رغم مرور
السنوات وتعاقب الأجيال يحافظ المصريون على عادات وطقوس موحدة لكل مناسبة أو
احتفال ديني أو شعبي، فكما تلازم أكلات الرنجة والفسيخ والبيض الملون الاحتفال
بيوم شم النسيم، يحتفظ عيد الفطر المبارك بمجموعة عادات تتوارثها الأجيال وتحرص
على أدائها كل عام كأحد أشكال الاحتفال والشعور ببهجة تلك المناسبة.
صلاة
العيد
العادة
الأولى للمصريين وكل المسلمين هي صلاة عيد الفطر في جماعة، وهي أقرب للفرض لدى بعض
الفقهاء فيما يذهب آخرون إلى أنها سنة واجبة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب
عليها ويأمر أهله بها، ويؤدي جموع المصريين صلاة العيد في الساحات والمساجد بمختلف
الأحياء والمحافظات.
ويصطحب رب الأسرة عائلته للصلاة، فيرتدي الرجال والنساء
والصغار من الفتيات والفتيان عبايات للصلاة، ويرددون تهليلات وتكبيرات العيد وبعد
الصلاة يستمعون لخطبة قصيرة، ويحرص القائمون على مختلف المساجد على تزيينها
بالبلالين وتقديم الحلوى كهدايا للأطفال كأحد مظاهر البهجة والفرح بقدوم العيد.
الكعك والبسكويت
ويعتبر
أكل الكعك والبسكويت أبرز عادة للمصريين في عيد الفطر يحرص عليها الغني والفقير،
كل حسب قدرته، فهناك من يشتريه من محال الحلوى إلا أن أسر أخرى لا تجد للعيد بهجة
إلا في صنعه بأيديهم داخل بيوتهم كما اعتادوا خلال صغرهم، فتحرص ربات البيوت على
عمله بنفسها بنكهات وأنواع مختلفة.
وخلال
أيام العيد لا يخلو منزل من طبق للكعك والبسكويت كوجبة إفطار خفيفة ومختلفة بعد
صلاة عيد الفطر، ويتم تقديمه للضيوف أيضا، وهناك أسر تحرص على إهداء أطباق منه
للأقارب والجيران وخاصة في الأحياء الشعبية.
العيدية
الموروث الذي يسبب بهجة وفرحة كبيرة خاصة للصغار، فيعطي
الأب والأقارب مبلغ من النقود للأبناء والتي يفضل أن تكون من الأوراق المالية
الجديدة احتفالا بالعيد، وهي عادة تميز العيدين الفطر والأضحى، ومهما تقدم العمر
يجد الكبير والصغير فيها فرحة عارمة بالعيد لقيمتها المعنوية.
الكشري
تنشط محلات الكشري في الأحياء الشعبية في نشاطها خلال
أيام عيد الفطر تحديدا والتي يغلق كثيرا منها طوال شهر رمضان المبارك، وتستقبل
الأسر والصغار تحديدا بساحات أمام المحال ومكبرات للصوت والأغاني الشعبية منذ
انتهاء صلاة العيد وحتى نهاية آخر أيامه.
الأسماك المملحة
تعتبر الأسماك بشكل عام والأسماك المملحة خاصة ضيفا
مميزا على موائد المصريين خلال عيد الفطر، كالرنجة والفسيخ والتونة، والتي يمتنعون
عنها طوال شهر رمضان لأنها تسبب العطش أثناء الصيام، فيحرصون عليها خلال عيد
الفطر.
الخروج للمتنزهات والملاهي
تستقبل الحدائق العامة والمتنزهات والملاهي جموع الزوار
خلال أيام عيد الفطر، فتحرص الأسر والعائلات والأقارب والجيران على الخروج إلى
الأماكن المفتوحة والأسواق التجارية ودور السينما كأحد مظاهر الاحتفال بالعيد
وقدومه، وتنتشر الملاهي الشعبية في الشوارع الرئيسية بكافة الأحياء وتحديدا البسيطة
منها لتستقبل الصغار كونها رخيصة الثمن وتدخل لقلبهم الفرحة والسرور.
وتعتبر حديقة الحيوان وكورنيش النيل والقناطر الخيرية
أبرز الأماكن التي يتجه إلى الأسر من
البسطاء خلال أيام عيد الفطر لقضاء أوقاتهم فيها.
لبس العيد
شراء زي جديد أحد سمات العيد عند المصريين، كبارا كانوا
أو صغارا، فيشتري كل حسب قدرته طقم واحد أو أكثر للخروج والتنزه في العيد بحلة
جديدة تشعرهم بالاختلاف والتباهي أمام أنفسهم وأمام الآخرين.
التسالي
تشتهر التسالي أيضا في الأعياد، والتي تتنوع بين الترمس والمكسرات بأنواعها والمقرمشات والفول السوداني واللب والشيكولاتة وغيرها من أنواع
الحلوى، ويتزاحم الأفراد على محال بيعها ويشترون حسب إمكانياتهم المادية من بين
الأنواع والأصناف المختلفة.
تبادل الزيارات والتهنئة
لأن صلة الرحم هي وصية نبوية، يتبادل المصريون الزيارات
والتهنئات بقدوم عيد الفطر، فيحرص الأقارب على زيارة ذويهم ويجتمع شمل العائلة
الواحدة في أي من أيام عيد الفطر، بعد انقطاع وانشغال الأفراد في أعمالهم خلال
الأيام العادية.
الألعاب والصواريخ
هي عادة تميز الصغار بشكل خاص فيحرصون على شراء الألعاب
زهيدة الثمن كرشاشات المياه، واسبراي الثلج، والعرائس والدمى للبنات، والكرات
البلاستيكية الأولاد، للهو وإدخال الفرحة على أنفسهم خلال تلك الأيام.
ويعتبر البمب والصواريخ سمة أيضا لأيام العيد، وإن كانت
غير محببة لدى الأسر لخطورتها إلا أن الصغار والشباب لا يلتفتون لتلك التحذيرات.
العيد هو العطاء
وعن هذا تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع،
إن العيد هو العطاء لإدخال الفرحة والسرور على الجميع كبارا وصغارا، فإخراج المرء
لزكاة الفطر والمال قبيل عيد الفطر هو أحد أشكال العطاء الذي أمر به الإسلام
ليراعي الغني الفقير وغير القادر ليدخل على قلبهم الفرحة في العيد.
وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العطاء
ليس ماليا فقط إنما معنوي أيضا بالتراحم والسعادة وإدخال السرور على قلوب الآخرين،
مؤكدة أن المصريين لهم عاداتهم المميزة لعيد الفطر منذ العصر الفاطمي كالعيدية
والأكلات كالكعك والبسكويت والأسماك.
وأكدت خضر أن السعادة في العيد ليست بالقيم المادية
للعيدية أو الزي أو الطعام إنما في القناعة والرضا والروحانيات التي يخرجون بها
بعد عبادة بالصيام والقيام وقراءة القرآن خلال شهر رمضان، مضيفة أنه يجب ألا تغني
الهواتف الذكية والتواصل الإلكتروني عن الزيارات واللقاءات المباشرة التي تعمق
الود والحب.