أشادت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية بالهدنة المقتضبة لوقف إطلاق النار بين حركة طالبان المسلحة والحكومة الأفغانية قبل أن تنتهى في 17 يونيو الجاري، معتبرة إياها بأنها نقطة فاصلة في مسار الحرب بأفغانستان.
وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم /الأحد/ - : "إن الهدنة بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طالما شجعت على تفعيلها بل وعرضت لأول مرة مناقشة مخاوف طالبان بشأن تواجد القوات الأجنبية داخل أفغانستان، أكدت على وجود فرق شاسع بين نزاع طالبان المحلي وبين التهديد الإرهابي المدعوم من الخارج والذي يحيط بأفغانستان والولايات المتحدة".
وأشارت إلى أنه خلال فترة الهدنة، شن انتحاريون من تنظيم (داعش) الإرهابي هجوما على اثنين من التجمعات الاحتفالية بين قادة طالبان والمسئولين الأفغان، مما أودى بحياة 30 شخصا الأمر الذي وجه رسالة على يد الميليشيا السنية التي تحاربها واشنطن بالخارج مفادها شتان بين (داعش) وطالبان المحلية، التي تأمل واشنطن بأن تصل معها أخيرا إلى تسوية سياسية.
وأضافت الصحيفة: "بالرغم من أن إدارة ترامب وسعت دور القوات الأمريكية في الحرب مع طالبان مثل توفير الغطاء الجوي للقوات الأفغانية، إلا أنها تواصل الالتزام الذي تعهدت به إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بالتوصل إلى تسوية سياسية في نهاية المطاف بين المتحاربين الأفغان، والذين يتشاركون الجذور العرقية والثقافية والدينية، كما أنه في المقابل، عززت الولايات المتحدة جهودها لإخراج الإرهابيين الأجانب والذين لا يتمتعون تقريبا بأي دعم محلي ولكنهم لا يزالون يشكلون تهديدا للسلام العالمي".
وتابعت: "بالرغم من أن طالبان رفضت عرض الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني تمديد الهدنة ومع ذلك شنوا هجوما أودى بحياة 40 فردا من قوات الأمن، إلا أن سياسيين أمريكيين وأفغان أكدوا أن الأهمية الأوسع للهدنة لا تزال واعدة قائلين: "إن الهدنة أظهرت مدى شوق الجماهير للسلام، بمن فيهم مقاتلي طالبان أنفسهم".