الأربعاء 3 يوليو 2024

«انتخابات في ظروف قمعية» دبلوماسيون: «أردوغان» نكل بالمعارضة التركية ولن يترك الحكم بسهولة.. وكلما ازدادت صلاحياته ارتفعت سلطويته.. ونتائج الاقتراع ستحدث توترا داخل «أنقرة»

تحقيقات23-6-2018 | 15:37

«المنيسي»: نتائج الانتخابات التركية ستحدث توترا داخلها

دبلوماسي سابق: كلما ازدادت صلاحيات «أردوغان» ارتفعت سلطويته

جمال بيومي: الانتخابات التركية تجرى في ظروف قمعية.. و«أردوغان» نكل بالمعارضة

 

أكد دبلوماسيون أن الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية غدا تجرى في ظروف قمعية بعد أن نكل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمعارضة وسجن وألقى بالآلاف داخل السجون، موضحين أنها محورية وبعدها سيتحول نظام الحكم لرئاسي بدلا من البرلماني مما يجعلها تحدث توترا داخل أنقرة، وأن أردوغان كلما ازدادت صلاحياته ارتفعت سلطويته.

وتجري غدا فعاليات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقديم موعدها، لتتحول تركيا بعد تلك الانتخابات من نظام الحكم البرلماني للرئاسي، ويتنافس فيها ستة مرشحين للانتخابات الرئاسية، فضلا عن تنافس ثلاثة أحزاب وتحالفين اثنين في الانتخابات البرلمانية.

 

ظروف قمعية

قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الانتخابات التركية التي ستجرى غدا تقام في ظروف قمعية بعد إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القبض على الآلاف من أفراد الجيش والمعارضة وإيداعهم في السجون، مضيفا إن هذه الظروف تجعل فرص المعارضة في الانتخابات قليلة.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن أردوغان سيفوز في الانتخابات ربما بفوز غير كاسح لأنه ديكتاتور وثبت أركان نظامه وجذوره تماما ونكل بالمعارضة بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016 واعتقل الآلاف من الجيش والقوى السياسية ، مضيفا أن تحول الدولة للنظام الرئاسي بعد تعديلات الدستور العام الماضي يؤكد إلى أن النظام الحاكم غير ديمقراطي.

وأضاف بيومي أن أردوغان أراد أن يستأثر بالسلطة ويتمتع بكافة الصلاحيات فأجرى تعديلات دستورية حسب رغبته وتحول النظام من برلماني إلى رئاسي ما يعطيه صلاحيات واسعة، مضيفا أنه من الصعب أن يترك الحكم حيث يرغب في البقاء وأن يدور كل النشاط السياسي حوله فقط.

وأكد أن الصلاحيات التي سيحصل عليها بعد التحول إلى نظام رئاسي ستزيد من سلطويته وذلك بعد أن تؤول إليه صلاحيات رئيس الوزراء.

 

الصلاحيات تزيد سلطويته

واتفق معه، السفير عادل العدوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قائلا إن فكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسلطي وكلما زادت صلاحياته زادت سلطويته، مضيفا أنه لن يتنازل بسهولة عن الحكم في تركيا لذلك ففرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية التركية غدا موجودة حتى لو لجأ للتزوير وسيفوز ما لم يحدث شيء غير متوقع.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المعارضة التركية كان لها فرص في الفوز لكنه وضع الآلاف منهم في السجن مما أثر على قوتهم، مضيفا أن أردوغان لن يسمح أن تسير الانتخابات على غير ما يخطط له ويراقب كل شيء ولن يسمح بأي تغيير ككل الأنظمة الديكتاتورية.

وأضاف العدوي أن الانتخابات غدا محورية في تركيا فوفقا لها يتحول نظام الحكم من برلماني لرئاسي مما يمنح الرئيس الفائز كافة الصلاحيات لذلك لن يترك أردوغان الفرصة لمرشح آخر بالوصول للمنصب.

 

نتائجها ستحدث توترا

ومن جانبه، قال السفير محمد المنيسى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الانتخابات التركية إذا سارت بشكل نزيه فلن يفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو حزبه حزب العدالة والتنمية وذلك بعد سياساته السلطوية وانهيار الليرة التركية أمام العملات الأجنبية وفقد أنقرة لأي أمل لها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه غير متوقع أن يفوز أردوغان فوزا كاسحا بل بنسبة لا تتجاوز 60% من الأصوات ، ونتائج الانتخابات في كل الأحوال ستحدث توترا داخل تركيا ولن تمر بسهولة ، مضيفا أن المعارضة التركية تتحرك بشكل جيد وقوي داخل تركيا لأنها أدركت أنها الحل الوحيد لمواجهة تيار أردوغان الجارف والتيار الموالي له.

وأكد المنيسي أن أردوغان نكل بالمعارضة وأطاح عدة مرات بقيادات الجيش ذات الشعبية، وبينه وبين الجيش عداوة بسبب طريقة تعامله المهينة مع أفراد القوات المسلحة، مضيفا أن حجم من أُلقي القبض عليهم ومن أقالهم أردوغان من قضاة وقيادات بالجيش بعد محاولة الانقلاب تؤكد أنه من دبرها ليستأثر بزمام الأمور.