الخميس 23 مايو 2024

أشهر أمهات السينما .. أمينة رزق

21-3-2017 | 15:34

كتب خليل زيدان:

جرت القاعدة أن فاقد الشىء لا يعطيه.. ولكن لكل قاعدة استثناء.. فلو تحدثنا عن مفهوم الأمومة ومظاهرها، فلن نجد أفضل من الفنانة أمينة رزق التى جسدت الأمومة بأروع صورها فى السينما المصرية، ورغم ذلك لم تتزوج ولم تنجب!

من المؤكد أن فى ذاكرتنا مخزونًا وفيرًا عن حب وحنان الأم ورعايتها ولهفتها وخوفها علينا، وأعتقد أن هذا هو المعين الذى استمدت منه أمينة رزق مقومات دور الأم فى السينما المصرية.. هى الأمومة بعينها رغم أنها لم يكن لها ولد أو بنت، أى لم تعش الأمومة فى الحياة ولم تمارسها، ولكنها أفضل من أدت دور الأم فى السينما.

ما يدعونا للتعجب حقًا كيف برعت تلك الفنانة فى تجسيد أدوار الأمهات بكل أشكالها.. فلو نظرنا إلى دورها فى فيلم أربع بنات وضابط نجدها الأم الأرستقراطية التى تتعامل بأسلوب رقيق ومفردات منتقاة، ومن المدهش أنها تليق فى الدور وما ترتديه من ملابس، وحبها ورعايتها للبنت التى جلبوها لها وهى نعيمة عاكف حب ورعاية أرستقراطية، حتى عندما انكشف أمر البنت أمامها، أخبرتهم أنها كانت تعرف أنها ليست ابنتها ولكنها تستعيض بها بدلاً من ابنتها التى فقدتها، وما المانع أن تغمرها بمشاعر الأمومة ليسعد الطرفان؟ كل ذلك أدته أمينة رزق بأسلوب أرستقراطى غير مبالغ فيه.. ويأتى دورها الثانى فى فيلم الشموع السوداء لتتجلى فيه مشاعر الأمومة عند أمينة رزق، وهنا أيضاً تقوم بدور أم أرستقراطية لشاب كبير فقد بصره، وهو صالح سليم، وكالعادة برعت أمينة رزق ولا ينسى جمهور السينما مشهدها وهى تدعو الله دعاءً ممزوجًا بالبكاء ليصلح حال ولدها ويستعيد ابنها بصره.

وعن الأم المطحونة والأرملة التى تحمل أعباء الأسرة وتتولى تربية ورعاية ثلاث بنات وتستدين من أجلهن وتنجح فى الحصول على حقوقهن المسلوبة، فقد أدت أمينة رزق هذا الدور فى فيلم أرملة وثلاث بنات عام 1965.. حتى دور الأم الفلاحة أو ابنة الصعيد برعت فيه أمينة رزق، ولا ينسى أحد دورها فى فيلم دعاء الكروان أو فيلم بداية ونهاية ودورها الرائع أيضا فى فيلم بائعة الخبز مع شادية عام 1953 وفيلم التلميذة وأمهات فى المنفى والسقا مات وفيلم أموال اليتامى والبيت الكبير.. وتتجلى أروع معانى الأمومة لأمينة رزق فى فيلم أعز الحبايب عام 1961 مع شكرى سرحان وسعاد حسنى، حيث تتحمل الصعاب التى تصل إلى حد الإهانة من زوجة ابنها حتى لا تفسد حياته وبعدها تضطر أن تعمل خادمة بأحد المستشفيات.

الأمثلة عن روعة أداء أمينة رزق كثيرة، فمعظم الأفلام التى مثلتها أو المسلسلات والمسرحيات أجادت تمثيل دور الأم الحنون التى تكد وتشقى من أجل رعاية أولادها، ولم نر لها دورًا تتصف فيه بالتسلط أو العنف مع أولادها.. حتى دورها فى فيلم إخواته البنات مع محمد عوض رقصت فيه لثانى مرة فى حياتها بعد أن رقصت وهى شابة مع غناء صالح عبد الحى فى فيلم البؤساء.. ونصل للمشهد الذى توجت به مسيرتها فى السينما فى فيلم ناصر 56 حيث أصرت أمينة رزق السيدة التى فقدت أحد أقاربها أثناء السخرة فى حفر قناة السويس، أن تقابل الرئيس وتعطيه ملابسه بعد أن ارتاح قلبها بعد أخذ الرئيس بالثأر وأمم قناة السويس.. هذا المشهد يعد من أروع المشاهد فى تاريخ السينما المصرية.. رحم الله الفنانة المبدعة أمينة رزق أطيب أمهات السينما المصرية.