أكدت دولة الإمارات
العربية المتحدة التزامها بمكافحة الإرهاب، وقالت انها تتخذ موقفاً حازماً وحاسماً
لا لبس فيه أو تردد من الإرهاب؛ فهي تدينه بشدة وترفض أي تسامح أو تهاون أو تعاطف أو
لين معه ؛ ولهذا لا تتوانى عن إعلان موقفها بسرعة وبكل وضوح من أي عمل إرهابي أينما
كان.
وأشارت وزارة الخارجية
والتعاون الدولي الاماراتية ، في بيان نقلته وكالة الأنباء الاماراتية اليوم ، الى
أن دولة الامارات أدانت التفجير الانتحاري الذي استهدف أكاديمية تعليمية غرب العاصمة
الأفغانية كابول وأدى إلى وقوع عشرات الضحايا الأبرياء ، وأدانت الهجوم الذي وقع على
مقربة من البرلمان البريطاني.
وجددت موقف الامارات
الرافض لمختلف أشكال العنف والمناهض للإرهاب بكل صوره وأشكاله ، معربة عن خالص تعازيها
ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وقالت " إنه
وكما تدين الإمارات الإرهاب وترفضه بشكل قاطع وتتخذ منه موقفاً حاسماً ، فهي تحاربه
بلا هوادة، وقد قدمت وما زالت تقدم التضحيات في سبيل تخليص العالم من شروره؛ وهي أيضاً
ما فتئت تدعو إلى مواقف دولية أكثر حزماً، وإلى ضرورة تبني استراتيجية شاملة للقضاء
على هذه الظاهرة من جذورها، وهذا ما تتأكد الحاجة الماسة إليه يوماً بعد يوم، فقد بات
الإرهاب أكبر آفة تواجه المجتمع الإنساني بأسره ؛ فلا يكاد يمر يوم لا تحدث فيها عمليات
إرهابية ليس في الدول أو المناطق التي تشهد نزاعات أو حالات من عدم الاستقرار أو الاضطراب
السياسي أو الاقتصادي فقط، وإنما أيضاً في الدول الآمنة، وحتى تلك التي تتمتع بمستويات
معيشة عالية وتتوافر فيها فرص عمل وبيئات حرة، وهذا يفاقم من الخطر ويجعل الجميع دون
استثناء عرضة للتهديد، فلم يسلم من هجمات الإرهابيين حتى المساجد والمدارس والجامعات؛
فكل شيء لدى هؤلاء المارقين مستهدف؛ حتى ولو كان عابر طريق".
وأضافت "
لقد تجاوز الإرهاب كل الحدود والمحرمات ، وكل القيم والمعتقدات ؛ ومن هنا فإن هذه الظاهرة
تتطلب دائماً وأبداً موقفاً حازماً، لا لبس فيه ولا مواربة؛ فالإرهاب أمر لا يمكن التسامح
معه مطلقاً ، والإمارات لا تتوانى عن المشاركة بفاعلية في أي جهد إقليمي أو دولي من
أجل محاربة التنظيمات الإرهابية، وما تقوم به في اليمن خير شاهد على جهودها الدؤوبة
في محاربة الإرهاب الدولي، فقد نجحت في كسر شوكة تنظيم القاعدة، وهي ملتزمة بمواصلة
محاربته وغيره من التنظيمات الإرهابية حتى تتم تنقية المنطقة والعالم من هذا الفيروس
القاتل".
وأشارت إلى أن
دولة الإمارات دعت أيضاً إلى تكاتف الجهود الدولية لضمان اجتثاث هذه الآفة التي تهدد
الأمن والاستقرار العالميين والقضاء على مسبباتها ، فقد تشعبت هذه الظاهرة وانتشر خطرها
بشكل غير مسبوق؛ ولا يمكن لأي دولة أو تحالف أو تجمع إقليمي أو دولي وحده أن يحقق الانتصار
الحاسم عليها؛ ومن هنا فإن الحاجة ماسة إلى تبني استراتيجيات دولية شاملة تشارك فيها
كل الدول دون استثناء لمكافحة هذا الخطر وإنهائه.
وقالت إنه لا يمكن
أن تبقى المقاربة الأمنية هي المنطلق؛ فهناك وسائل لا بد أن يتم تفعيلها بشكل أوسع،
منها ما يتعلق بتجفيف منابع الإرهاب والتركيز على من يدعمه أو يقدم له أي شكل من أشكال
المساعدة وتحت أي مبرر؛ فما دام هناك تمويل وجهات تستخدم الإرهاب والإرهابيين لتحقيق
مكاسب معينة، فهذا يعني استمرار وجود الإرهاب ، كما لا بد من الانتباه بعناية أكبر
للعوامل الأخرى، سواء كانت موجدة للإرهاب أو مغذية له، وخاصة الظروف الاقتصادية والأوضاع
الاجتماعية ، أما فيما يتعلق بالجانب الفكري؛ فلا شك أن ظاهرة الإرهاب لها جذورها في
الأفكار، سواء المتطرفة أو تلك التي لا تراعي قيم المجتمع ومبادئه؛ فالعمل على تصويب
الخطاب الديني والإعلامي وفي الوقت نفسه اتباع أساليب الحوار والتواصل مع الشباب والفئات
التي يمكن أن تتأثر بالفكر المتطرف، أمر حيوي، بل وحاسم لتحرير المجتمعات البشرية من
هذا الخطر.
وأضافت "
إن الإمارات ربما تكون من الدول القليلة في المنطقة أو على مستوى العالم، التي تتبع
نهجاً شاملاً لمحاربة ظاهرة الإرهاب ولديها التزام لا يتزحزح، بل وشعور بالمسؤولية
لمحاربة هذا الخطر وضرورة التخلص منه بشكل نهائي".