الثلاثاء 14 مايو 2024

إلى ساكني الجبلاية.. ألا تخجلون

16-4-2018 | 23:03

استقبلت مؤتمر اتحاد الكرة اليوم بحزن أعمق من حزن الخروج من المونديال حيث لم أعتقد أن أكبر وأهم اتحاد رياضي في مصر ومسئول عن اللعبة الشعبية الأولى في البلاد بهذا العبث وبهذا القدر من عدم الشعور بالذنب؟!

واستدعت ذاكرتي مشاهد لرؤساء دول وحكومات ومشاهير كثر غابوا عن المشهد بعد خطأ ارتكبوه  ولم أر جرما أشد قبحا من عدم تحمل مسئولية إحباط آمال مما يزيد على 100 مليون مصري علقوا آمالا عريضة على فريقهم القومي في كأس العالم بعد غياب 28 عاما.

كنا ننتظر كما انتظر كل عاقل أن يعلن الاتحاد فشله في مهمته الرئيسية وأن يتنحي جانبا تاركا الفرصة لآخرين للعطاء والبناء من جديد لكن مع الأسف وجدنا استثارا بالمناصب وتقديما للمصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

 

وهنا يكون التساؤل لأبو ريدة ورفاقه ألا تخجلون من صنيعكم وطريقة إدراتكم لمشوار المنتخب .. ألا تخجلون وأنتم رأيتم بأعينكم كم تسببتم من تعاسة وخيبة أمل في قلوب المصريين.. ألا تخجلون من صفر هو كل رصيدكم بعد إنفاق كل هذه الأموال الطائلة على المنتخب؟!

 

إن فشل الاتحاد أكده اليوم ذلك الفشل الواضح في تنظيم المؤتمر وزاده تأكيدا ذلك التنازع العلني بين أعضائه المفترض بهم أنهم يعملون على قلب رجل واحد.. تحول المؤتمر إلى ساحة دفاع عن النفس بدلا من أن يكون ساحة لتقديم كشف بأسباب حقيقية عن المستوى الذي ظهر به المنتخب في روسيا بل تحول المؤتمر إلى عرض خاص ينفي فيه كل متهم عن نفسه التهم غلا تهمة واحدة وهي الفشل.

 

 

هل قدم أبو ريدة ورفاقه الذين يتقاضون رواتبهم من ضرائب المصريين المسئول عن "الصفر الشهير" هل قدموا للمصريين من المسئول عن هذا اللغط الذي صاحب معسكر المنتخب وما جرى فيه من "تهريج" و"لا مسئولية".. هل قدموا المسئول عن عدم  ظهور المنتخب المصري بالشكل الذي يليق به.. بالطبع لا لأن مقتضيات المنصب تراجعت أمام مقتضيات البقاء فيه؟!

العجيب أن الاتحاد الذي يسبقه فشله ظل يبحث ويبحث عن مبررات وشماعة يعلق عليها فشله بعيدا عن شجاعة الاعتراف ومحاولة أن ينسب ذلك لنفسه حتى لو كان في قرارة نفسه يشعر بأنه غير مقصر  وأنهم كاتحاد يسلمون الراية لجيل جديد يكون حظه أوفر فس إسعاد المصريين وخدمتهم.

أيها السادة القابعون في الجبلاية إن كنتم تعتقدون أن شرعيتكم محفوظة بقوانين الفيفا فأحيطكم علما بأن شرعيتكم قد سقطت في عيون المصريين وأنكم بذلك العناد والتبرير قد اصبحتم على عداء مع الشعب المصري وفي حالة تحدٍ له وأذكركم ونحن على عتبات ذكرى الثلاثين من يونيو أنه لم يفلح يوما أحد تحدى إرادة المصرين فاحفظوا ما بقي من ماء وجوهكم وغادروا مناصبكم بشجاعة طالما أن ذلك رغبة الشعب الذي تخدمون .. فالعار كل العار والذل كل الذل أن يبقى خادم طلب مخدومه منه أن يرحل .

    Dr.Radwa
    Egypt Air