كان ماسبيرو مدرسة تخرج
فيها مجموعة كبيرة وأجيال من الإعلاميين والإذاعيين تألقوا على شاشاتهم وعبر
الأثير وساهموا في تربية أجيال كاملة على أصواتهم وبرامجهم وارتبطوا بهم وبالقيم
التي كانوا يقدمونها، حتى أن بعضهم ارتبط
بأسماء تلك البرامج مثل أبلة فضيلة وبابا شارو.
ومن الصعب حصر الأسماء الإعلامية التي تخرجت
في هذا الصرح العملاق "ماسبيرو" على مدار عمره منذ 58 عاما حيث بدء
الإرسال التلفزيوني الأول في مصر، فتاريخ كثير من الإعلاميين والإذاعيين ممتد حتى
قبل عام 1960 عبر عملهم الإذاعي الذي وصلوا من خلاله إلى قلوب الجماهير عبر الأثير
قبل أن يشاهدونهم على الشاشة.
بابا شارو
بعد صدفة، تحول محمد محمود شعبان من معد
برنامج إلى رائد برامج الأطفال بالإذاعة المصرية، وهو الذي كان يستهدف والده أن
يلحقه بكلية الحقوق أسوة بالزعيم سعد زغلول، إلا أنه التحق بكلية الآداب، وتخرج في
قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول عام 1939.
والتحق شعبان بالإذاعة فور تخرجه بتزكية من
الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب في تلك الفترة وأستاذه، حيث عمل بالإذاعة كمعد
برامج في البداية وكان سبب كونه مذيع برامج أطفال هو غياب مقدم البرنامج فتم تكليفه
بالحلقة وحدثت غلطة مطبعية فبدلا من كتابة بابا شعبان تم كتابة بابا شارو في الورق
الذي يقرأ منه المذيع.
لكن رد الفعل بعد الحلقة جاء مفاجئا فتم
تكليفه ببرنامج الأطفال بالإضافة للبرامج الدرامية والغنائية والصور الموسيقية
وأشهرها "عيد ميلاد أبو الفصاد" و"أصل الحكاية الدندرمة"
و"الراعي الأسمر" و"عذراء الربيع جلنار"، واستمرت مسيرته مع
الأطفال لأكثر من عشرين عاما حتى 1960.
كما قدم مع طاهر أبو فاشا ألف حلقة من
حكايات ألف ليلة وليلة كبرنامج إذاعي قام ببطولته العديد من أشهر الممثلين كان
أبرزهم زوزو نبيل في دور شهرزاد، كما قدم 300 حلقة درامية من كتاب
"الأغاني" للأصفهاني، وله عدد كبير من البحوث والدراسات في فروع الفن
الإذاعي المختلفة.
أبلة فضيلة
هي واحدة من أشهر الإذاعيين المصريين،
والمعروفة باسم "أبلة فضيلة"، اسمها الحقيقي فضيلة توفيق وهي خريجة كلية
الحقوق وتتلمذت علي يد بابا شارو، والتي عملت في بداية حياتها في مكتب المحامي
ووزير النقل وقتها حمدي باشا زكي، وفي عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي بابا شارو
وأخبرته برغبتها بالعمل مذيعة للأطفال.
تعينت بعدها بالإذاعة، وكانت تقرأ النشرة،
إلى أن انتقل بابا شارو عام 1959 للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج
الأطفال، فمثل برنامجها "غنوة وحدوتة" جزءا أساسيا من عادات أجيال تربت
على صوتها الحالم، وشارة بداية برنامجها وحكاياتها المتنوعة التي تعرض لقيم كانت
تحرص على غرسها في نفوس الصغار من مستمعيها.
كما استضافت أيضا في برنامج "غنوة
وحدوتة"، الكثير من الشخصيات البارزة في كافة المجالات أبرزهم نجيب محفوظ
وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوي وسيد مكاوي وعبد
الحليم حافظ.
