الثلاثاء 28 مايو 2024

بي بي سي أفرجت عن أغنية لها بالإنجليزية بعد 56 عاما! .. هل غنت فيروز 3 أغنيات للرئيس ايزنهاور؟

19-3-2017 | 10:56

كتب: محمد دياب

أفرجت إذاعة «بي بي سي» القسم العربي أخيرا عن تسجيل نادر لأغنية باللغة الانجليزية كانت المطربة الكبيرة فيروز سجلتها لصالح الإذاعة عام 1961 وهي ترنيمة ميلادية مشهورة تحمل عنوان Silent Night من خلال برنامج "صندوق النغم" وهو برنامج يقدم تسجيلات نادرة من أرشيف القسم العربي في الإذاعة البريطانية ، تقدمه السيدة ناهد نجار التي قامت بمجهود للبحث عن التسجيل نزولا على رغبة جمهور فيروز والاخوين رحباني عبر صفحة تعني بنتاج الاخوين رحباني المنسي على الفيس بوك والتسجيل النادر مدته لاتتجاوز دقيقة وعشر ثوان تنشدها فيروز بمصاحبة آلة البيانو .

قدمت الاغنية في حلقة من البرنامج بمناسبة العيد التاسع والسبعين ، خصصت تحت عنوان "دندنات غربية بأصوات عربية"، الترنيمة نفسها كانت فيروز أعادت تسجيلها بعد وضع الاخوين رحباني كلمات عربية على اللحن الغربي منتصف ستينيات القرن الماضي صدرت ضمن إسطوانة "تراتيل الميلاد" تحت عنوان "صوت العيد" ، وصورتها فيروز لتليفزيون لبنان والمشرق في سهرة بعنوان "القدس في البال" من اخراج أنطوان سي ريمي ديسمبر من عام 1967 .

كانت فيروز سجلت الترنيمة في لندن أواخر عام 1961 في طريق عودتها مع الأخوين رحباني والفرقة الشعبية اللبنانية من جولتهم الفنية في البرازيل والارجنتين.

في حوار لها مع جريدة" الراصد" بتاريخ 25 نوفمبر 1961 تحدثت فيروز عن جولتها في البرازيل والأرجنتين ،وفي ختام الحوار ذكرت أنهم عرجوا على لندن في طريق عودتهم من أمريكا اللاتينية ، وسجلوا هناك ثلاثة ألحان لحساب شركة "أي إم سي" بالإضافة إلى الاغنية الإنجليزية ، قالت فيرز: نعم لقد عرجنا على لندن وسجلت أول لحن باللغة الإنجليزية كما سجلت ثلاث أغان هي : "بكرا بيجي نيسان يسألنا " و"صارلو زمان الحلو " و "فايق شو حكينا بليالينا" وهذه الأغاني هي للرحبانيين ، هذا وقد عزف موسيقاها أوركسترا رون غدوين البريطانية الشهيرة وبذلك تكون أول أغاني لبنانية تسجلها هذه الشركة " .

عادت فيروز وغنت مجددا باللغة الإنجليزية في سهرة ميلادية أحيتها في كنيسة سانت مرجريت ويستمنستر لندن في ديسمبر من عام 1986 ، حيث قدمت ثلاث ترنيمات باللغة الانجليزية بمصاحبة أوركسترا الحجرة الفيلهارموني هي : "we wish you a merry christams"

و " Joy to the world" و " Bye bye Lully Lullay" ، صدرت الترنيمة الأولى ضمن أسطوانة " فيروز أغاني الميلاد في كنيسة سانت مرجريت ويسمنستر لندن" التي صدرت في عام 1988 ، فيما تم استبعاد الترنيمتين الأخريين لأسباب غير معروفة رغم تسجيلهما في الاستديو ضمن مجموعة الترانيم ، لكن جمهور فيروز يتداولهما اليوم عبر شبكة الإنترنت كأعمال نادرة لفيروز، الترنيمة الثانية من المجموعة الثالثة هي من مؤلفات الموسيقار الألماني جورج فريدريك هندل، وتعود للقرن الثامن عشر وصدرت في نسخة عربية في الإسطوانة نفسها تحت عنوان "ملوك المجوس" كتب نصها العربي الشاعر جوزيف حرب ، أما الترنيمة الثالثة فهي ترنيمة ميلادية بريطانية تعود للقرن السادس عشر.

