يبدأ يوم غد 7 الجاري أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة
الدول العربية، زيارة رسمية هامة إلى الصين الشعبية تشهد مشاركته في أعمال الدورة الثامنة للاجتماع
الوزاري لمنتدى التعاون العربي/ الصيني والذي تستضيفه العاصمة الصينية بكين، وإجراءه
لمقابلات ثنائية مع عدد من كبار المسئولين الصينيين على رأسهم نائب رئيس الجمهورية
ومستشار الدولة وزير الخارجية، إضافة إلى إلقاء محاضرة في المعهد الصيني للدراسات الدولية
حول التطورات التي تشهدها المنطقة العربية ومستقبل العلاقات العربية/ الصينية.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن عقد
الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي/ الصيني يأتي في ظل زخم كبير تشهده المسارات
المختلفة للعلاقات بين الجانبين مع اتفاق الرؤى بينهما حول العديد من القضايا والموضوعات،
وفي إطار اهتمام الجانب العربي بتطوير العلاقة الاستراتيجية مع الصين والتي تتمتع بثقل
كبير ومتزايد في الساحة الدولية، وهو الأمر الذي يتجسد في اتساع أبعاد النشاطات المؤسسية
لهذا المنتدى المشترك لتشمل تناول موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية هامة،
وبما أوجد مناخاً واعداً لتطوير هذا التعاون بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، وأخذاً
في الاعتبار اتساق الرؤى بينهما تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية الهامة ووجود
فرص طموحة لتعزيز التعاون في مجالات العمل التنموي المختلفة.
وأوضح المتحدث الرسمي أنه من المنتظر أن يشهد اجتماع
المجلس الوزاري استعراض وتقييم الفعاليات والأنشطة التي عقدت منذ عقدت الدورة السابعة
للمنتدى في عام 2016 وبحث سبل تطويره وآفاقه المستقبلية، مع تبادل وجهات النظر حول
أبرز القضايا السياسية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك ما يتعلق بالتطورات
الأخيرة للقضية الفلسطينية والأوضاع في عدد من الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة
منذ عدة سنوات، وبحث سبل تعزيز وتعميق التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية وغيرها، مشيراً إلى أن الاجتماع سيختتم بالتوقيع على ثلاث وثائق هامة هي:
إعلان بكين للدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، والبرنامج
التنفيذي للمنتدى بين عامي 2018 و2020، والإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص بمبادرة
الحزام والطريق.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى التعاون العربي الصيني
أسهم بقوة منذ نشأته قبل أربعة عشر عاماً في تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الجانبين
بصورة شكلت نقلة نوعية حقيقية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري، وبحيث قفز حجم
التبادل التجاري بين الدول العربية والصين من حوالي 37 مليار دولار عند نشأة المنتدى
إلى حوالي 191 مليار دولار في عام 2017، الأمر الذي جعل من الصين ثاني أكبر شريك تجاري
للدول العربية، وهو ما يفتح الطريق أمام تحقيق المزيد من التبادل التجاري، وفِي مجالات
غير تقليدية للعلاقات التجارية بينهما، علماً بأن هناك تطلعاً كبيراً لزيادة حجم التبادل
التجاري إلى 600 مليار دولار في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي تحتل
الدول العربية مكانة بارزة في إطارها بحكم الموقع الاستراتيجي والامكانات الاقتصادية
والموارد الطبيعية والبشرية.
في إطار السعي لتدعيم علاقات الدول الأعضاء في الجامعة العربية مع الشركاء الدوليين ذوي الثقل الكبير في الساحة الدولية سعياً لخدمة مصالح وأولويات الدول والشعوب العربية وتأمين مساندة هؤلاء الشركاء للمواقف والرؤى العربية على الساحة الدولية.