون بين الدول الثلاث.

وأكد أن الاجتماع الأخير انتهى إلى تشكيل المجموعة العلمية البحثية الوطنية المستقلة في 9 اجتماعات، بحيث يُعقد كل اجتماع على مدار 3 أيام بالتناوب بين الدول الثلاث طبقا للجدول الاسترشادي، على أن تقوم المجموعة المستقلة بتقديم مخرجات مناقشاتها خلال 3 أشهر بحد أقصى يوم 15 أغسطس 2018، لنظر فيها من قبل وزراء الري بالدول الثلاث قبل رفع تقرير عنها إلى الاجتماع التساعي.

وشدد على أهمية تناول قضية الملء وتشغيل السد برؤية فنية بحتة وفي إطار زمني محدود لا يتجاوز ثلاثة أشهر يتم من خلالها استكشاف العناصر الفنية والقدرة والنية على التعاون بين الدول الثلاث.

 

فتح أبواب عمل في الخارج

حرص  وزير الخارجية سامح شكري علي لقاء رئيس الوزراء العراقي، الدكتور حيدر العبادي، حيث أعرب  له عن استعداد مصر للإسهام في استعادة أمن واستقرار العراق في مرحلة ما بعد داعش، وبشكل خاص في جهود إعادة تأهيل وإعمار المدن المحررة، مشيرًا إلى زيارة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية، على رأس وفد كبير إلى كل من بغداد والموصل كأول مسئول أجنبي يزور الموصل بعد تحريرها.

ومن ناحيته أكد رئيس وزراء العراق، الاهتمام الخاص الذي توليه بلاده لتعزير مجالات التعاون الاقتصادي مع مصر، كي يشعر المواطنون من البلدين بعائد هذا التعاون على حياتهم ومستوى معيشتهم.

العلاقات المصرية الروسية

وبالنسبة للعلاقات المصرية الروسية، فالمؤشرات تشير إلى التحسن الكبير بعد توقيع مصر صفقة المفاعل النووى وبعض صفقات الأسلحة الروسية المتقدمة إلى مصر، وعلى المستوى السياسى ما زال المشهد فى سوريا يوضح اتفاق الرأى الروسى المصرى على ضرورة تبنى حل سلمى فى هذه المشكلة وعدم اللجوء لأى عمليات عسكرية أو تدخل أجنبى، وكذلك اتفاق الطرفين على عدم تجزئة أراضى الدولة السورية.

 

ورغم استياء الشارع المصرى من عدم عودة السياحة الروسية لمصر حتى الآن بصورتها الكاملة رغم الوعود المتكررة من الجانب الروسى، فمازال الشارع يسأل: لماذا لم تف روسيا حتى الآن بوعودها؟ وحول التقارب السياسى الروسى التركى، فإن مصر تتفهم أن التحرك الروسى يأتى بهدف ضمان استقرار أوضاع القوات الروسية فى سوريا وضمان حل الموقف دون تصاعد الأعمال العسكرية بين الطرفين على الجبهة السورية، خاصة أن روسيا تتفهم أطماع تركيا التى تتركز فى السيطرة على منطقة عفرين- منطقة الأكراد السوريين.

التقارب مع أوربا

وعلى المستوى الأوروبى فإن العلاقات المصرية الفرنسية والألمانية تسير فى اتجاه متواز لصالح كل الأطراف، وتعمل مصر فى الفترة القادمة على زيادة التعاون مع الدولتين، خاصة فى مجال السياسة الخارجية، وبالذات تجاه الأوضاع فى ليبيا، حيث تم الاتفاق معهم على عدم تدخل الناتو فى أى عمليات عسكرية تجاه ليبيا مستقبلا، والتركيز على الحل السلمى لتحقيق الاستقرار داخل الأراضى الليبية.

حلايب وشلاتين

مازال مثلث حلايب وشلاتين يمثل عنوان أزمة ممتدة بين مصر والسودان، رغم التصريحات الودية التي حملتها الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة.


حيث الود لم يمنع بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بالتقدم بشكوى رسمية جديدة ضد مصر إلى مجلس الأمن سُجلت بتاريخ 9 مارس ونُشرت على موقع الأمم المتحدة اعتراضا على إجراء انتخابات الرئاسة المصرية لأول مرة في مثلث «حلايب وشلاتين»، رغم اتفاق الجانب السوداني السابق مع مصر أثناء الاجتماعات الرباعية رفيعة المستوى المنعقدة بين الجانبين في فبراير على وقف التصعيد الجاري والحديث عن إطار نهائي للحل.


وأعلن القائم بأعمال البعثة السودانية الدائمة لدى مجلس الأمن، مجدي أحمد مفضل أنه إلحاقًا بالرسائل السابقة العديدة لمجلس الأمن التي كان آخرها بتاريخ 14 بشأن استمرار السلطات المصرية في مساعيها وبرامجها وخططها وأعمالها الهادفة لـ«تمصير المثلث»، وتكريس الوضع القائم وفرض سياسة الأمر الواقع، يتقدم السودان بذلك الخطاب الجديد

وردت مصر وأعلنت الخارجية ، رفض مصر القاطع لما انطوى عليه الخطاب السوداني، وأعلنت أنها توجهت بخطاب مماثل إلى سكرتارية الأمم المتحدة لرفض الخطاب السوداني، وما تضمنه من مزاعم، وللتأكيد أن حلايب وشلاتين أراضٍ مصرية يقطنها مواطنون مصريون.