في العام التالي لتسجيلها الترنيمة الانجليزية 1962 ، أحيت فيروز حفلين في لندن مسرح ألبرت هول ومانشيستر ، غير أنها - وحسب ماهو متوفر عن برنامج الحفلين - لم تغن بالإنجليزية رغم أن الغالب الأعظم من جمهور الحفلين كان من البريطانيين .

فيروز تغني للرئيس أيزنهاور!

يبدو مما توفر لدينا من تسجيلات بالإنجليزية لفيروز ، أن الغناء بتلك اللغة ارتبط بتقديمه في إطار الترانيم الميلادية فقط ، لكن أخباراً طالعتنا بها صحف ومجلات فنية قديمة ، تؤكد أنه كانت هناك مشاريع أخري خارج ذلك الإطار ، من بينها مشروع لإعادة تسجيل قصيدة "زهرة المدائن" كلمات وألحان الاخوين رحباني 1967 بعد ترجمتها الى اللغة الانجليزية بعد النجاح الكبير الذي حققته لتطلق عالميا متبنية قضية الشعب الفلسطيني بعد الهزيمة، لكن الفكرة لم تنفذ للأسف.

وكان هناك مشروع آخر لغناء فيروز مقطع من فصل المحبة من كتاب "النبي" لجبران خليل جبران ، لكن العمل سجل مرتين في نسختين مختلفتين ، وقدمته فيروز في جولتها في الولايات المتحدة الامريكية عام 1971 بالعربية فقط دون الإنجليزية .

غير أن صحف عام 1959 نقلت إلينا أخبارا مدهشة ، عن تسجيل فيروز لثلاث أغنيات باللغة الانجليزية لملحن أمريكي الجنسية ،على مايبدو في إطار مشروع فني لإطلاق صوت فيروز عالميا ، وحسب تلك الاخبار سجلت الاغنيات ولم تطرح تجاريا .

تقول جريدة "الأهرام" في عددها الصادر بتاريخ 28 فبراير 1959 ، في خبر على لسان أحد كتابها :"في القاهرة سمعت اغنية لفيروز ، اسمها "الربيع" وموسيقى الاغنية على الطريقة الغربية ، وواضع الموسيقى والالحان مستر هوجان مراسل إذاعة صوت أمريكا ، وقد استطاع هوجان أن يضع موسيقى لثلاث أغان تغنيها فيروز باللغة الانجليزية ، ويعتقد هوجان أن هذه الألحان مع صوت فيروز الدافئ ستجد رواجا ضخما في الولايات المتحدة الامريكية ".

ثم عادت جريدة "الأخبار" المصرية ونشرت بتاريخ الثاني من يونيه من العام نفسه 1959 خبرا بعنوان " فيروز تغني لأيزنهاور بالانجليزي" ، تقول تفاصيل الخبر :" الإسطوانات التي ملأتها فيروز بأغنيات باللغة الإنجليزية لم تطرح للبيع في السوق حتى الآن ، أرسلت فقط نسخ منها إلي الرئيس الأمريكي أيزنهاور ، تولى هذه العملية السفير الأمريكي في بيروت.

وواضح مما هو منشور أن الاغاني سجلت فعلا ولم تكن مجرد فكرة أو مشروع ،كما أنها تطرح تجاريا وأنها أرسلت إلي الرئيس الامريكي آنذاك أيزنهاور عبر السفير الامريكي في بيروت ، وأن ملحنها يدعى هوجان وكان مراسلا لاذاعة "صوت أمريكا" على الأرجح في بيروت ، لكن علامات استفهام عدة تطرح نفسها ،منها أين هذه الاغنيات الثلاث اليوم ؟ ، ولماذا لم تطرح تجاريا ، هل عدل عاصي الرحباني وتراجع عن فكرته بإطلاق صوت فيروز عالميا بالانجليزية ، وقرر عدم طرح تلك الاعمال ومنع إطلاقها عبر الاذاعات ، ولماذا استعان هو ومنصور بملحن أمريكي ، وكان بإمكانهما وضع موسيقى تلك الأعمال وتوزيعها بكل أريحية ؟ .