الجمعة 28 يونيو 2024

اليوم.. ناخبو زيمبابوى يدلون بأصواتهم بشعار «تصويت لأجيال قادمة»

30-7-2018 | 07:08

يقرر الزيمبابويون أى مستوى من التغيير يرغبون فيه بعد رحيل روبرت موجابى الرئيس السابق الذى أجبر فى شهر نوفمبر الماضى على الإستقالة من منصبه الذى استمر فيه على مدى ٣٧ عاما .


الإجابة ستكون فى صناديق الإقتراع التى يتوجه إليها الشعب ليدلى بصوته فى أول إنتخابات عامة (رئاسية وتشريعية ) ، حيث سيتم انتخاب أعضاء البرلمان و الرئيس الذى سيحكم البلاد على مدى السنوات الخمس القادمة ، مسجلا الترتيب الثالث فى قائمة رؤساء زيمبابوى بعد الاستقلال عن بريطانيا ، والتى ضمت حتى الآن كنعان سوديندو باناناأول رئيس للبلاد وروبرت موجابى ٠

 
"تصويت الأجيال القادمة" و "زيمبابوى للجميع" شعاران ترفعهما انتخابات اليوم التى وصفت بالهامة والصعبة ، حيث يعلق شعب زيمبابوى عليها آمالا عريضة فى الخروج من النفق الاقتصادى والسياسى المظلم الذى ‬‭ ‬واجهته‭ ‬زيمبابوى‭ 
على مدى سنوات ، وتكتسب تلك الانتخابات أهميتها من كونها الأولى التى تجرى فى غياب موجابى ، ومن أنها ستجرى فى ظل مراقبة الاتحاد الأوروبي وهي المرة الأولى منذ 16 عاما التي تراقب فيها العملية الإنتخابية في زيمبابوى ، حيث أرسل الاتحاد الأوروبي بعثة لمراقبة الانتخابات تنفيذا لما تضمنته مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين ٠


والرئيس هو المنصب الأعلى في جمهورية زيمبابوي منذ استقلالها عن المملكة المتحدة ، ويتنافس فى انتخابات الرئاسة كل من إيميرسون امنانجاوا الرئيس المؤقت ورئيس الحزب الحاكم للاتحاد الوطنى الزيمبابوى الإفريقى ( الجبهة الوطنية ) والبالغ من العمر ٧٥ عاما ، والذى وصل إلى السلطة في نوفمبر الماضى بعد استقالة موجابي تحت ضغط الشارع وحزبه ، ‬ونيلسون‭ ‬تشاميسا (٤٠ عاما ) من حركة التغيير الديمقراطى ٠


وتشير‭ ‬‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬أن الرئيس المؤقت للبلاد و‬الملقب‭ ‬‮" بالتمساح " ، وهو من‭ ‬قدامى‭ ‬المحاربين‭ ‬فى‭ ‬حروب‭ ‬زيمبابوى،‭ ‬التى‭ ‬اندلعت‭ ‬فى‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وصاحب ‭ ‬المناصب‭ ‬السياسية‭ ‬العديدة ( ‬وزارات‭ ‬العدل‭ ‬والدفاع‭ ‬والإسكان‭ ‬والمالية‭ ‬ورئاسة‭ ‬الاستخبارات ) ، هو‭ ‬‬الأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة ، وقد تعهد بتنظيم انتخابات ذات مصداقية ، حرة و نزيهة عادلة تتمتع بمصداقية لايتخللها عنف وأن تكون البلاد منفتحة وشفافة ، كما تعهد بالعمل على تطور البلاد وجعل مستقبلها أفضل وإجراء إصلاحات إقتصادية وسياسية من أجل تحقيق مستقبل مستقر وواعد ، وتعد ‬هذه الانتخابات‭ ‬تحديا‭ ‬واختبارا‭ ‬حقيقيا‭ ‬‮له ، حيث ‬يمنحه‭ ‬الفوز فيها تفويضا‭ ‬جديدا‭ ‬وشرعية‭ ‬لتعزيز‭ ‬وضعه‭ ‬السياسى‭ ‬بعد‭ ‬الإطاحة‭ ‬بسلفه،‭ ‬كما‭ ‬يعلق‭ ‬سكان‭ ‬زيمبابوى‭ ‬المنهكون‭ ‬بعد‭ ‬حكم‭ ‬موجابى‭ ‬آمالا‭ ‬كبيرة‭ ‬عليه‭ ‬حيث كان‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬دائرة‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬وعلى دراية تامة بمدى ‭ ‬ ‬تغلغل‭ ‬الفساد‭ ‬فى‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة ٠


‭و‬ولاء امنانجاوا لموجابى عندما كان نائبا له لعقود طويلة تثير الشك لدى البعض فى قدرته على تغيير مؤسسة حاكمة متهمة بإرتكاب انتهاكات ممنهجة ضد حقوق الإنسان وانتهاك سياسات اقتصادية كارثية ، ويستخدمها منافسه فى كسب المزيد من الأصوات حيث يؤكد أن انتخاب امنانجاوا لن يغير من الأمر شيئا ٠


وترجع صعوبة الاختيار أمام المقترعين إلى أن نتيجتها " وكما يرى ‭ ‬بعض‭ ‬المحللين " إنها ‬لن تساعد‭ ‬فى التحول الاقتصاد‭ ى ىف ‬زيمبابوى‭ ‬وإنعاشه،‭ ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬فوز‭ ‬مؤسسة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬موجابى‭ ‬الحاكمة‭ ‬بتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬بمفردها،‭ ‬فقد‭ ‬يتم‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المرتقبة‭ ‬قد‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الشرعية‭ ‬أمام‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬الرئيسية‭ ‬ومقدمى‭ ‬المساعدات،‭ ‬وإذا قبلت المعارضة‭ ‬وقبلت‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬بهذه‭ ‬النتيجة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬يشجع‭ ‬المستثمرين‭ ‬الدوليين‭ ‬ووكالات‭ ‬التنمية‭ ‬والسفارات‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬اقتصادى‭ ‬واجتماعى‭ ‬وسياسى‭ ‬كبير‭ ‬للحكومة‭ ‬الجديدة‭.‬

 
وكانت الانتخابات الرئاسية السابقة التى أجريت فى عام ٢٠١٣ في زيمبابوي التى فاز فيها موجابى بنسبة ٦١ فى المائة ،قد شهدت عمليات تزوير وعنف طال أنصار منافسه زعيم المعارضة مورجان تشنجيراي، الذى اضطر إلى لاعتراف بفوز حزب خصمه الرئيس روبرت موجابي في الانتخابات البرلمانية واصفا الانتخابات بأنها "عار" وأن نتائجها "باطلة"، وذلك بعد إعلان فوز حزب "زانو-إف بي" الذي يتزعمه موجابي ب137 مقعدا من أصل 210 مقاعد بالبرلمان.

    الاكثر قراءة