الخميس 26 سبتمبر 2024

أزمة مادية وراء اختفاء فقرة الساحر .. أين اهتمام الدولة بفن الخداع البصرى

20-3-2017 | 10:00

كتب : محمد بغدادى

لا يخلو سيرك فى العالم من فقرة الساحر، تلك الفقرة التى يقبل عليها الكبار قبل الصغار حتى أصبح نجاح السيرك يقاس بنجاح تلك الفقرة وتجاوب الجمهور معها، وهو ما تنبه إليه القائمون عليه فى الخارج، فتجاوز السحر مرحلة الهواية إلى الاحتراف والدراسة وأصبح علماً له أساتذته ومريدوه، أما فى مصر وبشهادة أبناء تلك المهنة فالأمر "محلك سر" دون النظر إلى ما وصل إليه التطور والتكنولوجيا الحديثة مع حالة من التقشف فى الصرف على هذا الفن، هذا ما كشفه بعض القائمين على فقرة الساحر فى السيرك القومى ممن التقت بهم "الكواكب" فى هذا التحقيق مشيرين إلى أسرار وخفايا هذا العالم والعراقيل التى تقف فى وجه تقدمه فى البداية أشار الساحر إبراهيم عبد السلام بالسيرك القومى، إلى المستوى المتدنى من الفقر الذى وصلت إليه فقرة الألعاب السحرية داخل وخارج السيرك القومى.

وقال عبد السلام إن السحر يعد فقرة مميزة جدًا داخل السيرك ويعشقها الجمهور، بل أن البعض فى أغلب الأحيان يذهب إلى شباك التذاكر لكى يتأكد من تلك الفقرة، قبل حجز تذاكر الحفل، مؤكدًا أنه فى حالة حدوث عطل للمعدات ينصرف بعض الجمهور من أمام باب السيرك دون مشاهدة أية فقرات، كما أشار إلى أن السحر يعد فزورة صعبة يخاطب الساحر من خلالها كافة الفئات العمرية ما يزيد من درجة التركيز والانتباه لدى الجمهور.

وأوضح إبراهيم أنه تلقى أكثر من عرض من مدارس خاصة كبيرة، لكى يقوم بتدريس فن الألعاب السحرية للطلاب والطالبات بشكل يومى، ويكشف لهم خبايا غموض السحر، مؤكدًا أنه يشارك فى إحياء حفلات خاصة لعدد من نجوم الفن ولاعبى الكرة فى مصر، فهذه الفقرة لم ولن تندثر أبدًا وأهم ما يميزها عنصر المفاجأة والإبهار.

واستطرد الساحر إبراهيم حديثه قائلا:" هناك فى مصر عدد كبير من السحرة غير معتمدين، ولكنى معتمد فى السيرك القومى وامتلك عدداً كبيراً من المعدات داخل السيرك قمت بشرائها على نفقتى الخاصة، نظرًا للإجراءات الروتينية فى صرف مبالغ لشراء معدات أقوم باستخدامها فى فقرتى داخل السيرك، فقمت بشراء كافة معداتى على نفقتى الخاصة ولكن ينقصنى وللأسف مكان مناسب للحفاظ على هذه المعدات التى باتت ملقاة فى مكان غير صالح للتخزين داخل السيرك.

وأضاف عبد السلام، أن السيرك القومى يدر للدولة ملايين الجنيهات سنويًا، مؤكدًا أنه لديه الأوراق والمستندات التى تفيد بذلك، ولكن اهتمام الدولة مقتصر فقط على المبنى والمدخل الخارجى للسيرك، دون الاهتمام بالسحرة وزملاء الفقرات الفنية الأخرى، ولذلك قررت تأسيس مسرح خاص بالسحر ليس له علاقة بالسيرك القومى، من أجل تطوير لعبة السحر فى مصر، من أجل إسعاد الجمهور الذى ارتبط بى منذ بداية عملى فى فن الألعاب السحرية منذ حوالى 22 عامًا.

واختتم الساحر إبراهيم عبد السلام حديثه قائلا:" السيرك أصبح مكاناً أثرىاً فقط تجاوز عمره الـ 50 عامًأ، ويجب على الدولة أن تدعمه وتطور كافة الفقرات بداخله، فالسيرك ليس من فنون الفرجة الشعبية فقط أيضا فرجة مكسبية، فمن باب أولى الاهتمام بالسيرك بشكل كبير وخاصة أنه يدخل للدولة ملايين سنويًا.

الساحر محمد النوبى ...مدير شعبة الجيزة بالسيرك القومى

نعتمد علي الحفلات الخاصة للإنفاق على لعبة الساحر

وأضاف الساحر محمد النوبى مدير شعبة الجيزة بالسيرك القومى، أن معدات الساحر تعد من أغلى المعدات داخل السيرك، مؤكدًا أن الساحر يستخدم أدوات تتمتع بمواصفات خاصة وتحتاج إلى تكلفة باهظة ولا يستطيع توفيرها القطاع الحكومى.

وأضاف النوبى، يضطر الساحر للإنفاق على الفقرة التى يقدمها داخل السيرك من أمواله الخاصة، معتمدًا على الحفلات الخاصة التى يحييها، كما يقوم السحرة، بشراء أغلب المعدات على نفقتهم الخاصة وانتظار الحصول على مستحقاتهم من الميزانية التى تخصصها الدولة للسيرك كل عام.

وناشد النوبى وزارة الثقافة قائلا:" لابد من تدخل وزارة الثقافة ودعمها للسحرة فى مصر والسيرك بشكل عام.. هذا الصرح العظيم الذى مر على تأسيسه أكثر من 51 عامًا".

وقال محمد النوبى إن الساحر فى السيرك يحاول تطوير فن الألعاب السحرية بقدر المستطاع، وبأٌقل الإمكانيات المتاحة لديه، مؤكدًا أنه إذا تم توفير الإمكانيات اللازمة من أموال ومعدات وتقنيات حديثة، سوف ينافس الساحر المصرى عمالقة السحر فى العالم، ولكن لن يحدث ذلك إذا لم يتحرر فنان الألعاب السحرية من فكرة الموظف الحكومى الذى يتقاضى أجرًا لا يتناسب مع موهبته وما يقدمه من فقرات فنية فى غاية الصعوبة تعرضه للخطر طوال الوقت.

واختتم الساحر محمد النوبى حديثه مع الكواكب قائلا:" فقرة الساحر منعدمة الإمكانيات مقارنة بفقرات السيرك الأخرى، فهى تعد أفقر الفقرات الفنية داخل السيرك القومى وينقصها الدعم المادى الذى ننتظره للوصول إلى العالمية فى هذا المجال".