من باب اختار الصديق قبل الطريق او بمعنى أصح مع الطريق اصطحبتنى الصديقة العزيزة دكتورة صبورة السيد لمشاهدة مسرحية " سيلفى مع الموت " بطولة الفنانة القديرة نشوى مصطفى وبالمناسبة العمل بطولة نشوى بمفردها وللموسم الثانى وكنت قد سمعت " ومن سمع غير من رأى " ان نشوى تفوقت على نفسها فى هذا العمل وانه بالفعل يستحق المشاهدة .
ذهبت بعد عناء يوم عمل طويل -لكنى اعترف اننى استمتعت بالمشاهدة ولَم اشعر بالوقت - وعلمت ان الوزيرة الفنانة ايناس عبد الدايم كانت بالامس تشاهد المسرحية وفوجئت ونحن ننتظر بدء العرض بدخول الوزيرة النشيطة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج قلت لنفسى إذن ماسمعته هو الحقيقة فالوزيرة ايناس قد تحضر لانها فى النهاية وزيرة الثقافة والفن جزء من عملها اما ان تأتى وزيرة الهجرة وتقتطع ساعة من وقتها ومسئولياتها فهذا تأكيد آخر على جودة العمل ، وبالفعل هذا ما قالته بالتحديد الوزيرة نبيلة بعد انتهاء العرض ، ان العمل فاق تصورها وان اداء الفنانة نشوى كان صادقا وعميقا وقويًا ولمس كثير من المشاكل الموجودة بالمجتمع وأن هذا العمل أعادها لايام الدراسة بالمدرسة حيث كانت تدرس لهم حصة الحياة والتى يتم من خلالها التفاعل والتعرف مع وعلى كل مقومات ومشاكل الحياة ونشوى فعلت هذا مع الحاضرين .
اعود الى السيلفى مع الموت والذى قدمت من خلاله نشوى وهى أيضا مؤلفة العمل عرضا دقيقا لمشاكل مجتمعية نعيشها وتحدث لكل إنسان ، مشاكل حياتية تتعلق بالإخلاص ، الحب ، الصدق والصداقة ، احترام وقبول الآخر ، العنوسة العادات والتقاليد البالية وكم الضغوط التى نعيشها وننساق اليها طواعية دون تفكير او توقف .. الخ مؤكده مع كل طرح من هذه الاطروحات انها الحياة بكل ما تحمله من متناقضات وهموم وصراعات !!
ووضعت كل من شاهد العرض وانا واحدة منهم امام مرآة رأى فيها كل عيوبه وما يواجهه من ضغوط ومشاكل لعل فى المواجهه اعترافاً ومحاولة صادقة على الحل .
نشوى وهى تلتقى الموت تحدثت عن ملامحة التى شاهدتها وعاشتها مع تجربة وفاة والدها وكم كان المشهد حزينا ومؤثرا وتساءلت أيها الموت من تكون ؟ ثم فاقت على حقيقة انها التقته وفى حضرته مستعرضة كلمات المشاهير " محمود عبد العزيز ، مصطفى محمود ، صلاح جاهين ، احمد زكى ، سعاد حسنى الشيخ الشعراوى ، البابا شنودة " وهم احياء عن الموت . وشهداء الجيش والشرطة من خلال رثاء الأمهات والاباء .
نشوى كانت شجاعة وذهبت تلتقط سيلفى مع الموت فى الوقت الذى نتحدث فيه كثيرا عنه لكننا نخافه ولا نريد ان نلتقيه .
براااافو نشوى ..