أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين، بينهم صحفي، اليوم الأربعاء، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أهالي الخان الأحمر البدوي، ونشطاء المقاومة الشعبية، ومتضامنين أجانب، الذين تصدوا بصدورهم العارية لجرافات الاحتلال، لمنعها من هدم المساكن والمنشآت في التجمع الواقع شرق القدس المحتلة.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على النشطاء والأهالي الذين شكلوا سلسلة بشرية بأجسادهم، لمنع جرافات وآليات الاحتلال من هدم المساكن والمنشآت في الخان الأحمر، وتشريد سكانه، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، إضافة إلى إصابة الزميل محمد حمدان مراسل قناة "عودة" الفلسطينية، ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال اعتقلت اثنين من النشطاء في أثناء تصديهما لقوات الاحتلال، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة.
وكانت جرافات الاحتلال باشرت منذ فجر اليوم بشق طريق يوصل ما بين الشارع الرئيسي ومنطقة الخان الأحمر، وأزالت الحواجز الحديدية الملاصقة للشارع، لتمهد الطريق لوصول الآليات الثقيلة ومعدات الاحتلال إلى المنطقة وهدمها.
يذكر أن سكان الخان الأحمر ينحدرون من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس في عام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويفتقر الخان إلى الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، بفعل سياسات المنع التي يفرضها الاحتلال على المواطنين هناك بهدف تهجيرهم.
ويحيط بهذه المنطقة البدوية عدد من المستوطنات الإسرائيلية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1"، الذي يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.
وفي سياق متصل، قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن استهداف أهالي منطقة الخان الأحمر هو تطهير عرقي وتصعيد خطير لسياسة تهويد الضفة الغربية، يتوازى مع محاولات تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف البرغوثي -خلال وجوده في تجمع الخان الأحمر على رأس وفد من حركة المبادرة- أن إسرائيل تسعى لضم وتهويد أكثر من٦٠٪ من الضفة الغربية من خلال الاستمرار في الاستيطان والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
وحيّا البرغوثي صمود أهالي الخان الأحمر وكل التجمعات البدوية، وقال إنهم يحمون بأجسادهم عروبة القدس ويصدون محاولات تطويقها بالكامل،ـ مضيفا: "ليست صدفة أن الإجراءات الإسرائيلية ضد تجمعات الخان الأحمر وأبو نوار تتوازى مع الاقتطاعات الإسرائيلية غير الشرعية الأموال والضرائب الفلسطينية والهجمة على الأسرى وعائلات الشهداء"، داعيا إلى أوسع حملة إسناد للتجمعات البدوية في مواجهة الإجراءات العنصرية الإسرائيلية.