مددت محكمة عسقلان العسكرية بجنوب إسرائيل، اليوم الخميس، توقيف الكاتبة الصحفية الفلسطينية لمى خاطر (42 عاما)، لمدة 12 يوما، للتحقيق معها.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني -في بيان اليوم الخميس- أن خاطر، تتعرض لضغوط كبيرة خلال التحقيق معها.
ونقل محامي "النادي" فراس الصباح، عن "خاطر" عقب زيارتها في سجن "عسقلان" (جنوب) قولها: "إنها تتعرض للتحقيق على مدى 20 ساعة يوميا، وهي مقيدة بالكرسي طوال الوقت".
وأضاف الصباح أن المحققين يجبرون المعتقلة "خاطر" على تناول الطعام داخل غرفة التحقيق، ويوجهون لها الشتائم والتهديد بالسجن لفترة طويلة أو اعتقالها إداريا، وحرمانها من طفلها.
وانضمت خاطر لنحو 64 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال حاليا، لكن مشهد وداعها لطفلها الذي أحدث تفاعلا كبيرا معها أعاد فتح ملف: ماذا يعني اعتقال امرأة فلسطينية في سجون الاحتلال؟
وأكد مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، أن الاحتلال لا يفرق في معاملته بين الرجال والنساء المعتقلين، من حيث استخدام القسوة جسديا ونفسيا، وانعكاس ظروف أماكن الحبس السيئة على نفسياتهم وصحتهم كالرطوبة وقلة التهوية وعدم دخول الشمس مع وجود حشرات وقلة الحركة وسوء الطعام كما ونوعا والاستهتار الطبي والضغط النفسي والانقطاع عن العالم الخارجي والحرمان من بديهيات الحقوق الأساسية كالزيارات والاتصال بالأهالي، والتعرض للاستفزازات المتواصلة من السجان والجنائيين والاقتحامات الليلية.
ومن جانبها.. قالت خبيرة الصحة النفسية الدكتورة سهاد زهران إن هناك مخاطر نفسية يتعرض لها الطفل يحيى (ابن لمى خاطر، 4 أعوام) بسبب اعتقال والدته والتي ستسبب له صدمة نفسية ستظل ترافقه طوال حياته، بسبب حالة الانفصال عن أمه في هذه السن الصغيرة، وكيف أن أمه ودعته وهو غير مستوعب ما معنى الاعتقال والاحتلال، مما ستؤدي إلى إصابته بعقدة نفسية.
وأضافت زهران أن الأم أيضا لن يكون بالشيء السهل عليها حالة الانفصال المفاجئ عن أسرتها وبالتحديد ابنها الصغير، مما سيؤثر على نفسيتها، وذلك بغض النظر عن السمو في حالتها النضالية الفلسطينية، حيث ستبقى خصوصية علاقتها كأم بطفلها متأثرة لا سيما بحالة القلق المتبادل على كل من الطرفين (الأم والطفل)، وبالطبع ستعاني من حالة صراع بين الحالة النضالية التي تريد أن تستمر فيها وبين واجباتها تجاه طفلها بحكم شعور الأمومة.
وظهرت صور لمى خاطر وهي تودع طفلها الصغير "يحيى"، وقت اعتقالها، وطفلها يجري ويسبقها إلى خارج البيت، ظنا منه أنه سيذهب معها إلى نزهة وأنها ستأخذه معها، مما أثار الكثير من مشاعر التعاطف والشعور بالصدمة من قبل المئات من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقتادها العشرات من جنود الاحتلال للاعتقال.
ولم تظهر الصور وجه خاطر، لكنها أظهرت وجه الطفل الذي بدا غير مقتنع بوداع أمه التي اقتادها الاحتلال بعيدا دون ذنب يفهمه.
وتكتب "خاطر" مقالات رأي صحفية في العديد من الصحف الفلسطينية والعربية، وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلها في 24 يوليو الماضي بعد مداهمة منزلها في الخليل جنوب الضفة الغربية.