للمرة الأولى يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي
عن الخوف لكن ليس الخوف الذي نعرفه فمن
وقف أمام العالم في بيان الثالث من يوليو لا يعرف الخوف بمعناه المتبادر إلى الذهن
إنه خوف المحب العاشق لمصر خوف الحريص على نبتة طيبة غرست وفي طور النمو يخشى عليها من مؤامرة وخطر يتربص بها
ليوقفها ويقطع جذورها.
شعرته حزينا حين تحدث عن هاشتاج "ارحل
يا سيسي" فعادة ما يكرر علينا أنه سيلقى الله بما يفعل رضينا به أم لم نرض
وهو ما يؤكد أنه عندما قرر أن يدفع من رصيد شعبيته ثمنا لإصلاح مصر وإعدادها دولة
قوية حديثة تكسر دائرة الفقر والاحتياج التي أدخلنا فيها لكي نظل أمة عاجزة عن
تحقيق طموحها الذي يليق بها وبقدرها كل هذا يؤكد أنه لم يكن ينتظر شكرا أو ثناء من
أحد لكن آلمه أن يكون رد الجميل لمخلص بهذه القسوة.
كنت شاهد عيان في المؤتمر الوطني السادس للشباب بجامعة القاهرة على صدقه واسترسال المخلص في
حديثه بالمؤتمر الوطني للشباب وصبر المعاتب للأحبة حين أخر نفسه وقدم مصر أولا مؤكدا لكل من يدعوه إلى جدل
أنه أسهل المجادلين وأسهل المغادرين إن طلب منه ذلك لكن محذرا يدعو المصريين أن انتبهوا إلى مصر دعوها تكسر دائرة فرضت عليها اتركوا الشجر
يثمر لا تستعجلوه مذكرا الجميع أن عهدا قطعناه على أنفسنا يوم أن قررنا أن نختار
الحرية ونقصي الإخوان أن نخوض رحلة قاسية كان هو أول من أخبرنا بصعوبة خطواتها لم يخدعنا
وقال مرار وتكرارا إننا سنعاني لكي تكتمل حريتنا ونبني مصر القوية القادرة .
إن أحدا غيره قد يصاب بالإحباط من تطاول المغرضن وانسياق البعض خلفه من حقه أن يحزن أن يجد مصريا لا يستشعر عظمة ما تصنعه مصر اليوم ويؤرق مضاجع أعدائها.. لو أن أحدا غيره في مكانه قد يرتعش وهو
يأخذ القرار قد يناور قد .. قد.. لكن عبد الفتاح السيسي لم يلجأ يوما إلى أنصاف
حلول أو خداع حتى مع تنظيم الإخوان الذي كان يوجه إليهم النصح في العلن بل كان
يرسل إليهم البيان الذي كان الجيش يصدره قبل النشر لأنه لا يعمل من أجل أحد أو
يتوجس لحساب أحد بل كانت مصر وأمنها والمخاطر التي تتهددها شاخصة أمام عينه إلى أن
استدعاه المصريون في لحظة فارقو ودفعوا إليه بمهمة استعادة مصر بعد أن كانت تسير
إلى الضياع والفشل.
هكذا هم عشاق مصر ينسون أنفسهم لا يملون
الشرح والتفصيل يدفعون الناس إلى ما فيه مصلحتهم حتى وإن حفته المكاره لا ينشغلون
بمصالحهم فالسيسي هو أول من دعا على الملأ لمن لديه الحلول ليقدمها وسيكون أول
المصفقين له و المساندين له .
لقد كانت كلمات الرئيس السيسي في المؤتمر
الوطني للشباب بمثابة نوبة صحيان لكل غافل تاهت بوصلته عن طريق قطعنا فيه شوطا
كبيرا نحو تغيير شامل في أوضاعنا وأحوالنا .. يخشى أن تضيع تضحيات الشهداء
والمصابين هدرا يخشي أن يضيع صبر المصريين على دواء مر بدأت بوادر التعافي به رغم
مرارته ..يخشى أن تنفذ إرادة أعدائنا بوقف تحرر المصريين من دائرة العوز والفقر
والاحتياج فهم لا يريدون مصر قوية قادرة فهذا خطر كبير يدرك عدونا تبعاته عليه.
من هنا أعيد وأؤكد للرئيس السيسي لا تحزن يا
سيادة الرئيس فكل شريف على أرض مصر يدرك كلماتك ويستشعر إخلاصك وتأكد أيها الرئيس
أن المصريين معك يتفهمون ويقدرون قيمة ما يقدمونه من تضحيات بالروح في ميادين
مواجهة الإرهاب ويقدرون قيمة ما يواجهونه من صعوبة اقتصادية في سبيل اكتمال تحررهم
الوطني الكامل في سبيل استقرار وطن لم يتركه يوما غل المغلولين ولا تآمر المتآمرين
الذين يزعجهم لدرجة بعيدة صبر المصريين وعزمهم القوي في تجاوز أوضاعهم الصعبة .
سيادة الرئيس إن هاشتاج ارحل يا سيسي يصدر عن
فرقة نعرفها جميعا تخلت عن وطنيتها مبكرا إنما المصريون يدركون إخلاصك ويقدرون
حلمك وإلا لما صبروا وتماسكوا أمام إصلاح اقتصادي تخوف كل من سبقك إلى مقعد
الرئاسة من الخوض فيه..
إننا على العهد معك نشاركك المعركة لأننا
مشتاقون لبيان النصر الذي باتت ملامحه تظهر وبوادره تعلن نفسها حتي يندحر كل جبان
لا يريد لهذا الوطن عزة أو كرامة ..فليرحلوا هم ولتبق أنت على طريق الإصلاح فنحن
خلفك سائرون