أماني ناشد
بدأت الإعلامية أماني ناشد عملها بالإذاعة
فى مكتبة الشرائط حتى عام 1960، ثم انتقلت للعمل كمذيعة بالتليفزيون مع بداية
انطلاقه، حيث التحقت بكلية الآداب وحصلت على ليسانس الآداب قسم الاجتماع عام 1958،
وسافرت إلى ألمانيا ضمن بعثة لتدرس فن التليفزيون، وكانت أصغر مراقب بالتليفزيون.
من أشهر البرامج التي قدمتها برنامج
الكاميرا 9 والتي استضافت خلاله العديد من كبار الفنانين والفنانات منهم عادل إمام،
فاتن حمامة وعمر خورشيد، كما قدمت برامج أخرى منها "لقاء كل يوم"،
"سهرة مع فنان"، "أيام زمان " و"على شط النيل"،
وآخرهم برنامج "عزيزي المشاهد".
آمال فهمي
هي صاحبة واحد من أشهر البرامج الإذاعية
برنامج "على الناصية" هي آمال فهمي، من مواليد عام 1926، وحصلت على ليسانس الآداب قسم
اللغة العربية جامعة القاهرة، وانضمت للإذاعة المصرية عام 1951، وهي أول من أدخل
الفوازير في الإذاعة العربية عام 1955.
كان أول برنامج قدمته على الإذاعة هو برنامج "حول العالم"،
الذي كان يقدم تسجيلات نادرة، من أشهر برامجها، برنامج "على الناصية"
على إذاعة البرنامج العام والذي بدأته عام 1957، وحققت من خلاله شهرة واسعة في
الشارع المصري، كان يقدمه قبلها الإذاعي أحمد طاهر، واستمر البرنامج لمدة 50 عامًا.
الإعلامية الشاعرة
كانت سلوى حجازي من الإذاعيات البارزات خلال الخمسينيات والستينيات
من القرن الماضي، حيث ولدت فى القاهرة في 1 يناير
عام 1933وتخرجت فى مدرسة ليسيه الفرنسية، وكانت من أوائل الخريجين فى المعهد
العالي للنقد الفني، كما صدر لها ديوان شعر بالفرنسية ترجم إلى العربية.
ومن برامجها "ريبورتاج، الفن والحياة، وسهرة الأصدقاء"
ويعتبر برنامج عصافير الجنة هو من أشهر برامج الأطفال في ذلك الوقت، إلى جانب عدد
كبير من البرامج الأخرى منها " شريط تسجيل، أمسية الأربعاء، العالم
يغنى"، وإلى جانب عملها
الإذاعي حصلت على جوائز ذهبية عن شعرها، فقد أصدرت أربعة دواوين باللغة الفرنسية.
ومنحها الرئيس السادات وسام العمل من الدرجة الثانية بعد
استشهادها فى فبراير عام 1973 عندما أسقطت الطائرات الإسرائيلية طائرة ركاب
مدنية تابعة للطيران الليبي، فوق شبه جزيرة سيناء، لتقتل 102 راكب كان
من بينهم سلوى حجازي.
ماما سميحة
هي أول من حصلت على لقب ماما في عملها الإذاعي والتلفزيوني، هي
الإعلامية القديرة سميحة عبد الرحمن، والتي عرفت باسم "ماما سميحة"
حتى بين زملائها في العمل، والتي بدأت مشوارها بعد تخرجها فى كلية الآداب فى ركن الأطفال
مع بابا شارو ومع بداية التليفزيون تم اختيارها للعمل فى برامج الأطفال لما تملكه
من موهبة وقدرة على التواصل والحب للأطفال، فكان برنامج "جنة الأطفال"
من أشهر البرامج حينها.
حيث التحقت بالإذاعة المصرية عام 1946 عملت عقب تخرجها في مكتب الصحافة
بمصلحة الاستعلامات، ثم انتقلت إلي قسم الترجمة، ثم نقلت للعمل في برامج الأطفال
مع "بابا شارو" ، وأشرفت علي البرامج المدرسية، ثم انتقلت للعمل في ركن
الشباب، ثم عينت مديرة للأحاديث الإذاعية، ثم مديرا عاما للبرامج بالإذاعة.
