لم يتوقع الرئيس التركي
الحالي رجب طيب أردوغان أن يواجه منافسة شرسة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية،
الذي يسعى حزبه العدالة والتنمية لحصد أغلبية المقاعد البالغ 600 مقعد برلماني،
ويحرم من حصد الفوز من الجولة الأولى خاصة بعد ارتفاع أسهم منافسه محرم إنجيه "مرشح
حزب المعارضة الرئيسي، وحزب الشعب الجمهوري.
وبحسب مراقبون للشأن
التركي، فإن إنجيه سيقود جولة الإعادة أمام الرئيس "أردوغان" الأوفر حظا
بسبب هيمنته على مقاليد الحكم في البلاد، مشيرين إلى أن قوة المعارضة وأغلب
الخارجين من سياسية أردوغان وحزبه الظالمة ستحتشد خلف "إنجيه" في جولة
الإعادة المقررة الشهر القادم، الأمر الذي يربك حسابات الرئيس التركي الحالي في ظل
تراجع سياسته الاقتصادية والاجتماعية وسط حالة من التذمر الشعبي الواسع من النظام
القائم.
التحالف ضد
أردوغان
5 مرشحين يواجهون أردوغان
في الجولة الأولى ومن المؤكد أن يحتشدوا جميعا خلف المرشح الفادر على خوض جولة
الإعادة ومن المرجح أن يكون محرم إنجيه، الذي احتشد له ما يقرب 3 ملايين تركي في
وسط العاصمة التركية اسطنبول، أمس السبت، قبل انطلاق الاقتراع رسميا اليوم بجميع
مراكز ومدن تركيا.
وفتحت مراكز الاقتراع، اليوم،
أبوابها أمام نحو 60 مليون ناخب تركي في عموم البلاد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات
رئاسية وبرلمانية تمثل أكبر تحد للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية منذ
وصوله للسلطة قبل 16 عاما.
ويتنافس في سباق الرئاسة 6
مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي أردوغان عن حزب العدالة والتنمية ومحرم إنجيه عن حزب
الشعب الجمهوري المعارض.
الغطرسة
الأردوغانية
وتكتسب هذه الانتخابات أهميتها
لكون النظام الرئاسي سيجري تطبيقه بعد تعديل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي جمهوري
في استفتاء أجري في أبريل 2017.
وقال أنجيه خلال مؤتمر جماهيري،
أمس، إن أردوغان رجل مُتعَب ووحيد ومتغطرس ولا يحترم شعبه".
وأوضح "أنجيه" في
وقت سابق، أن تركيا تريد التنفس والسلام والاستقرار، مشيرا إلىأنها لا تريد شخصا يصرخ
ويغضب، بل تريد شخصا أكثر شبابا ويتمتع برباطة الجأش.
وبدعم من حزب الشعب الجمهوري
العريق يبدو أنجيه حسب المراقبين أنه المرشح الأكثر قوة في مواجهة أردوغان الذي يهيمن
على الساحة السياسية منذ العام 2003.
إنجيه يتصدر
تويتر
فيما تصدر مواقع التواصل
الاجتماعي في تركيا، اليوم، تزامنا مع انطلاق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في
البلاد، هاشتاج مرشح الانتخابات الرئاسية التركية "محرم إنجيه".
وارتفع هاشتاج "أنجيه"
بقوة على موقع التدوين المصغر "تويتر"، وبذلك منافسا بقوة هاشتاج الرئيس
التركى الحالى أردوغان.
ودعا نشطاء على "تويتر"،
للتصويت لمحرم، من أجل مستقبل البلاد للحيلولة دون الدخول في نفق الديكتاتورية، إذ
وعد إنجيه خلال حملاته الانتخابية بإنهاء توجه تركيا نحو الحكم الاستبدادي في ظل حكم
أردوغان.
وقال: "لو فاز إردوغان
سيستمر التنصت على هواتفكم.. وسيستمر الخوف سائدا.. إذا نجح أنجه ستكون المحاكم مستقلة"
مضيفا أنه سيرفع حالة الطوارئ السائدة في تركيا في غضون 48 ساعة من انتخابه.
الاحتشاد الشعبي
احتشد نحو مليونين ونصف من
الأتراك في تجمع انتخابي، الخميس الماضي، في إزمير تعبيرا عن دعمهم لمحرّم أنجيه المنافس
الرئيسي لرجب طيب أردوغان، الذي من المؤكد عدم حصوله على نسبة 50% اللازمة للفوز من
الدورة الأولى.
وكان محرم إنجيه قد وعد في
وقت سابق بتحويل القصر الرئاسي الذي شيَّده رجب طيب أردوغان إلى منشأة تعليمية مخصصة
للطلاب المتفوقين في البلاد.
وأن أنه سينفذ هذه الخطوة في
حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، فإنَّ القصر (مكون من 1150 غرفة، وافتتح عام
2014 ) قد حاز على الكثير من الاهتمام، بما في ذلك انتقادات حادة من دوائر المعارضة
بسبب الإسراف.
وتابع:" سأسلم القصر لأذكى
الأطفال في هذه الأرض، وسأحوله إلى مركز لمنح دراسية"، واعدا بإعادة الرئاسة إلى
دورها السابق كموقف قيادي محايد، يأتي هذا بعد وعده السابق ببيعه القصر المذكور.
من هو محرم إنجيه؟
محرم إنجيه مرشح حزب الشعب
الجمهوري، وهو مدرس فيزياء سابق، ونائب في البرلمان منذ 2002.
ومعارض شديد لأردوغان ولسياساته
وعمل كنائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب خلال 2010 إلى 2014.
وتعهد إنجيه بوضع دستور جديد
للبلاد وإعادة العمل بالنظام البرلماني مع التأكيد على فصل السلطات، ووضع نظام تعليمي
مجاني ديمقراطي علماني.
كما خاطب الناخبين الأكراد
في مدينة ديار بكر بقوله إن هناك أزمة كردية في تركيا وتعهد بحلها في البرلمان وتحت
الأضواء بما يصون "كرامة الأكراد ويبدد مخاوف الأتراك".
وولد إينجة في 1964 بيالوفا
شمال غربي البلاد، وخاض الحملة الانتخابية أمام أردوغان بشراسة وبأسلوب قتالى يرغب
فى إزاحة الرئيس الحالي عن الحكم، ووقع الاختيار عليه ليمثل حزب الشعب الجمهوري المعارض
(اشتراكي ديمقراطي) رغم أنه أخفق مرتين في تولي رئاسته.