الجمعة 27 سبتمبر 2024

خروقات وتوجيه للناخبين في الانتخابات التركية.. وخبراء: أمر متوقع لتراجع شعبية «أردوغان» وحزبه.. والمعارضة أمامها فرصة كبيرة في البرلمان.. ومحرم إينجه أقوى المنافسين للرئيس التركي

تحقيقات24-6-2018 | 15:28

خبير بالعلاقات الدولية: الخروقات بالانتخابات التركية أمر متوقع لتراجع شعبية «أردوغان»

اللاوندي: المعارضة التركية أمامها فرصة كبيرة في الانتخابات اليوم

خبير سياسي: محرم إينجه أقوى المنافسين لـ«أدروغان»

 

مع توافد الناخبين الأتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة، ووقوع خروقات وحالات لتوجيه الناخبين، أكد خبراء بالعلاقات الدولية والشأن التركي أن وقوع تلك الخروقات هو أمر متوقع نظرا لتراجع شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، موضحين أن المعارضة التركية اليوم أمامها فرصة كبيرة وأن محرم إينجه هو أقرب المنافسين لأردوغان ومن المتوقع أن يخوض جولة الإعادة أمامه إذا لم يحصل أردوغان على نسبة 51% من الأصوات.

وبدأت اليوم فعاليات الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، ويتنافس فيها ستة مرشحين للانتخابات الرئاسية، فضلا عن تنافس ثلاثة أحزاب وتحالفين اثنين في الانتخابات البرلمانية، حيث بدأت هيئة الانتخابات التركية تحقيقا عاجلا بعد اتهامات بحدوث خروقات بمراكز الاقتراع، بعد تأكيد المعارضة التركية، أن ناخبين في أورفة يتعرضون لمضايقات لإجبارهم على الاقتراع لصالح أردوغان وحزبه.

ويتنافس في الانتخابات البرلمانية، للحصول على أصوات الناخبين الذين يبلغ عددهم نحو 59 مليون ناخب، ثلاثة أحزاب وتحالفين اثنين، التحالف الأول هو "تحالف الشعب"، ويتشكل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "الحركة القومية" وحزب "الوحدة الكبرى".

أما التحالف الثاني هو "التحالف القومي"، ويضم أربعة أحزاب هي حزب "الشعب الجمهوري" المعارض وحزب "الخير"، بزعامة وزيرة الداخلية السابقة والمرشحة الرئاسية ميرال أكشينار، وحزب "السعادة" و"الحزب الديمقراطي"، أما عن الأحزاب المتنافسة فهم حزب "الشعوب الديمقراطي"، الموالي للأكراد، و"حزب الله" كردي، وحزب "الوطن"، بزعامة دوغو بيرنجك.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية ستة مرشحين هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وصلاح الدين دميرتاش مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي"، وميرال أكشينار  مرشحة حزب "الخير"، محرم إنجه مرشح حزب "الشعب الجمهوري"، وتمل كرم الله أوغلو مرشح حزب "السعادة" المحافظ، ودوغو بارينجاك مرشح حزب "الوطن" القومي.

 

الخروقات أمر متوقع

قال الدكتور سامح الجارحي، الخبير في العلاقات الدولية والشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن حدوث خروقات في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية أمر متوقع كما حدث خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية العام الماضي، مضيفا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية يفتقدون للشعبية والقاعدة الجماهيرية وليس لديهم حل سوى التوجيه واستخدام البطاقة الدوارة والتزوير.

 

وأوضح الجارحي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أردوغان كان قد أعلن قبل أيام منح 30 ألف سوري الجنسية التركية مما يجعلهم يشاركون في الاقتراع ويدلون بأصواتهم لصالحه وحزبه، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية يحاول الإجهاز على التجربة الديموقراطية بتحويل الدولة إلى نظام رئاسي ليظل أردوغان على سدة الحكم حتى 2029.

 

وأكد أن الانتخابات إذا سارت بحرية وشفافية فالمعارضة ستحظى على نسبة كبيرة من الأصوات في ظل تآكل شعبية أردوغان بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وانهيار الليرة التركية والحروب خارج الحدود التي يخوضها في العراق وسوريا وكذلك توتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتراجع أمل تركيا في الانضمام للاتحاد.

 

وأشار إلى أن تركيا منعت مراقبين دوليين من الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات قبل أيام أيضا، مؤكدا ان محرم إينجه لديه رصيد كبير من الشعبية والتقدير والاحترام ومنافس قوي لأردوغان وخلال استطلاع للرأي أخير أجرته شركة جوجل عن فرص المرشحين كان إينجه صاحب النصيب الأوفر في الفوز، وكذلك ميرال أكشينار أو المرأة الحديدية مرشحة حزب الخير أول سيدة تناطح أردوغان.

 

وأضاف خبير العلاقات الدولية أن صلاح الدين دميرتاش مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي" المسجون حاليا أيضا له فرصة كبيرة ودعم من الأكراد، مضيفا أن جميع المرشحين في الانتخابات الرئاسية لديهم فرص متساوية إلا أن الانتخابات ستحسم من خلال التزوير والخروقات وسيفوز العدالة والتنمية، وأن فرص الإعادة ستكون بين أردوغان وأكشينار وإينجه.

 

فرص المعارضة التركية

قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن المعارضة التركية أمامها فرصة كبيرة للغاية خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المبكرة، مضيفا أنها حتى إن لم تفز فإنها ستسبب صداعا لأردوغان ليدرك أنه ليس الوحيد في المشهد السياسي وأن هناك أطراف أخرى تناطحه.


وأكد اللاوندي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك معركة محتدمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسيه الخمسة في الانتخابات التركية وخاصة أن أغلبهم يؤيدون الاستمرار على النظام البرلماني، مضيفا أن الخروقات التي تشهدها الانتخابات اليوم ستؤثر على العملية الانتخابية وسيرها بشكل أو بآخر.

 

وأوضح أن سيناريوهات الانتخابات يصعب التكهن بها ويجب الانتظار حتى إغلاق باب التصويت لأنه قد تحدث مفاجآت في الساعات الأخيرة، مضيفا أن هناك سيناريوهات مختلفة إما بفوز أردوغان بنسبة ضعيفة أو أن يخوض جولة الإعادة مع أحد خصومه.

 

محرم إينجه أقوى المنافسين

قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأجواء التي تجري بها الانتخابات التركية تثير تساؤلات حول النزاهة في سيرها وذلك بعد تعديل أردوغان لقانون الانتخابات وتقديمه لموعدها بأكثر من عام، مضيفا أن أردوغان يحكم قبضة الدولة على الانتخابات.

 

وأوضح عبد الفتاح، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا يفتح بابا للتساؤل بشأن نزاهة الانتخابات وإذا خسرت المعارضة في الانتخابات بعد الخروقات التي وقعت اليوم وتوجيه الناخبين فإن ذلك يجعلها تتقدم بالطعن في النتيجة، مضيفا أن المعارضة التركية أمامه فرصة كبيرة في الحصول على مقاعد بالبرلمان أمام الانتخابات الرئاسية فهناك سيناريوهان لها.

 

وأكد أن السيناريو الأول هو فوز أردوغان بنسبة 51% من الأصوات أو أن يدخل جولة إعادة وفي هذه الحالة سيكون منافسه محرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري وهو أكبر الأحزاب المعارضة التركية وليده خبرة سياسية كبيرة ويتمتع بشعبية، مضيفا أن إينجه هو أقرب المنافسين لأردوغان.