الخميس 23 مايو 2024

أراد أن تكون زيارته سرية .. أسرار 36 ساعة في حياة ويل سميث بالقاهرة

19-3-2017 | 10:55

كتبت : نيفين الزهيري

المشهد الأول :

ليل - داخلي

الزمان : عام 2006

المكان : نيويورك وبالتحديد في حفل مجلة "Time" العالمية لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم

الحدث : لقاء جمع بين كل من الدكتور زاهي حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق والنجم العالمي ويل سميث وزوجته والنجمة العالمية جنيفير لوبيز، حيث اختارتهم المجلة ضمن الشخصيات الـ 100، وكان هذ اللقاء الذي أعلن فيه سميث لحواس برغبته في زيارة منطقة الأهرامات، فكان رد حواس "أنت معزوم علي هذه الزيارة".

المشهد الثاني :

نهار _ خارجي

الزمان : 5 مارس 2017 وقت شروق الشمس وتحديدا في السادسة و10 دقائق

المكان : أمام أبو الهول

الحدث: وصول الطائرة الخاصة لويل سميث إلي مطار القاهرة مع الفجر ومعه مجموعة من أصدقائه ومساعديه، حيث فوجئ به العاملون بالمطار فلم يكن منهم سوي أن قاموا بالتقاط بعض الصور التذكارية معه وهو في حالة من السعادة، ليتجه بعد ذلك إلي الزيارة المنتظرة منذ 11 عاما، وهو ما أكده سميث عند لقائه بحواس قائلا "الوعد تأخر ولكني حضرت"، ليعلن سميث بعدها أنه وقع في غرام هذا البلد عندما قال "لايوجد مثيل لهذا الجمال"، فلا يمكن أن يكون ما حكاه الدكتور زاهي حواس سوي أشبه بفيلم سينمائي، في هذه الزيارة الخاطفة الحالمة التي لم تزد علي 48 ساعة، حقق فيها ويل سميث حلما راوده كثيرا، وبالرغم من وجود دعوة رسمية من وزير الآثار منذ 11 عاما.

خلال هذه الزيارة التي ابتعدت عن عيون الإعلام، عاد سميث الذي يبلغ من العمر 49 عاما، إلي طفل صغير وقد حضر في رحلة مع عائلته إلي المكان الذي طالما تمني التواجد في حضرته، منذ نعومة أظفاره عندما قرأ عنه في كتبه، لم يكن منه سوي أن ألقي بالعديد من التساؤلات عن المكان وعن الأهرامات وأبو الهول، كطفل صغير لديه شغف للمعرفة، خاصة وأنه توجه لمنطقة الاهرامات فور وصوله بطائرته الخاصة مع اصدقائه ومساعديه لمطار القاهرة حتي يتمكن من رؤية شروق الشمس في هذا المكان الخالد، فما أن رأي هذا المشهد علي وجه أبو الهول علق قائلًا "دي أجمل لحظة في الدنيا، وأجمل بلد في الدنيا"، لافتًا إلى أنه سيزور مصر مرة أخرى قريبًا مع زوجته وأولاده، ليزور سيوة والأقصر وأسوان، وقام بتوثيق هذه اللحظات بمجموعة من صور السيلفي وصور أخري حققت نسباً عالية من المشاهدة حول العالم، وغيرها من الصور التي ملأت هاتفه المحمول كذكريات علي هذه اللحظات التي ضمها لأحداث أخري سعيدة في حياته، حيث ظل في منطقة الأهرامات لمدة ساعتين، تفقد خلالها الهرم الأكبر، معبرا عن انبهاره بعظمة بناة الأهرام، واصطحبه خلالها الأثري أشرف محىي مدير عام منطقة أهرامات الجيزة، وقال "محي"، إن النجم العالمي أبدى إعجابه الشديد بعظمة الحضارة الفرعونية التي هو شديد الشغف بها منذ صغره، وأنه كان يحلم في طفولته أن يكون عالم مصريات ليتعمق أكثر في سر الفراعنة، وأضاف محي، أن سميث استمع إلى محاضرة عن أبي الهول وهرم خوفو من عالم الآثار الدكتور زاهي حواس.

ولكن لم يتوقف الأمر علي هذه الزيارة لأهم عجيبة من عجائب الدنيا السبع وجولته في هذه المنطقة الأثرية، بل كان هناك لقاء آخر مع حواس علي الإفطار في فندق مينا هاوس، وكشف حواس ما دار بينهما من حوار على مائدة الإفطار، قائلاً: "سألني سميث ما القرار الذي أخذته ووجدت معارضة بسببه؟.. فكان ردي عليه "قرار البحث عن مقابر العمال بناة الأهرام.. ووقتها قالوا إني مجنون".

ولفت حواس إلى تساؤل آخر طرحه سميث عليه حول الإحباط وتحويله إلى نجاح، فأجابه "أيام الثورة اتشتمت وكتبت 6 كتب"، بينما كان رد النجم الأمريكي على ما طرحه من أسئلة يتلخص في قوله "أنا أيضًا قالوا عني إني فاشل في أول فيلم لي.. لكنني أصبحت أفضل ممثل بالعمل والاجتهاد".

وخلال هذا اللقاء أبدي سميث رغبته في مقابلة الكينج محمد منير، فهو يحبه جدا لكن حواس أخبره أن منير أجرى عملية جراحية في ألمانيا وعاد أول أمس ولكن للأسف لم يستطع مقابلته، كما أعلن أيضا إنه كان يحلم في طفولته أن يكون عالم مصريات، ليتعمق أكثر في سر الفراعنة.