وفي عام 1960 انتقلت للعمل بالتليفزيون، وتدرجت في المناصب أثناء
عملها في التليفزيون حتى أصبحت وكيلة للتليفزيون.
همت مصطفى
كان برنامجها "لو كنت المسئول" من أشهر البرامج
التلفزيونية التي ساهمت في بناء التلفزيون بعد بدء إرساله عام 1960، هي الإعلامية
همت مصطفى، التي بدأ عملها في الإذاعة ثم انتقلت إلى التلفزيون، حيث قدمت
أشهر برامجها منها ٥ شهور فى ساعات، حوار مفتوح، على شط
النيل" بالإضافة إلى برنامجها الثقافي (٣*٣) كان يضرب
بها المثل فى إنكار الذات وتحدى العقبات وحسن الإدارة.
وكانت مصطفى أول مذيعة يشاهدها الجمهور على شاشات التلفزيون فقدمت
نشرة الأخبار في بداية الإرسال، وانفردت بتقديم الرئيس الراحل محمد أنور السادات
في برامج مباشرة للجمهور المصري من بلدته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية في
مناسبات مختلفة أشهرها عيد ميلاده، وكان اللقاء الأشهر يوم 24 ديسمبر عام 1978.
ليلى رستم
كانت واحدة من الإعلاميات المتألقات، هي ليلى رستم فقد تخرجت فى قسم
الصحافة بالجامعة الأمريكية، والتحقت بالإذاعة كمذيعة لنشرة أخبار وأثار نطقها
للغة الإنجليزية إعجاب المسئولين لتنتقل إلى الشاشة، حيث قدمت مجموعة
من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية خلال فترة عملها بالتليفزيون المصري من
عام 1960م وحتى عام 1967م.
من هذه البرامج، برنامج "نافذة علي العالم" ويتضمن أهم
الأحداث في كل أسبوع، وبرنامج "الغرفة المضيئة" وكان يعده مفيد فوزي
ويتضمن أهم حدث محلي، وبرنامج "نجمك المفضل" من إعداد مفيد فوزي أيضاً
وكان برنامجا أسبوعيا استمر لمدة ثلاث سنوات قدمت خلالها 150 حلقة مع كبار
الممثلين والأدباء والشعراء أمثال محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وطه حسين ويوسف
السباعي وإحسان عبد القدوس وعمر الشريف ومصطفى أمين وعلي أمين.
أحمد سمير
من بين الإعلاميين الشهيرين في تاريخ ماسبيرو، كان الإعلامي أحمد
سمير، الذي التحق بالتلفزيون أوائل عام 1963 وعمل مذيعا للنشرات الإخبارية وتدرج
في المناصب الإعلامية من مذيع أخبار إلي كبير مذيعي الأخبار والبرامج السياسة ثم
نائبا لرئيس القناة الأولى، وفي 1994 أصبح رئيسا لها.
من أهم برامجه كان برنامج "طوف وشوف"، وكذلك أضواء على
الأحداث، كما قدم أيضا برامج منها "لقاء كل يوم، السينما والحرب، صورة ورأي،
مجلة السياحة، بانوراما، في مثل هذا اليوم، نهاية الأسبوع".
فاروق شوشة
هو عاشق اللغة العربية، الإذاعي والشاعر فاروق شوشة، ولد في 9 يناير
1936 في دمياط، وتخرج في كلية دار العلوم 1956، وفي كلية التربية جامعة عين شمس
1957، عمل مدرسًا حتى التحق بالإذاعة عام 1958، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً
لها 1994.
يعتبر برنامج "لغتنا الجميلة" من أشهر برامجه الإذاعية منذ
عام 1967، أما عن البرامج التلفزيونية فكان برنامج "أمسية ثقافية" منذ
عام 1977.