تحل علينا ذكرى رحيل الموسيقار المبدع
علي إسماعيل ، الذي أثرى الموسيقى الشرقية بجمال توزيعاته وزخارفه اللحنية التي
أضفت عليها روعة واناقة بجانب مؤلفاته الموسيقية لفرقة رضا والثلاثي المرح.
بدأ على إسماعيل حياته الفنية في ريعان شبابه عازفاً لآلة الكلارينيت والساكسفون
في فرقة بديعة مصابني ثم فرقة الأختين رتيبة وأنصاف رشدي ومنها تنقل إلى العديد من
الفرق ومنها فرقة ببا عز الدين وفرقة عازفي محمد عبد الوهاب .
أتاح العبقري محمد حسن الشجاعي المستشار الموسيقي للإذاعة لعلي إسماعيل فرصة
إلتحاقه بالإذاعة المصرية وبتكوين فرقة اوركسترالية بها وقدم من خلالها أروع
المقطوعات الموسيقية.
جدد على إسماعيل في شكل ومضمون الأغنية الشعبية المصرية وأعاد توزيع معظمها بشكل
أوركسترالي مستخدماً آلات النفخ والآلات النحاسية، ولقدرته على إثراء الألحان
بتوزيعات وزخارف لحنية استعان به الموسيقار محمد عبد الوهاب بعد رحيل أنريا رايدر
لتوزيع كل ألحانه، كما آمن الموسيقار كمال الطويل بموهبته فأسند إليه توزيع كل
ألحانه أيضاً .
برع علي إسماعيل في التصنيف الموسيقي الملائم للحدث، ففي الألحان العاطفية حرص على
أضافة التوزيعات التي تداعب القلب وتثير الشجون ، ويكفي أن نذكر منها فيلم
"يوم من عمري"، فقد وضع على إسماعيل الموسيقى التصويرية للفيلم ووزع الأغاني
الأربع التي لحنها كمال الطويل وبليغ حمدي ومنير مراد، ولتقف مذهولاً أمام إبداعه
استمع فقط إلى مقدمة وتوزيع أغنية "بعد إيه" التي غناها حليم .. وعلى
النقيض وضع علي إسماعيل الموسيقى التصويرية لفيلم "الأرض" وظهرت براعته
في تلحين المقطع الشهير الذي ألفته زوجته نبيلة قنديل " الأرض لو
عطشانة" ليصبح أيقونة في السينما العربية .