حوار :محمود الرفاعي
بعد غياب طويل يعود النجم مصطفى قمر بفيلم وألبومين، ويكشف لنا عن أسباب الغياب، ولماذا قرر تقديم جزء ثان من ألبوم سبق أن طرحه قبل 20 عاماً.
كما يتحدث عن مشاركة ابنه في فيلمه الجديد، والمطربة التي يعجبه صوتها، وتحذير أصدقاء له من خسارة أمواله، وصديقه النجم الذي رفض أن يتقاضى منه أي أجر مقابل الغناء معه!
ما سبب غيابك الطويل عن الساحة الفنية؟
لم يكن غياباً بقدر ما كان فترة لتقييم خطواتي الفنية، فأنا أحب التأني في اختياراتي وأعمالي الفنية، ولست من الفنانين الذين يطرحون كل عام ألبوماً غنائياً أو يشاركون في عمل درامي، وأُفضّل أن أُصدر أعمالاً جيدة، وإن كانت في فترات زمنية متباعدة، لأنى اليوم أمتلك تاريخاً، وأخاف أن يهتز هذا التاريخ لمجرد إثبات وجودي على الساحة الفنية، فأسعى دائماً الى تقديم كل ما هو مميز ومختلف، وفي فترة ابتعادي كنت أحضّر لأكثر من عمل، بينها ألبومان غنائيان.
وما سبب ابتعادك عن السينما لأكثر من أربع سنوات منذ عرض فيلم «جوه اللعبة»؟
هناك أسباب عدة دفعتني للابتعاد عن السينما، أولها تدهور صناعة السينما خلال السنوات الماضية، كما أن معظم السيناريوهات التي عرضت عليَّ حينها لم تكن تشجعني على العودة ولم تكن تليق بمكانتي الفنية، خاصة أن الجمهور اعتاد مني تقديم أعمال مختلفة، وثاني الأسباب الظروف الإنتاجية الصعبة التي تمر بها مصر والوطن العربي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، ولذلك فكّرت كثيراً ومن ثم جلست مع عدد من أصدقائي إلى أن وُلدت فكرة فيلم «فين قلبي».
لماذا قررت أن تدخل عالم الإنتاج بهذا الفيلم؟
لم أكن أرغب كثيراً في الإنتاج، والأمر تم بمحض الصدفة، فلو كنت أريد الإنتاج لعمدت إلى ذلك في أعمالي الغنائية التي أمتلك خبرة واسعة فيها، لكن شاءت الأقدار أن يكون الفيلم باكورة إنتاجي، إذ تحمست لقصة العمل بعد كتابة السطر الأول فيها، وقررت بعد الاستخارة واستشارة المقربين مني الشروع في إنتاجه، وهى هذه المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً سينمائياً من إنتاجي وبطولتي، كما شاركت في السيناريو الخاص به مع رضا زايد وإيهاب راضي، وأتمنى أن يحقق العمل النجاح المرجو منه، وقد يحمسني هذا لتكرار التجربة.
ألم تشعر بالقلق من تجربة الإنتاج، خاصةً أن صناعة السينما تمر بأزمة؟
بالتأكيد، أنا قلق من التجربة، نظراً لأن الإنتاج السينمائي أصعب من الإنتاج الغنائى، وعدد كبير من زملائي وأصدقائي في المجال الفني نصحوني بالتريث قبل خوض التجربة، فقالوا: «قد تُنفق الكثير من الأموال على عمل لا ضمانة له في النهاية»، لكنني أحب المغامرة والتحدي، وقررت أن أقدم كل ما في وسعي في ذلك العمل، فالله لا يضيّع أجر من يحسن عمله، كما أثق ثقة عمياء في جمهوري، فهو لم يخذلني يوماً، وطوال مشواري الفني، وبالتحديد منذ أن طرحت أغنية «يا أبو جلابية طوبي»، والجمهور ينصفني في كل عمل جديد.
لماذا اخترت فيلم «فين قلبي» بالتحديد كي تعود به الى جمهورك؟
أعتبر هذا الفيلم بمثابة ابني، وقد تابعت مراحل نموه منذ البداية، فجلست عاماً كاملاً مع المؤلف محمد راضي كي نحدد فكرته ونعمل عليها، وأمضينا فترة طويلة في اختيار أبطاله والمشاركين فيه، إلى أن انتهينا من تصويره، ويعرض حالياً بدور العرض.
