السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

مباحثات لإنشاء صندوق استثماري بين مصر والسودان وإثيوبيا.. وخبراء: خطوة مهمة لتعميق العلاقات والمصالح المشتركة بين الدول الثلاث.. وبداية لتكامل اقتصادي.. والزراعة والربط الكهربائي ضمن مجالات التعاون

  • 7-7-2018 | 15:37

طباعة
خبيرة اقتصادية: الصندوق الاستثماري يعمق العلاقات والمصالح المشتركة

جمال بيومي: خطوة لزيادة التعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا

«جنيدي»: «السودان وإثيوبيا» امتداد لأمن مصر القومي.. والصندوق الاستثماري خطوة مهمة

 

أكد خبراء اقتصاديون أن إنشاء الصندوق الاستثماري بين مصر وإثيوبيا والسودان خطوة مهمة من شأنها دعم العلاقات وزيادة التعاون بين الدول الثلاث وخلق مصالح مشتركة، موضحين أن السودان وإثيوبيا هما الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري وأن هناك أوجه كثيرة للتعاون سواء في الزراعة أو الثروة الحيوانية أو الربط الكهربائي مما قد يكون نواة لإحداث تكامل اقتصادي فيما بينهم.

كانت وفود رفيعة المستوي من مصر والسودان وإثيوبيا قد عقدت اجتماعا خلال الأسبوع الماضي بالبنك المركزي المصري للتباحث حول الصندوق الثلاثي لتمويل المشروعات التنموية والاستثمارية، فيما تم التوافق على تحديد نقاط اتصال من كل دولة لتكثيف التشاور بين الدول الثلاث في الأسابيع القادمة تمهيدًا لعقد الجولة الثانية من الاجتماعات.


تعميق العلاقات والمصالح

الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية وعضو مجلس النواب، قالت إن إنشاء صندوق استثماري بين مصر والسودان وإثيوبيا هو خطوة من شأنها دعم العلاقات بين الدول الثلاث وتعميقها لتحقيق الاستقرار وإيجاد سبل لاستمرار التعاون وخلق مصالح مشتركة بينهم، مضيفا أن هذا التعاون يحل أية أزمات أو مشاكل قد تطرأ.

 

وأكدت فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الصندوق يخلق استثمارات مشتركة ويحدث تشابك بالمصالح بين كل من القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، مضيفة أن مجالات هذه الاستثمارات ستحددها احتياجات الدول الثلاثة مما قد يكون بداية لإحداث تكامل اقتصادي فيما بينهم.

 

وأضافت أن هذا يجعل العلاقات بينهما أكثر استقرارا وتنتهي حالة الشد والجذب في أية أزمات قد تطرأ في قضايا مياه النيل ومفاوضات سد النهضة.

 

زيادة التعاون الثلاثي

فيما قال السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن الصندوق الاستثماري بين مصر والسودان وإثيوبيا هو أحد وسائل تحسين العلاقات المشتركة لأنها تقوم على أسس التعاون وتبادل المصالح بين الدول، مضيفا أن هذا الصندوق من شأنه تشجيع الاستثمار في الدول الثلاث وخاصة أن مصر تشجع على الاستثمار في إثيوبيا.

وأوضح بيومي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الصندوق خطوة لزيادة التعاون بين مصر ودول حوض النيل بشكل عام والسودان وإثيوبيا بشكل خاص، مضيفا أن رأس ماله سيكون بإسهامات حكومية طوعية أو عبر مؤسسات دولية ورجال أعمال وسيشمل مجالات عديدة للاستثمار كالزراعة وخاصة القمح الذي تحتاجه مصر والثروة الحيوانية.

وأشار إلى أن هناك أوجه كثيرة للتعاون وربما يشهد الأمر نقلة لتمويل الربط الكهربائي بين مصر والسودان وإثيوبيا خاصة بعد تشغيل سد النهضة والكهرباء التي سيولدها، مضيفا أن مصر يمكنها شراء الكهرباء من إثيوبيا وإعادة تصديرها إلى الدول الأوروبية.

وأضاف أن هذا التعاون من شأنه تقوية العلاقات وحل أية أزمة قد تطرأ في العلاقات بين الدول الثلاثة.


امتداد للأمن القومي المصري

وقال محمد جنيدي، نقيب المستثمرين الصناعيين، إن إنشاء صندوق استثماري بين مصر والسودان وإثيوبيا هو خطوة مهمة للغاية وتأخرت بسبب ابتعاد الأنظمة السابقة عن القارة الأفريقية، مضيفا أنها خطوة موفقة يرجو الجميع أن تتم بأسرع وقت ممكن لأن المصالح الاقتصادية هي الأساس لربط الدول ببعضها.

وأوضح جنيدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المصالح السياسية بين الدول ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح الاقتصادية، مؤكدا أن الجانبين الإثيوبي والسوداني يرحبون بهذا التعاون لأنه كان قائما بالفعل خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأكد أن السودان وإثيوبيا هما الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري والتعاون بين هذه الدول اقتصاديا خطوة على الطريق الصحيح، مضيفا أن رأس مال الصندوق وتمويله هو أمر تقرره حكومات هذه الدول وفقا للأولويات والاتفاقات بين المسئولين وخاصة أن أي استثمار لا بد أن يكون له غطاء سياسي.

وأشار إلى أن هذا التعاون في الاستثمارات من شأنه أن يؤثر إيجابيا على ملف مفاوضات سد النهضة ويجعل المسئولين الإثيوبيين أكثر مرونة في تفهم الموقف المصري وعدم الإضرار بأمنها المائي.