يحتفل العالم اليوم بـ"اليوم العالمي للشعر" الذي أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999، بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر تدريس "الشعر" بشكل خاص في جميع أنحاء العالم.
في عام 1997 قام كل ثلاثة شعراء فلسطينيين هم “محمود درويش.. وفدوى طوقان.. وعزالدين المناصرة” بعقد مؤتمر في فرنسا يطالب منظمة اليونسكو في بيان رسمي لتحديد يوم عالمي للشعر، وفي عام 1998 قامت اللجنة الوطنية المغربية بتعزيز الطلب الفلسطيني حتى صدر القرار في العام التالي بشكل رسمي.
وفي أثناء احتفالات العالم باليوم العالمي للشعر، تحل ذكرى ميلاد شاعر "الحب والنساء" الشاعر السوري الكبير "نزار قباني"، الذي ساهمت أشعاره في تطوير الشعر العربي الحديث بشكل كبير.
وُلد "نزار بن توفيق القباني" عام 1923 في العاصمة السورية "دمشق" لأبيه "توفيق القباني" المناضل ضد الانتداب الفرنسي، ويعد جده "أبو خليل القباني" من رواد المسرح العربي الذي قام بإدخال فن المسرح إلى الأدب العربي في النصف الثاني من القرن الـ19.
درس "نزار" في كلية الحقوق في الجامعة السورية وبعد تخرجه عام 1945، عمل بمجال السلك الدبلوماسي والتحق بوزارة الخارجية السورية، وعين في نفس العام بالسفارة السورية بالقاهرة التي لم يستمر فيها كثيرًا، وتم تعيين "نزار" سفيرًا لبلاده في العديد من البلدان، منها لندن عام 1952، وأنقرة، والصين عام 1958، ومدريد عام 1962، إلى أن استقر في لبنان وأعلن عن استقالته من العمل الدبلوماسي وتفرغه للشعر عام 1966.
أصدر "نزار" أول دواوينه عام 1944، بعنوان "قالت لي السمراء".
وتابع نزار عملية التأليف والنشر لمدة نصف قرن، أنتج فيها ما يقرب من 35 ديوانًا، وبعد تفرغه للشعر أسس دار نشر له في بيروت باسم "منشورات نزار قباني"، ومن أبرز دواوينه الشعرية "طفولة نهد" و"مئة رسالة حب" و"الرسم بالكلمات" و"قصائد متوحشة"، ومن قصائده التي عصفت بالمجتمع العربي السياسي كانت "هوامش على دفتر النكسة" و"متى يعلنون وفاة العرب".
في طفولته عانى "نزار" من انتحار شقيقته الكبرى "وصال" وهي الحادثة التي صاغت أفكاره عن صراع المرأة في المجتمع العربي فلقد قامت شقيقته بالانتحار بسبب تزويجها من رجل لا تحبه، أيضًا رثى "نزار" زوجته "بلقيس" التي قتلت جراء عمل انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت في قصيدة شهيرة حملت اسمها.. كما رثى ابنه في قصيدة بعد وفاته بعنوان "الأمير الخرافي توفيق قباني".
حفر "نزار" اسمه في أذهان التاريخ، وكانت له لهجته الشعرية الخاصة ومدرسته اللفظية المتفردة، لقب بالعديد من الألقاب منها "أبو القصيدة اليومية" و"شاعر المرأة" و"رئيس جمهورية الشعر الحديث".
كان محط الانتقاد والإعجاب، وأثارت قصائده العديد من المشاكل السياسية والدينية، فهناك من طالب بقتله تحت قبة البرلمان السوري بسبب قصيدته "خبز وحشيش وقمر"، ومنع من نشر قصائده في وسائل الإعلام العربية بعد كتابته لقصيدة "هوامش على دفتر النكسة".
تم غناء العديد من أعماله من قبل نجوم الغناء العربي منهم "نجاة الصغيرة" و"أم كلثوم" و"فيروز" و"عبدالحليم حافظ" و"محمد عبده" و"فايزة أحمد" و"ماجدة الرومي" و"كاظم الساهر" وغيرهم..
تُوفي "نصير المرأة" في 30 أبريل عام 1998، إثر نوبة قلبية في لندن التي استقر فيها في آخر أيامه ودُفن في مسقط رأسه دمشق.