هل حقق الفيلم كل ما كنت تتمناه؟
بالتأكيد، أرى أن فيلم «فين قلبى» تجربة يصعب تكرارها مرة أخرى فى الوقت الحالى فى السينما المصرية، فقد وفرنا له كل عوامل النجاح، بداية من القصة مروراً بأبطال العمل والإنتاج والديكور والإخراج، حتى الأغاني التى قدمناها فيه أردنا أن نظهرها بشكل جديد ومختلف تماماً عن كل الأغنيات المعروضة فى الأفلام المنافسة، ومن وجهة نظرى أرى أن قيمة الفيلم ستظهر أكثر مع مرور الوقت وعرضه عبر القنوات الفضائية، فـ«فين قلبى» من أحلى أفلامى التى قدمتها عبر مسيرتى الفنية كلها، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، وهو كما قلت لن يتكرر مرة أخرى فى السينما المصرية، وحتى أنا يصعب على أن أكرر هذه التجربة بنفس الحالة مجدداً، تماما كما أننى لن أستطيع أن أحقق نفس النجاح الذى حققه فيلم «الحب الأول» أو تجميع فريق عمل كالذى شارك فى فيلم «حريم كريم».
لماذا اعتذرت الفنانة شيري عادل عن المشاركة في العمل ثم عادت عن قرارها؟
حين عرضنا الفكرة وقت ولادتها على شيري عادل، اعتذرت عنها لأنها كانت منشغلة بتصوير عدد من الأعمال الفنية الخاصة بشهر رمضان الكريم، وقبلنا اعتذارها وقتذاك، لأننا كنا سنبدأ التصوير، لكن بعدما قررنا تأجيل تصوير العمل، فكرنا في إعادة عرض الفكرة عليها ثانيةً، فرحبت بها كثيراً لأنها كانت قد انتهت من تصوير أعمالها.
لماذا تقدم في الفيلم عدداً كبيراً من ضيوف الشرف؟
أحببت أن أظهر في هذا الفيلم مع عدد كبير من أصدقائي في الوسط الفني، فأنا أتشرّف بوجودهم معي، وعلاقتي بهم تسمح لي بأن أطلب منهم أن يشاركوني في الفيلم، كما أن لهم أدواراً جيدة تساهم في إعلاء شأن العمل، وبسبب علاقتي بهم وافقوا، ومنهم من وافق قبل قراءة مشاهده لثقته القوية فيّ.
لماذا اخترت الفنان مدحت صالح لكى يشاركك أغنية «الهوى» ضمن أحداث الفيلم؟
أنا من أشد المحبين لصوت مدحت صالح، فمنذ أن كنت طالباً فى الجامعة وأنا أهوى الاستماع إلى مدحت ومنير وعمرو دياب، الذى بدأ الغناء فى ذلك الوقت، لذلك حينما بدأت اختيار الأغنيات التى ستعرض داخل سياق الفيلم، كانت هناك أغنية أحبها للغاية وهى «الهوى» طُرحت فى ألبومى «انسى» لكننى لم أكن معجباً بالمكساج الخاص بها، فعرضت الأغنية على المخرج إيهاب راضى، الذى أبدى إعجابه الخاص بها وقرر الاستعانة بها، ففكرت فى تقديمها بشكل مختلف وجديد، وكان أول شخص يخطر على بالى فى ذلك الوقت هو مدحت صالح، خصوصاً أننى أعلم جيداً أن صوته سيثرى الفيلم ويزيد من نجاحه، فعرضت الفكرة على مدحت، فرحب على الفور، وعرضت عليه أن يتقاضى أجراً مادياً فرفض بشدة، وقال لى «انت أخويا» وسجل الأغنية كاملة بصوته وأرسلها إلىَّ.
تقدم ابنك «تيام» في الفيلم... ألا تخشى من أن تتهم بفرضه كممثل؟
لم أفرض ابني على الوسط الفني، فهو شارك من قبل في مسلسل «أبو البنات»، وحقق نجاحاً ملحوظاً في العمل، لكنه في فيلمي يظهر ضيف شرف، حيث سيؤدي الشخصية التي أقدمها في الفيلم، لكن في مرحلة الشباب، ولذلك استعان بعدسات لاصقة لكي تظهر عيناه بلون عينيّ، وللعلم تيام هو من جاملني في الفيلم، حيث إنني الذى طلبت منه المشاركة وهو وافق.
