الإثنين 27 مايو 2024

قصة كفاح امرأة لم تتوج بلقب "الأم المثالية" بالدقهلية

21-3-2017 | 18:56

السيدة كمال عبدالرحمن ٦٢ عاما، من مدينة بنى عبيد بمحافظة الدقهلية، تستحق هذه المرأة وصفها بـ «امرأة بمائة رجل» لما تحملته من معاناة ليس فى تربية
أبنائها فحسب، ولكن فى كيفية الحصول على قوت يومهم المتمثل فى قطعة أرض زراعية لا تدر عائدًا مرضيًا، إلا أنه بالصبر ومواجهة التحديات استطاعت هذه السيدة أن تتغلب عليها وتقوم بتربية أبنائها الأربعة فى صمت لم يشعر به سوى المقربون منها.

التقت اللهلال اليوم بابنها الأوسط محمد عبدالغنى، ٣٠ سنة، حاصل على دبلومة
عامة فى التربية، يروى لنا قصة كفاح والدته:

يقول محمد: «قصة كفاح والدتى بدأت عندما توفى أبى عبدالغنى السيد المتولي منذ
٢٧ عامًا تقريبًا فى عام ١٩٨٩ وكان والدى حافظًا للقرآن، كان عمرى وقتها سنتين
وأكبر أشقائى وقتها عمره ٨ سنوات.


*تحملت أمى أعباء المعيشة، وصمدت بعد وفاة أبى حتى نجحت فى تربيتى أنا وإخوتى الثلاثة السيد ٣٦ سنة حاصل على بكالوريوس تربيه نوعية قسم إعلام تربوى، وإبراهيم ٣٢ سنة حاصل على دبلوم تجارة، وناعسة ٣٤ سنة حاصلة على دبلوم تجارة، حتى أكملوا تعليمهم رغم الظروف الصعبة التى واجهتها وإصابتها بمرض السكر .
*وتابع «أمى سيدة لم تنل حظها من التعليم، تزوجت مثل كل البنات كان زوجها يعمل بالزراعة أنجبت أربعة أولاد وتوفى زوجها بعد صراع طويل مع المرض، ولم يترك لها  شيئًا من حطام الدنيا سوى منزل مكون من غرفتين وقطعة أرض صغيرة، أرادت أن تعلم أولادها وبالفعل قامت بتربيتهم أفضل تربية كان بعض الناس يقولون لها أخرجيهم من المدرسة و”خليهم يتعلموا صنعة”، ولكنها رفضت وأصرت على تعليمهم ، كانت تقول بالحرف الواحد ولادى لازم يتعلموا وما يطلعوش زيى متعلمتش*
من ناحيتها أكدت الأم «السيدة كمال عبدالرحمن» أنها رغم الظروف التى أحاطت بها منذ أكثر من ٢٥ عاما إلا أنها ظلت تكافح وتتعب من أجل أبنائها ورغم هذه الأعباء الثقيلة التى لا يتحملها أحد إلا أنها كانت ترى سعادتها فى إسعاد
أبنائها والوقوف معهم جنبًا إلى جنب .

وأضافت أنها الآن ترى ثمار تربية أبنائها بعدما تخرجوا وحصلوا على شهادات
وبعضهم عمل بأماكن متميزة، وقامت ببناء منزل لأولادها يليق بهم بالتعاون مع
أبنائها الذين ساعدوها بعد تخرجهم وحصولهم على أعمال مناسبة وكذلك أثناء
دراستهم. وأشارت إلى أنها الآن تجنى تلك الثمار من وجود أبنائها بجوارها*