لم تكن
اللحظة التي وعد فيها الرئيس السيسي ابنة أحد الشهداء حضور فرحها وتسليمها لعريسها
فوتوشوب أو مشهد سينمائي كما ادعى البعض، ولكنها لافتة إنسانية فعلها لها الرئيس بقلبه
العطوف على الفتاة التي أثرت فيه كلمتها وجعلته يسرع ويتجه نحوها ويمسح دموعها، مقدما
لها وعدا بحضور فرحها حتى لا تشعر بفقدان أبيها ومحاولة لرد جميل والدها الذي قدم روحه
في سبيل الحفاظ علي مقدرات الوطن
هذه
حقيقة كشفتها لنا أميرة ابنة شهيد القوات المسلحة عميد أركان حرب أحمد محمد سعد عياد،
مسئول الأسلحة والذخيرة التي اغتالته يد الإرهاب منذ أربع سنوات فور إسقاط حكم المعزول،
وذلك عندما التقينا بها بمنزلها بمدينة نصر، حيث
كشفت لنا كواليس هذا اللقاء وكيف أسعدها وعد الرئيس لها بحضور فرحها الذي جعلها
تعتقد أنه حقا الأب الروحي لها الذي وعدها بما لم تتخيله.
يوم
حفل التخرج
البداية
كانت عندما حضر صباح الأحد الماضي الرئيس عبد الفتاح السيسي حفل تخريج دفعة جديدة من
طلاب كلية الشرطة، وكانت أميرة ابنة الشهد تم اختيارها لتقول كلمة بمناسبة أنها شقيقة
خريج شرطة بنفس الدفعة الملازم أول أحمد أحمد محمد سعد عياد دفعة 2018، والذي يعد الوحيد علي دفعته ابن شهيد القوات المسلحة،
واسترجعت في الكلمة أحلامها وأمانيها بحضور والدها الشهيد، قائلة: إن أباها كان يحلم
بيوم زفافها، هذه الكلمة التي توقف عندها الرئيس السيسي، ووعدها بحضور حفل زفافها قائلا: "إن كان يكفيك إن
إحنا نحضر فرحك هنحضر فرحك".
أميرة
وقالت
أميرة ابنة الشهيد، إنها كانت تتمنى حضور أبيها ليلة زفافها، لأن بنت عمتها عانت
من مرارة هذا الكأس بسبب استشهاد والدها قبل يوم زواجها، ولعب والدي دور والدها في هذا اليوم، وأمسك
يدها وسلمها إلى زوجها.
واستكملت
كلامها قائلة: "أنا اتحرمت من حنيته وطبطبته عليا واتحرمت من حاجات كتير هو كان
ضهري وسندي في الحياة"، ثم راحت تتحدث مع والدها ممسكة بصورته قائله له: "وحشتني يا بابا"، وراحت
تشكره علي سيرته الجميلة التي تركها لها من ورائه، وجعلت الرئيس يوعدها بحضور فرحها
قائلة: "أبويا الروحي الرئيس السيسي قالي
هيسلمني لعريسي"
وفي مداعبة منها قالت إن زواجها سيكون بقرار جمهوري، مقدمة للرئيس كل الشكر لإسعادها وإدخال
البهجة في حياتها، قائلة له: "أنت أبويا الروحي وأبو كل المصريين.. ربنا يحفظك
لبلادنا".
ذكريات
الاستشهاد
التقينا
بوالدة أميرة، والتي راحت تسترجع معنا ذكريات مؤلمة عن حادث استشهاد زوجها ووفاة ابنها
يوسف "تسع سنوات" الذي توفى بعد والده بـ34 يوما بعد صراع مع المرض حزنا
على والده، تلك الأيام التي عقبت إعلان سقوط
حكم المعزول والتي تحولت الميادين إلى ساحات للمعارك وأعمال التخريب والاغتيالات، وخاصة
ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة.
وقالت
والدة أميرة: أنها لن تنسى يوم اغتيال زوجها، "كنت أجلس في المنزل وفجأة دق هاتفي
فردت أميرة ابنتي علي الهاتف، وإذا بأحد يخبرها أنه يريد التحدث معي، أمسكت الهاتف وأجبت وأنا أشعر بالخوف، إذ فوجئت
به أحد زملاء زوجي يطلب مني أن أتوجه لرؤية زوجي في المستشفى، لحظات وأصبحت جاهزة للذهاب،
لم أدر بنفسي إلا وأنا في داخل المستشفى، أتذكر عندما رأيت ابني أحمد يبكي وكاد أن
يقع، نهرته وشجعته وقلت له أنت سندي في الدنيا"
وأشارت
إلى أنها قبل هذا اليوم المشئوم كانت تعيش هي وأسرتها مكونة من 5 أفراد، الشهيد و3
أطفال، الأخ الأكبر أحمد –طالب بكلية فنون جميلة، الأخت الصغرى أميرة في أولى سنواتها
الجامعية بإحدى كليات الآداب، والطفل صاحب التسع سنوات المثقل بمرض يتحين الفرصة ليفتك
به.
وأضافت،
أنه آخر لحظة شاهدت فيها زوجها قبل خبر استشهاده كان يوم الجمعة 28 فبراير 2014،
وكان من المفترض أن نذهب إلى المستشفى من أجل زيارة علاجية دورية لنجلنا يوسف الذي
يعاني مرارة أحد الأمراض القاتلة، لم يستطع والده الذهاب معنا وأخبرني أنه يخشى علي
نجلنا الكبير أحمد من دخول الجهاز الشرطي قائلا إنه إذا أصابته رصاصة ستصيبنا كلنا
ولم يكن يعلم أن الإصابة ستصيبه، وبعدها قال لي إنه سيتركنا حتى يذهب لعمله، وسيتابعني
بالهاتف وطبع قبلة على رأس نجله.
وعد
الرئيس
وعن
وعد الرئيس لها بحضوره حفل زفاف ابنتها قالت أم أميرة، إنهم سعداء بذلك جدا وأن
الرئيس أدخل الفرحة على قلوبهم، وأنها لم تكن تتوقع احتفاء الرئيس بابنها وبها
بهذا الشكل.
وأضافت، طلبت من ابنتي أن تقول كلمة في الحفل، وبعد أن فرغت من كلمتها عدت إلى
مقعدي وأنا حزينة لعدم مصافحة الرئيس السيسي لأن هذا كان حلمي منذ استشهاد زوجي،
لكن بعدها بلحظات فوجئت بأحد رجال الشرطة يطلب منا الصعود إلى المنصة مرة أخرى
وتحقق حلمي الذي حلمت به.
وكدت
أن سعادتها زدات عندما شعرت أنه بدأ فعليا تطبيق وعد الرئيس باتصال أحد القيادات بهم
وأخبرها أن فرح أميرة سيكون علي تكلفتهم الخاصة بنادي الأسلحة والذخيرة.
تحية
عسكرية
وأشارت
إلى أن ابنها الملازم أول أحمد أحمد محمد سعد عياد عقب انتهائه من حفل تخرجه أسرع بالذهاب
إلى مدافن والده وقدم التحية العسكرية مقدما له الوعد بأنه سيأخذ له بالثأر له ولجميع
الشهداء.