ما تقييمك لمستوى «تيام» التمثيلي؟
أراه فناناً موهوباً، ولا يتسرع في خطواته، ويعتمد على نفسه في مجال الفن، لكن لو احتاج الى مساعدتي فلن أتأخر أبداً في تقديمها له، وأتمنى أن يوفقه الله في المجال الذي يختاره بنفسه، لأن هذا هو مستقبله.
لماذا قررت تقديم جزء ثانٍ من ألبومك القديم «لمن يهمه الأمر» بعد 20 عاماً على طرح النسخة الأولى منه؟
غالباً ما تُعرض على المطرب أغنيات بعيدة عن الحب والرومانسية خلال مراحل تكوين الألبومات الغنائية، ولا يعرف كيف يطرحها في عمل فني، فلدي أغنيات عدة عن الغربة والانتماء والوطن والدين والأم، وتحمل أفكاراً رائعة لكنها غير مناسبة لتُطرح في ألبوم رومانسي، ولذلك قررت أن أجمع كل الأغنيات غير الرومانسية، التي عرضت عليَّ طوال الأعوام الـ20 الماضية، وأطرحها في ألبوم يُعد النسخة الثانية من ألبوم «لمن يهمه الأمر»، الذي قدمته من قبل.
ماذا عن تفاصيل العمل؟
سيكون مفاجأة لجمهوري، لأنهم سيشعرون بأنني أغنّي لهم «لايف»، حيث إننا منعنا تماماً استخدام أي آلات موسيقية كهربائية، حتى البيانو، وفضّلنا الآلات الموسيقية الخشبية مثل الجيتار، وهناك بعض الأغنيات تعتمد على القانون وأخرى يدخل في موسيقاها العود، وخلال تلك الفترة سجلت 13 أغنية سأطرح منها في الألبوم ثماني أغنيات أو تسعاً، ما زلت في صدد اختيارها، وللعلم حميد الشاعري هو المشرف الفني على الألبوم، وسيكون له حق تعديل كل أعماله أو تنظيمها.
من هي المطربة التي تحب أن تقدم دويتو غنائياً معها؟
أحب صوت آمال ماهر، فهي مطربة رائعة وتمتلك خامة صوتية جبارة.
البعض أطلق عليك لقب «ملك الأغنية السريعة» ما رأيك به؟
هو لقب أفتخر به كثيراً، وأشكر جمهوري على ثقتهم فيّ، فاللقب يشجع الفنان ويجعله يسعى دائماً الى تقديم أفضل ما لديه لكي يسعد جمهوره، ومازلت محافظاً على هذا اللقب.
لماذا لم تسع الى العالمية مثلما فعل عدد كبير من المطربين العرب؟
لا مطرب عربيا استطاع أن يحقق نجاحاً عالمياً، فالغرب لن يستمع إلى الأغنية العربية، فالعالمية ليست في أن يسرق مطرب غربي أغنيتك العربية ويستبدل كلماتها بأخرى غربية، فهذا الأمر حدث معي في أكثر من ست أغنيات، وأبرزها أغنية «الليلة دوب»، إنما العالمية هي أن يغني مطرب غربي أغنيتك العربية كاملة، أو حين تحيي حفلاً غنائياً كبيراً هناك، تجد أن الجمهور الغربي يردد معك كلمات أغنياتك، مثلما يفعل العرب في أي حفلة غنائية يحييها مطرب عالمي، لكن من يحضر حفلاتنا في الغرب هم الجاليات العربية.
لكن، هناك مطربون نجحوا في ذلك مثل الشاب خالد ورشيد طه وآخرين؟
مطربو موسيقى الراي حققوا نجاحاً باهراً على مستوى العالم، حيث إن موسيقاهم لاقت قبولاً في الدول الأوروبية، لكنها لم تصل الى النجاح الذي حققته في الولايات المتحدة الأمريكية.
هل ستظهر في الدراما الرمضانية عام 2017؟
حتى الآن لم يُعرض عليّ أي عمل فني درامي، ربما الأيام المقبلة ستحمل لي عملاً جديداً.
ما هي هواياتك؟
الحياة بالنسبة إليّ هي الغناء والموسيقى، ولا هوايات أخرى غيرهما.