جنون الذهب، جعل الجميع في حيرة، سواء كان مدخرا يريد أن يبيع يخشى حدوث
خسائر كبيرة أو مواطن يريد أن يستثمر وينتظر المزيد من التراجع، وذلك بعدما شهد الذهب
خلال الأسبوعين الماضين هبوطا حادا في السوق العالمي بمقدار 11%، وفي السوق المحلي
انخفض بمقدار 40 جنيها.
فرأى العاملين في مجال سوق الذهب، أن الوقت الحالي هو الأفضل للشراء وليس
للبيع، مؤكدين أن الذهب لن يتراجع أكثر من ذلك؛ لارتباطه بعوامل أخرى كالتنقيب عليه
واستخراجه.
الوقت الحالي الأنسب للشراء
وقال وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، إن الوقت الحالي
يعد خسارة إذا قام المدخر ببيع الذهب، فليس هناك أي توقعات باستمرار التراجع، وذلك
لأن تكاليف استخراج الذهب عالية، فإذا انخفض ستتوقف عملية التنقيب عليه، ومن ثم يقل
المعروض وترتفع الأسعار مرة أخرى، وبذلك يكون الارتفاع لا مفر منه.
وأضاف أمين في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن أسعار الذهب
في الوقت الحالي هي الأنسب للشراء والادخار فيه، مشيرا إلى أن الاستثمار في الذهب مكسب
في كل الأحوال ولا يوجد به خسائر.
وعن طريقة الاستثمار في الذهب، أوضح أن عيار 24 الأنسب، نظرا لعدم وجود
مشغولات كثيرة به تفقد قيمة المعدن وقت بيعه، وكذلك شراء العملات الذهبية.
الدولار المحرك لأسعار الذهب
فيما أكد إيهاب واصف، نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أن
الدولار هو المحرك الأساسي لأسعار الذهب، مشيرا إلى أن أغلب المستثمرين اتجهوا في الفترة
الأخيرة إلى الاعتماد على العائدات المرتفعة للسندات الأمريكية و أسعار الفائدة على
الأصول المقومة بالدولار الأميركي.
وأضاف إيهاب في تصريحات صحفية، أن التقارير الاقتصاديه الأمريكية الجيدة
وتوقع ارتفاع أسعار الفائدة إلى 2.25% في سبتمبر المقبل عززت من قيمه الدولار وبالتالي
انخفض الطلب عالميا على المعادن النفيسة بوجه عام والذهب بوجه خاص مما أضعف من قيمته
في السوق العالمي.
حركة السوق المحلي
وعن حركة السوق المحلي، أوضح نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية،
أن هناك زيادة طفيفة في حركة السوق، إلا أنها غير مقبولة لدى العاملين بالقطاع، مشيرا
إلى أن حركة السوق بالمقارنة قبل يناير 2011 انخفضت بنسبة 70%.
وأكد أن الفترة الحالية تعد الأنسب للشراء الذهب، إلا أن المواطنين ينتظرونا
المزيد من انخفاض أسعار الذهب، ولكن هذا لن يحدث، فالأسعار لن تنخفض أكثر من ذلك، مشيرا
إلى أن تراجع الطلب مع ارتفاع المعروض عمل على انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي
بمقدار جنيه واحد، رغم إغلاق البورصات العالمية للإجازة الأسبوعية.
تراجع الطلب عالميا
وأكد مجلس الذهب العالمي، في بيان صادر عنه، أن الطلب على الذهب لم يرتفع
رغم التراجعات القاسية التي خسر فيها المعدن الثمين أكثر من 150 دولاراً للأوقية من
قيمته، أي ما نسبته 11%، مشيرا إلى أن تراجع الإقبال على بيع الذهب بنسبة 4% خلال شهر
يونيو الماضي، أي من 98 مليار دولار إلى 94 مليار دولار، بينما تراجعت أرقام موجودات
صناديق الاستثمار بالذهب 39 طناً إلى 2394 طناً خلال الشهر الماضي في عقود التداول.
شهادات إيداع الذهب
وطرح أحد البنوك الأجنبية في مصر، شهادات إيداع الذهب، وهي تتيح للمستثمر
شراء أو بيع الذهب بسعره المحدد يوميا دون الحاجة إلى شراء الذهب أو تخزينه، وتصدر
هذه الشهادات بفئات متعددة، قابلة للاسترداد بقيمتها النقدية أو كسبائك ذهبية.
وتتوافر شهادات إيداع الذهب بفئات 300 جرام (معدّل نقاء 999،9) ومضاعفاتها
و500 جرام (معدّل نقاء 995) ومضاعفاتها، حيث تصل فترة الإيداع الأصلية لكل شهادة 5
سنوات من تاريخ الإصدار، يمكن استبدال الشهادة مقابل الذهب الفعلي أو ما يعادله نقداً
(يودع في الحساب أو بموجب شيك مدير إذا كانت شهادة هدية) في أي وقت خلال سنوات الإيداع
الخمس الأصلية وحتى موعد الاستحقاق.
نصائح عند الاستثمار في الذهب
1 ــ أن يكون الاستثمار وقت انخفاض الأسعار، مع تجنب الشراء وقت ارتفاعها.
2 ــ شراء السبائك عيار 24 لانخفاض مصنعتيها.
3 ــ أن يكون الاستثمار من الأموال الفائضة، مع عدم اللجوء إلى الاقتراض.
4 ــ أن يشكل الذهب ما يراوح بين 30 و40% من المحفظة الاستثمارية.
5 ــ الامتناع عن شراء الذهب المشغول بغرض الاستثمار، وخصوصاً تلك التي
تحوي أحجاراً كريمة، أو شبه كريمة بكثرة.
6 ــ تحديد السعر الذي يرغب المستثمر في الوصول إليه، لتحقيق الربح.
7 ــ الاطلاع الدائم على أخبار الاقتصاد الأمريكي، وتقارير الدولار.