الخميس 23 مايو 2024

مصر تستضيف اجتماع «البنوك المركزية الأفريقية» للمرة الأولى.. وخبراء: اللقاء يحمل أهمية كبرى وفرصة لعرض التجربة الاقتصادية المصرية وتعزيز التعاون النقدي بين دول القارة السمراء

تحقيقات8-8-2018 | 15:37

بسنت فهمي: مؤتمر «البنوك المركزية الأفريقية» يحمل أهمية كبرى للتعاون بين القارة       

خبير اقتصادي: مصر همزة الوصل بين القارة الأفريقية والمؤسسات الدولية

«الفقي»: فرصة لعرض التجربة الاقتصادية المصرية وتعزيز التعاون النقدي

 

أشاد خبراء اقتصاديون باستضافة مصر لاجتماع جمعية محافظي البنوك المركزية الأفريقية اليوم، مؤكدين أن هذا الاجتماع يحمل أهمية كبرى للتعاون بين القارة وكذلك فرصة لعرض التجربة الاقتصادية المصرية وتعزيز التعاون النقدي بين الدول، موضحين أن حضور المؤسسات الاقتصادية الدولية مهم لدعم مشروعات التنمية بالقارة.

كانت قد انطلقت اليوم أعمال جمعية محافظي البنوك المركزية الإفريقية بشرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وبمشاركة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي، ، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها مصر هذا المؤتمر منذ تأسيس الجمعية، ومن المقرر أن يتسلم طارق عامر محافظ البنك المركزي، رئاسة جمعية البنوك المركزية الإفريقية.

وفي ختام الاجتماعات السنوية، سيتسلم طارق عامر محافظ البنك المركزي، رئاسة جمعية البنوك المركزية الإفريقية، والتي تضم في عضويتها 40 بنكا مركزيا إفريقيا، لمدة عام لأول مرة منذ تأسيسها، عام 1968، ويقع مقرها في السنغال.

 

فرصة للتعاون

الدكتورة بسنت فهمي عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، قالت إن مؤتمر جمعية البنوك المركزية الإفريقية بشرم الشيخ اليوم جاء في التوقيت المناسب ويحمل أهمية كبرى للتعاون بين دول القارة، لأنه لا يركز على جانب اقتصادي واحد بل كل المجالات، إذ إنه اهتم بالاقتصاد الكلي، وبعده سيركز على الاقتصاد الجزئي.

وأوضحت فهمي، في تصريح أدلت به لـ"الهلال اليوم"، أن طارق عامر محافظ البنك المركزي، سيعرض على الدول الإفريقية البرنامج المصري للاقتصاد وما تحقق حتى الآن وما يستهدف تحقيقه، مضيفة أن هناك خطة واضحة في العلاقات مع البنوك الإفريقية، وهناك مجالات عديدة للتعاون بين مصر والقارة السمراء.

وأشارت عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب إلى أن البنك الدولي الإفريقي وصندوق النقد ساعدا في العمليات الاقتصادية في القارة الإفريقية، مضيفة أن التعاون الاقتصادي بين دول القارة مهم للغاية.

 

 

همزة الوصل

وقال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن استضافة مصر لمؤتمر جمعية محافظي البنوك المركزية تأكيد بأن مصر هي همزة الوصل بين البنوك المركزية الأفريقية والمؤسسات الاقتصادية العالمية كصندوق النقد والبنك الدولي، مضيفا إنه كان هناك اختلافا لدى هذه المؤسسات حول التنمية في أفريقيا بسبب التقلبات السياسية في القارة والحروب العرقية.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الرؤية كانت تعيق اتفاق دول القارة مع هذه المؤسسات في تمويل المشروعات، مضيفا أن ما يحدث اليوم هو تقريب لوجهات النظر على أرض مصر باعتبارها وسيط بين دول القارة الأفريقية ولها تجارب أيضا مع صندوق النقد والبنك الدولي فيمكن لمصر أن تكون القوى الناعمة في هذا الشأن.

وأضاف النحاس إن هذا يمكنه أن يحدث تكامل داخل القارة والبدء في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية، موضحا أنه تم اليوم تقديم أفكار تعكس الريادة المصرية ويمكن اعتبار شرم الشيخ في ما بعد أرضا للسلام الاقتصادي إلى جانب أنها مدينة السلام، لتكون مهد اقتصاد لا حروب دون تكتلات أو تحيزات.

 

عرض التجربة الاقتصادية

ومن جانبه، قال الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي والمستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن استضافة مصر لأعمال جمعية محافظي البنوك المركزية الأفريقية هو أحد أشكال التعاون بين دول القارة، مضيفا أن الجمعية تأسست الجمعية عام 1968 والتي تضم في عضويتها بنوك مركزية تمثل نحو 40 بنكا مركزيا أفريقيا.

وأوضح في تصريح لـ" الهلال اليوم"، أن هناك بروتوكولا بين هذه الدول لإنشاء صندوق نقد أفريقي وسيكون لكل دولة حصة فيه، مضيفا إن مصر هي ثالث اقتصاد في القارة الأفريقية بعد جنوب أفريقيا ونيجريا وتأتي في المرتبة الرابعة الجزائر، واستضافة شرم الشيخ للمؤتمر يأتي انعكاسا لدور مصر المهم لأنها تمتلك قاعدة اقتصادية عريضة في مجالات مختلفة.

وأكد الفقي أن هذا المؤتمر فرصة لمصر لتعرض تجربتها الاقتصادية وكذلك مناقشة قضايا تتعلق بتعزيز التعاون النقدي مع دول أفريقيا وبنوكها المركزية وتشديد الرقابة على انتقال روؤس الأموال وتمويل الجماعات الإرهابية، مضيفا أن هناك شكلا آخر للتعاون يشمل تمويل مشروعات البنية الأساسية لأن هناك دولا بالقارة تحتاج لشبكة طرق وموانئ ومطارات خاصة الدول المغلقة التي لا تطل على محيط مائي أو بحر.

وأضاف أن ضخ هذه الاستثمارات في البنية الأساسية يمكنه أن يشجع على مزيد من الإنتاج والنمو في القارة وتزايد حركة التجارة البينية بين دول أفريقيا، موضحا أن مصر عضو في 3 تكتلات اقتصادية في القارة تضم 26 دولة تصل لـ700 مليون من إجمالي سكان القارة أي نحو 70% منهم.