وبعد استراحة توجه سميث واصدقاؤه إلي المتحف المصري والذي لم يكن ضمن جدول زيارة سميث لكن وزير السياحة أمر بفتحه في فترة الراحة ليتمكن سميث من زيارته، والذي أصر علي دفع تذكرة المتحف المصري مثل أي سائح أجنبي، ثم دخل إليه مسرعا قادما من أحد الفنادق القريبة من المتحف، ومنع الأمن الصحفيين والسائحين من الدخول حتى ينتهى النجم الأمريكى من جولته التي تجاوزت ساعتين وبالتحديد من الساعة الرابعة والنصف وحتي السابعة مساء، حتى يتمكن من مشاهدة جميع مقتنيات المتحف، وحرص علي التقاط صور له مع تمثال توت عنخ آمون لإستخدامها للترويج لمصر، وطلب مرة أخري قبل مغادرته المتحف رؤية تمثال توت عنخ آمون لانه كان مندهشاً من السحر الفرعوني، وقال الأثرى محمد على، مدير المتحف المصرى، إن ويل سميث أكد أنه استمتع بالمتحف المصرى، وأنه سعيد أكثر لكون الشعب المصرى يعرفه ويحبه وأضاف "هو شعب طيب".

وعن عدم الإعلان عن هذه الرحلة قال حواس إنه احترم رغبة سميث في أن يزور مصر بشكل غير معلن، لكن بمجرد أن التقاه عاتبه حواس على عدم إعلان الزيارة، فقام سميث علي الفور بنشر صورهما معا في الأهرامات على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها كافة وكالات الأنباء، وهو ما أكده "وليد البطوطي" مستشار وزارة السياحة، بأن هذه الرحلة كان من المفترض أن تكون سرية، حسب طلب فريق النجم العالمى من المسئولين فى القاهرة، منذ ما يقرب الأسبوع قبل وصولهم القاهرة لترتيب زيارة سميث، والذى فضّل أن تكون بعيدة عن الأضواء للاستمتاع بإجازة هادئة، كما صرح، حيث كانوا يعلمون بالزيارة منذ 45 يوما وتم عمل كل الترتيبات اللازمة لها.

وقبل رحيله علق "سميث" عبر حسابه على الصورة قائلا: "رحلت عن مصر الرائعة، شكرا على الحب.. حتما سأعود"، وحصد هذا البوست حوالي 143 ألف لايك في 24 دقيقة فقط، وحوالي 4176 شير، وأثنى على احترام خصوصيته أثناء الزيارة، ووعد بعمل دعاية لمصر بعد عودته. وغادر سميث القاهرة متوجها إلي تنزانيا ليكمل رحلته بصحبة اصدقائه ومساعديه في إطار جولة سياحية يقوم بها وتتضمن زيارة عدد من الدول الأفريقية، وكان قد حضر إلي القاهرة من المغرب.

وكان سميث قد أعلن شغفه بالحضارة المصرية في أكثر من عمل سينمائي له فبعد تصويره الجزء الثالث من فيلم Men in Black فوجئ بعشرات الأسئلة حول الفيلم وتجسيده لشخصية العميل "جى" للمرة الثالثة، بعد توقف عدة سنوات، ورداً على أحد الأسئلة عن المكان والزمان الذى يرغب فى التوجه له إذا ما استطاع السفر عبر الأزمان أو ركب آلة الزمن، قال "أرغب فى زيارة مصر القديمة، كي أثبت أن الأهرامات لم يبنها الغرباء والمخلوقات الفضائية"، وهو ما اعتبره محبوه إعجاباً بالحضارة الفرعونية القديمة.

في عام 2008، بعد النجاح الذى حققهُ في دور السينما العالمية من خلال فيلم "هانكوك"، عُرض عليه القيام بدور ملك فرعوني لا يعرفهُ الكثيرون يُدعى "طهارقا" وحسبْ روايات أخرى "تهراقا، طرهاقا"، وأكد حينها أنه سيقوم بدور البطولة، إذ كتب نصه راندال واليس، والذى قدّم من قبل الفيلم الحائز على 7 جوائز أوسكارBrave Heart ، كما أعلن أنه يحلم دائمًا بهذا الدور، ومن شدّة إعجابه بالتاريخ المصري الفرعوني، قرّر إنتاج الفيلم على حسابه الخاص بالإضافة إلى البطولة المطلقة.

كمّا أراد «سميث» تسليط الضوء على التاريخ المصري المنسي في سينما هوليود، والتى اعتاد صُناعها على تقديم القصص التاريخية المعروفة للناس، مثل "الوصايا العشر"، و"كليوباترا"، مؤكدًا أن هناك الكثير من المواد التاريخية والقصص الحقيقية من مصر القديمة والحديثة، وفقًا لـ موقع "هافينتجون بوست"، مؤكدًا أن التاريخ المصري ملىء من الدراما، والعمل والمغامرة، أكثر مما يمكن أن نتصور السيناريو حتى.

وكان هشام الدميرى رئيس هيئة تنشيط السياحة قد أكد أن زيارة النجم العالمى "ويل سميث " لمصر لها أهمية كبرى، فى إطار التأكيد على دور القوة الناعمة من مشاهير الرياضة والفن فى الترويج السياحى، خاصة فى ظل شعبيتهم الجارفة ومريديهم من مختلف الفئات، مشيراً إلى أن هذه الزيارة اكتسبت أهمية خاصة نظرا لتأثيرها الإيجابى على السياحة، موضحا أن ترويج ونشر صور "سميث " بالأهرامات والمعالم الأثرية دعاية جديدة للسياحة المصرية فى الخارج، ورسالة للعالم بأن مصر بلد الأمن والأمان.