الخميس 20 يونيو 2024

في مئوية فوزي.. رسالته الأخيرة إلى الرئيس عبد الناصر وأمريكا الأعنف علاجيًا ( 2ـ 3)

19-8-2018 | 22:42

في مئوية الموسيقار الجميل محمد فوزي، نحتفي ونسرد تفاصيل تسجيل إذاعي نادر روى فيه تفاصيل رحلته العلاجية بعد عودته منها مباشرة في 5 سبتمير 1966 واليوم ننشر تفاصيل الحلقة الثانية.

رحلة علاجية بعد عام

عاود الإذاعي محمد أنور السؤال لفوزي: «نفهم من كده أنك مش هتسافر مرة تانية».. فأجاب فوزي: «لأ.. هسافر بعد سنة، لأن لازم كل سنة يشوفوا وصلت لإيه، لأني همشي على طريقة إني ماخدش علاج واتغذي وآخد مسكنات، فيمكن المرض يزيد أكثر من اللازم، لذلك سأسافر لعمل التحاليل ولينصحوني كيف سأسير في العام التالي ويحددوا لي طريقة العلاج، وستكون الرحلة للكشف والتحاليل والنصح فقط ولن يكون بها إقامة طويلة مثلما حدث، أي رحلة كل عام أو إذا اشتد بي المرض فقط».

أمريكا «الأعنف علاجيًا».. وألمانيا «نص نص»


تمنى المذيع لفوزي الشفاء، وألا يكون هناك داعِ لرحلة أخرى، ثم سأله عن طريقة العلاج في البلدان الثلاث أمريكا ولندن وألمانيا، فقال فوزي: «أيوه.. أمريكا عنيفين شوية، يعني يقولك نموته أو يخف، يعني يقولك فيه علاج قوي لكن خطر عليك.. ويسألك تتحمل أنت المسئولية دي؟ ومن تعبي بقالي سنتين قلت لهم أيوه.. بس أنتم شايفين إني ممكن أخف؟ قالوا أيوه، قلت لهم طيب.. وأخدت العلاج الأمريكي وأصبحت أنا والسرير حتة واحدة لمدة شهرين وكنت في قمة التعب ولا أتمكن حتى من تحريك إصبع يدي، واتضح إني لازم آخد الجرعة دي مرتين كمان وعلاجهم غالي جداً ، وقلت مدام العلاج معروف فحسيت إن في انجلترا حياة الإنسان عندهم أغلى شوية من أي مكان، فالأمريكان مخاطرين قوي لكن في لندن يمسكوا العصاية من النص ، فالإنجليز رأوا أنه لا داعي لأدوية الأمريكان فهي قاتلة وتعتبر من السموم ، وعملوا كنصلتو وقرروا أن يكون العلاج عبارة عن تغذية وتقوية الجسم وعلاج الأنيميا، وسيكون هناك المسكات فقط لعلاج الآلام.. كان ذلك رأي الأطباء الإنجليز، أما علاج الألمان فكان (نص نص) حسب كلام فوزي الذي حمل لهم تقرير الإنجليز وقال أنهم بدون أن يشعروا أعطوني نفس علاج الإنجليز وهو الفيتمينات مع التغذية»
ومن الطريف أن الطبيب الذي لاقاه فوزي في ألمانيا رحب به وطلب منه أن يخلع القميص ثم أعطاه ثلاث حقن في الكبد وغيره وطول الحقنة 15 سنتيمتر، وكانت تركيبة من المسكنات والمنبهات جعلت فوزي مستيقظاً لثلاثة أيام، بعدها عاود فوزي الطبيب وقال له لم آتِ إلى هنا من أجل تلك الحقن ، فقال له الطبيب الألماني: «طيب جاي علشان ايه؟» فقال فوزي: «ياراجل جاي لك عشان حاجة تانية»، وأعطاه فوزي تقارير الأمريكان والإنجليز التي تشخص حالته، فقال الألماني: «آاااه ده علاجه مش عندي»، فانفجر فوزي ساخراً: «طيب واديتني الحقن دي ليه؟»

فوزي يثق في أطباء مصر

كانت رحلة فوزي العلاجية إلى ألمانيا وأمريكا بناء على توصيات الأطباء الإنجليز، الذين سمعوا عن وجود أطباء متخصصون في علاج حالة فوزي في دول أخرى، ولذلك دعوه أن يجرب العلاج خارج لندن حتى يكون قد قام بكل الفرص الممكنة في العلاج، وبعد أن عاد فوزي إلى مصر فقد تواصل مع أطباء مصريين وأنه سيعتمد عليهم في رحلة علاجه المقبلة، وأن التقارير التي جلبها من البلدان السابقة ستساعدهم في علاجه ، وقد اتفق معهم على أن يتابعوه ويعالجوه وهم في رأيه ممتازون وعلى أيديهم سيتم الشفاء بمشيئة الله وسيتمكن من العودة إلى عمله.

عملية أربع ساعات ونص

وردا على سؤال عن حالته في المستشفيات الأجنبية وكيف كان يقضي وقته أجاب فوزي بأنه كان يخضع لرقابة شديدة يهدأ فيها العلاج عند استقرار حالته، ويؤكد أنه قد غاب عن مصر مؤخراً لمدة عام، ومن المحير في ذلك العام العلاجي أنه قضى ستة أشهر منهم يشاهد الحيرة في أعين الأطباء وعدم قدرتهم على تشخيص مرضه، بعد إجراء الفحوص والتحاليل والأشعات، ولولا أنهم أجروا له عملية جراحية استغرقت أربع ساعات ونصف قاموا فيها بأخذ قطعتين من عظامه لما تمكنوا من تشخيص مرضه المسمى بـ " بايوبسي".

صوت عبد الناصر في لندن

أكد فوزي أن أكثر شيء كان يسعده في غربته العلاجية الجرائد المصرية التي يعيد قرائتها عدة مرات، وأنه كان يتابع الإذاعة المصرية هناك فالبرنامج الموسيقى لم يكن منتظماً لكن خطب الرئيس جمال عبد الناصر كان يسمعها في أوقات بثها مباشرة وبوضوح تام.. فقد كان يشعر بقوة واعتزاز كبير وهو يستمع إلى خطاب الرئيس ، وبحسب تأكيده أن الأجانب كانوا يسألونه: «أنت من عند ناصر؟»، فناصر اقترن اسمه بمصر كزعيم قوي مما جعل الأجانب يقولون "مصر ناصر" .

يتبع...