لم تقتصر
محاولات إثارة الشك واستهداف الاستقرار في الدولة عند حد معين، لكنها امتدت وطالت كافة
الأنحاء الاقتصادية والسياسية والتعليم والصحة وخلافه، حتى وصلت حد الاتهام ببيع
الجنسية المصرية للأجانب رغم عدم صحة الأمر واقتطاعه من سياقه بعد إقرار البرلمان
لقانون يقضي بمنح الإقامة للأجنبي الذي يملك وديعة بنكية لمدة خمس سنوات.
وحيث أن الدولة تهدف إلى تشجيع
استثمار الأموال العربية والأجنبية فى المشروعات الاقتصادية، مع التيسير على الأجانب
ذوى الارتباط الطويل والقوى بمصر والعمل على توفير جو من الثقة والاستقرار، ليطمئن
المستثمرون على أموالهم ومشروعاتهم، لذلك فقد رؤى استحداث فئة رابعة لإقامة
الأجانب بموجب وديعة نقدية لمن يعلن عن رغبته فى ذلك، تودع فى أحد البنوك الحكومية
المصرية طوال مدة إقامته فى مصر، على أن يصدر بتنظيم إقامته وبتحديد قيمة تلك
الوديعة قرار من وزير الداخلية بعد موافقة مجلس الوزراء.
ويقضي مشروع القانون المقدم من
الحكومة بتعديل بعض أحكام القرار بقانون رقم 89 لسنة 1960 بدخول وإقامة الأجانب
بمصر والخروج منها، والقانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية، بحق من يقيم
في مصر بوديعة لمدة 5 سنوات، الحق في طلب الحصول على الجنسية المصري، إلا أن منحه
إياها ليس حتميا فهناك شروط إن لم تتوافر فلن يقبل طلبه.
ومن جانبه، قال اللواء كمال عامر،
رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن الهدف من مشروع القانون إرساء
نظام جديد لإقامة الأجانب في مصر، وهو نظام "الإقامة بوديعة" لاسيما مع
زيادة ظاهرة طلب الأجانب للحصول على الإقامة بجمهورية مصر العربية في ظل المتغيرات
الدولية التي تشهدها المنطقة.
وأوضح عامر أن هناك فارق بين
الإقامة بوديعة والجنسية مقابل الاستثمار، مشيراً إلى أنه بموجب القانون الجديد
فإننا نأخذ بنظام الإقامة بوديعة، لأن الحصول علي الجنسية مقابل الاستثمار يهدف
للحصول على الجنسية بناء على شراء أصول معينة أو دفع مبالغ محددة في بعض المجالات
التي تحددها الدولة وتعمل بها بعض الدول الأخرى ، في حين أن الإقامة بوديعة تعني
أن يطلب أحد الأجانب من الدول الشقيقة أو الصديقة الإقامة في مصر ويهدف إلى الاستثمار،
ومن حقه بعد 5 سنوات من الإقامة طلب الحصول على الجنسية.
وأكد عامر، أن منح الجنسية حال
طلبها من الأجنبي المقيم في مصر بوديعة لمدة 5 سنوات ليست حتمية، إنما جوازية، حيث
يتم منح الجنسية لهذا الأجنبي إذا انطبقت عليه شروط الجنسية ووافقت الأجهزة
المختلفة على منحه إياها.