أكد وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة عبد الله حسن أن قناة السويس الجديدة استعادت أمجاد القدماء المصريين في بناء وتشيد الرموز الحضارية الكبرى.
وقال عبد الله حسن - في مقاله المنشور بمجلة "الأهرام العربي" تحت عنوان ( قناة السويس الجديدة .. ملحمة رائعة) إن ثلاث سنوات مضت على حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الذي شهده الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشاركه بالحضور العديد من رؤساء وملوك دول العالم وشاهده الملايين في أنحاء العالم ليعلن قدرة المصريين وعزمهم وتصميمهم على تحقيق هذا الإنجاز العظيم في زمن قياسي، وهذا يؤكد نهضة مصر وعظمتها، ويستعيد أمجاد قدماء المصريين في بناء وتشييد الرموز الحضارية الكبرى التي ما زالت شاهدة على أروع عصور التاريخ رغم مرور آلاف السنين.
وأضاف " سعدت جدا بزيارة القناة الجديدة منذ عدة أيام برفقة الصديق العزيز كرم جبر تلبية لدعوة الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس الذي أخذ على عاتقه تنفيذ حلم الرئيس والمصريين بشق هذه القناة في زمن قياسي أقل من عام كامل بعدة أيام، حيث استقبلنا في ساعة مبكرة من صباح هذا اليوم في مكتبه الرائع بمقر الهيئة في الإسماعيلية المطل على القناة وعلى مرمى البصر تمتد سيناء الحبيبة التي ارتوت بدماء شهداء مصر الأبطال وهم يدافعون عنها ضد الاحتلال منذ عام 1948 حتى الآن، تحدث إلينا الفريق مهاب مميش - الذي كان قائدا للقوات البحرية في فترة من أصعب الفترات التي عاشتها مصر في تاريخها الحديث - كان حديثه ممزوجا بالفخر والتحدي".
وأشار إلى أن الفريق مميش أكد أنه تلقى تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد انتهاء دراسات الجدوى لشق قناة السويس الجديدة باعتبارها مشروعا قوميا مهما يخدم مصر في الحاضر والمستقبل، ويزيد من كفاءة القناة الحالية وإمكاناتها لتستقبل القناة الجديدة الناقلات الضخمة والعملاقة ذات الغاطس الكبير والحمولات الكبيرة، وفى نفس الوقت يفتح المجال أمام إقامة المشروعات الصناعية والتنموية، ويتيح فرص العمل أمام الشباب ويحدث نهضة صناعية وتكنولوجية مهمة في هذه المنطقة ويجعلها معبرا حيويا مهما أمام الملاحة العالمية بين الشرق والغرب.
وأضاف وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة قائلا " وفي نبرة هادئة، ونظرات متفائلة بالمستقبل أكد الفريق مميش أن المهمة كانت صعبة والتحدي كان أصعب وكان لابد من إنجاز المهمة كاملة وفى التوقيت المحدد، وتواصل العمل ليلا ونهارا .. مشيرا لاستخدام أحدث أجهزة الحفر العالمية لتوسعة القناة وزيادة أعماقها وتكريت الرمال من الأعماق وقذفها على جانبي القناة، وحين تدفقت المياه في القناة الجديدة كانت السعادة لا توصف بِعد أن تحقق الحلم، وقال مميش "إننا اليوم بعد مرور ثلاث سنوات على هذا الإنجاز الرائع وبلغة الأرقام نقول إن القناة حققت هذا العام زيادة في إيراداتها عن العام الماضي بلغت 700 مليون دولار ومن المتوقع أن تصل إيراداتها هذا العام إلى 5 مليارات دولار ، وأضاف يكفى أن نعلم أن إحدى الناقلات العملاقة عبرت القناة هذا العام وسددت رسوم عبور للقناة قدرها 820 مليون دولار في أعلى رسوم للعبور تسدد في تاريخ القناة، ولولا توسعة القناة في المشروع الجديد لما تمكنت مثل هذه الناقلات الضخمة من العبور".
وتابع "وبعد ساعة مع الفريق مهاب مميش في مكتبه غادرنا مبنى قناة السويس العريق وبصحبتنا اللواء خالد العزازي مستشار رئيس هيئة القناة، حيث أبحرنا في القناة على متن اليخت التاريخي (الأقصى) الذي اصطحب فيه الرئيس السادات رحمه الله رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين في جولة في القناة بعد مباحثاتهما في جزيرة الفرسان المطلة على القناة وتعمد الرئيس السادات أن يمر اليخت في الممر المائي للقناة من الإسماعيلية تجاه السويس ليشاهد بيجين بقايا خط بارليف الذي اقتحمه أبطال القوات المسلحة في يوم العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر، حين عبروا من الضفة الشرقية للقناة إلى الضفة الغربية وتسلقوا الساتر الترابي لخط بارليف واقتحموا النقط الحصينة وأسروا وقتلوا الجنود الإسرائيليين بداخلها".
واختتم حسن مقاله بالقول " مررنا في القناة الجديدة الواسعة وعبرت إلى جانبنا الناقلات الضخمة القادمة من الشرق والغرب وكانت تطلق صافراتها لتحية اليخت الرئاسي الذي ارتفع عليه علم مصر خفاقا، وعلى طول الطريق شاهدنا حركة العمران الواسعة الممتدة على مرمى البصر ووصلنا منطقة المزارع السمكية، وشاهدنا الثروات السمكية مع الصيادين يرسلونها إلى الأسواق الداخلية والخارجية في حركة تنمية حقيقية ، والشباب يزدادون حماسا وثقة في حاضرهم ومستقبلهم، وقضينا يوما ممتعا زادنا فخرا واعتزازا بأن مصر تسير على الطريق الصحيح من أجل التنمية والرخاء وتحقيق مستقبل أفضل للمواطن على أرض مصر".