أكد المهندس عاطف الطروانة، رئيس مجلس النواب الأردني أن معادلات العالم غدت أكثر قسوة اليوم، حين تجردت من معاني الإنسانية في حكمها على المواقف وقضايا الشعوب، فانحازت للظالم على المظلوم، وللباطل على الحق، في مواربة ونكرانٍ للاعتراف بالحق الفلسطيني والتعتيم على حق شعب بأكمله ليعيش حراً كريماً.
جاء ذلك خلال مشاركته بأعمال الدورة الاستثنائية (28) للاتحاد البرلماني العربي المنعقدة اليوم في القاهرة.
ودعا الطروانة البرلمانات العربية إلى موقف رفض واضح لكل أشكال التسوية غير العادلة للقضية الفلسطينية، وإلى دعم السلطة الوطنية الفلسطينية في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني لتبقى الشاهد على اختلال موازين العدالة الأممية، أو إعادة انتاج الحل العادل والشامل والقابل للحياة بإعلان دولة فلسطين.
وأكد الطروانة أن الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني لم يقف عند حدود المجازر، فبعد تعطيل مقصود لجهود استئناف مفاوضات السلام، عبر تعنت اسرائيل ورفضها للتسويات العادلة، ها هي حقوق الشعب الفلسطيني تتصادر تباعا، فراعية السلام الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقلت سفارتها إلى القدس ضاربة بعرض الحائط حالة الإجماع الرافضة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال: إننا في المملكة الأردنية الهاشمية ملكا وشعبا؛ نؤكد مواصلتنا لدعم صمود الشعب الفلسطيني واستمرارنا بالجهود تجاه الأشقاء في قطاع غزة لتأمين مرضاهم وجرحاهم بالعلاج عبر المستشفيات الميدانية التي أقيمت في القطاع بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، مثلما نؤكد أن أي حل يتجاوز حل الدولتين، وإعلان قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني، وعاصمتها القدس الشريف، حل لا يمكن القبول به، بل هو مرفوض من حيث المبدأ والأساس ولا قمية له أو اعتراف من قبلنا.
وأكد أن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الحرم القدسي والقدس الشريف، والوقوف بحجة القانون الدولي وتطبيقاته في وجه الانتهاكات الإسرائيلية هو واجب أردني ينطلق من ثوابت الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي لن يتخلى الأردن عنها، ولن يقبل المساس بها، فالقدس التي أنارت العالم أزماناً بالتسامح والسلام والعدل، سينجلي عنها الظلام حتماً، وسيعلم الظالمون أي جريرةٍ اقترفوا بحق قبلتنا الأولى مسرى نبينا العربي الهاشمي الأمين ومهد المسيح عليهما السلام.
وأضاف الطروانة في كلمته، إن اجتماعنا اليوم في ظل ما يشهده قطاع غزة من جرائم متواصلة للاحتلال وتلويح قادته المتطرفين باستخدام مزيد من القوة تجاه أهلها المرابطين الصابرين، موصولاً بآثار الخطوة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس، ليدفعنا جميعاً إلى اتخاذ موقفٍ جامعٍ ضاغطٍ يُسهم في وقف آلة الحرب والتطرف الإسرائيلية التي استهدفت الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين، وسط حالةٍ من الصمت والنكران الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني ومصادرة أحلام أجياله التي ضربت أجل صور الفداء والتضحية لقضيتها العادلة.