الأربعاء 15 مايو 2024

عراقيون يعودون إلى غرب الموصل رغم استمرار المعارك

19-3-2017 | 14:13

قرر سمير حميد و33 من أفراد عائلته العودة إلى منزلهم في غرب الموصل رغم فرار عشرات الآلاف من أهالي المدينة هربا من المعارك التي تخوضها القوات العراقية بهدف طرد الجهاديين منها.

وقال حميد وهو أب لخمسة أطفال، برفقة أفراد من عائلته الكبيرة، قادما من أحد المخيمات خارج الموصل "بقينا مع أقاربنا لمدة أسبوع والآن نعود إلى البيت".

وتمكنت القوات العراقية عبر عملية بدأت الشهر الماضي من استعادة السيطرة على عدد كبير من أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل، من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأُجبر أكثر من 150 ألف مدني على الفرار جراء المعارك ولجأ ثلثاهم إلى مخيمات قرب الموصل، وفقًا للسلطات العراقية.

لكن حميد وأشقاؤه الخمسة وأفراد عائلاتهم، ومجموعهم 34 شخصا، قرروا العودة إلى منزلهم في وادي حجر بغرب المدينة بعد فشلهم في العثور على مكان في مخيم حمام العليل، إلى الجنوب من الموصل.

وقال وهو يرتدي ملابس سوداء وقد لطخ الطين حذاءه "لم نجد أي خيمة في المخيم. هناك عدد كبير من الناس، ثلاث أو أربع عائلات في كل خيمة".

مع اقتراب عائلة حميد التي تستخدم عربات حديدية من تلة تؤدي إلى أحياء الجانب الغربي، التقت مدنيين آخرين يحملون حقائب ممتلئة بأغراضهم ويسيرون بالاتجاه المعاكس مغادرين المدينة.

إحدى نساء العائلة تضع حجابا وتسير بصعوبة وهي تحمل غطاء نوم ثقيلا ملطخا بالتراب، الأمر الذي اجبرها على رفع الحجاب.

وقال حميد الذي كان يحمل أكياس بسكويت وحليب وزبدة "ستكون حالنا أفضل في البيت".

وصف الوضع الذي كانوا فيه قبل مغادرتهم المدينة بأنه "جحيم لا يطاق"، وأضاف: "كنا معلقين بين الموت والحياة، لم يكن لدينا ما نأكله ونشربه. كنت أنظر إلى أطفالي وأتساءل أيا منهم سيقتل أو سيصاب".

في هذه الأثناء، كان ابنه الأكبر (12 عامًا) يقف خلفه واضعًا قبعة.

وتابع حميد: "نحن عائدون بعدما أخبرونا بأن الوضع بات أفضل بكثير ولم يعد هناك قتال".

ويبدو ما قاله حلما يراود كثيرين من أهالي الموصل ليعودوا مجددا إلى حياتهم الطبيعية.

في الجوسق، أحد أحياء غرب الموصل، علق الإهالي رايات بيضاء على مداخل منازل صغيرة وسط شوارع تناثرت فيها الأنقاض.

من جانبه، أعاد لؤي عدنان (34 عاما) فتح متجره الصغير قبل أربعة أيام.

وقال متحدثًا من داخل متجره: "كنت (دائما) في البيت إذ لا مكان آخر أذهب إليه، وهذا المتجر موردنا الوحيد" للعيش.

وأضاف: "فتحت (المتجر) لأسمح للناس بالتبضع، وهكذا ربما تعود الحياة إلى طبيعتها".

لكن غالبية رفوف المتجر خالية إلا من سلع قليلة جلبها عدنان من ناحية حمام العليل (جنوب الموصل) بينها صلصة الطماطم وفاصوليا بيضاء وزيت طعام وبيض وشاي.

وتابع: "هناك نقص كبير، المتجر فارغ، ليس لدينا دجاج ولا لحم ولا بطاقات شحن هواتف نقالة".

في غضون ذلك، وصل أحمد الذي يسكن في بيت مجاور لشراء مياه وبيض وبطاطس.

وقف ابنه محمد (13 عاما) ينظر بخجل، فيما غطى ضماد أبيض جبهته إثر إصابته بجروح جراء تعرضه لشظايا.

وقال احمد مرتديا لباسا رماديا تقليديا: "قبل سيطرة الجاديين على الموصل عام 2014 كان المتجر مليئًا، تجد فيه كل ما تريد".

    Dr.Radwa
    Egypt Air