أدان مجلس الوزراء الفلسطيني بشدة استمرار العدوان والتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، مؤكدا أن استمرار قوات الاحتلال باستهداف المدنيين الأبرياء الذي راح ضحيته العشرات من المواطنين العزل في الأرض الفلسطينية المحتلة، يستوجب من المجتمع الدولي التدخل الفوري لوضع حد للجرائم الإسرائيلية وتحمل مسؤولياته، خاصة مجلس الأمن الدولي، بتوفير الحماية الدولية لشعبنا.
وشدد المجلس - خلال جلسته الأسبوعية التي عقدت في رام الله برئاسة رئيس الحكومة رامي الحمد الله - على أن السبيل الوحيد لتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المخاطر يتمثل في الإعلان الفوري عن المضي في طريق المصالحة وإنهاء الانقسام، وتمكين الحكومة بتولي مهامها كافة في قطاع غزة، والوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات والمخاطر.
وجدد مطالبته لحركة حماس بالعمل فورا على تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية عبر تمكين الحكومة بشكل كامل، محذرا من أن أي خطوة منفردة، ستقود حتما إلى مزيد من التجزئة والانقسام وتحقيق مآرب ومخططات الاحتلال في تجزئة وتفتيت وسرقة المزيد من الأرضي والموارد الفلسطينية الطبيعية، وتهويد مدينة القدس.
وتقدم المجلس بالشكر للحكومة الصينية على تقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقيمة (35ر2 مليون دولار) .. مؤكدا ضرورة إسراع المجتمع الدولي والدول المانحة في تقديم الدعم المالي لميزانية وكالة الغوث "الأونروا" لضمان استمرار عملها في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، خاصة عشية افتتاح العام الدراسي الجديد.
ورحب بقرار جمهورية كولومبيا الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرا أن هذا الاعتراف خطوة في الاتجاه الصحيح، والوقوف بجانب الحق والسلام، ورسالة هامة لدول العالم الحر لتبني الاعتراف بدولة فلسطين، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ودعا المجلس باقي دول العالم وفي مقدمتها الدول الأوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطين، رداً على استمرار التعنت الإسرائيلي وقرارات وسياسات وإجراءات الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية الأحادية وغير القانونية والمخالفة لقرارات الشرعية الدولية.
وأدان الحادث الإرهابي في المملكة الأردنية الهاشمية، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من القوات الأردنية، معربا عن استنكاره الشديد لهذا الحادث الإجرامي وتقدم بعزائه الحار إلى العاهل الأردني والحكومة الأردنية وإلى الشعب الأردني الشقيق وأهالي الشهداء، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يديم على الأردن وشعبها الشقيق نعم الأمن والرخاء والازدهار.
وأكد المجلس أهمية انعقاد المجلس المركزي في هذه المرحلة، لمجابهة التحديات الماثلة أمام القضية الفلسطينية، وإفشال المؤامرات التي تستهدف وحدة التمثيل الفلسطيني، وضرب المشروع الوطني، داعيا كافة القوى والفصائل الوطنية، ومكونات المجتمع الفلسطيني إلى الاصطفاف خلف القيادة الفلسطينية، محذرا من خطورة التساوق مع ما يحاك من مؤامرات ومخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتقزيم المطالب الفلسطينية، وحصرها في قضايا إنسانية مع تجاهل لحقوق الوطنية المشروعة التي يناضل الشعب من أجلها، وضرورة التحلي بالمسؤولية وتوحيد الجهود لتجاوز كافة الصعاب، وإكساب القضية الوطنية المزيد من المنعة والصلابة والقدرة على مجابهة التحديات، وإنجاز تطلعات الشعب وطموحاته بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، كمصلحة وطنية عليا حتى نتمكن موحدين من إنجاز حقوقنا الوطنية المشروعة في إنهاء الاحتلال ونيل الاستقلال الوطني، وتجسيد سيادة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن منظمة التحرير ستبقى عنوان الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، والضمانة الأكيدة للوصول به إلى نيل حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة.