الأحد 19 مايو 2024

في عيد التضحية والفداء.. تتعانق القيم الروحية مع الثقافات والموروثات الشعبية

الهلال لايت21-8-2018 | 08:30

تتجلى في أعياد المسلمين، أسمى المعاني والقيم الروحية، كالتضحية والفداء والتقوى والزهد والورع.. جنباً إلى جنب مع الثقافات والعادات الاجتماعية والموروثات الشعبية، كتبادل التهاني والأطعمة والمأكولات والهدايا والعيديات، والخروج إلي المتنزهات والحدائق العامة والشواطئ وإقامة الاحتفالات والأفراح.

"اليوم" عيد الأضحى، وهو عيد التضحية والفداء والذي يوافق يوم 10 ذو الحجة من كل عام هجري ، بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج على جبل عرفات، ويطلق المصريون على عيد الأضحى اسم "العيد الكبير" وكذلك "عيد اللحمة".

وترجع تسمية "عيد اللحمة" إلى أن كثيرا من المسلمين يذبحون الأضاحي ويوزعون لحومها على الأقارب والجيران والفقراء ولا يكاد يخلو بيت من اللحمة في العيد حتى وإن لم يتمكنوا من ذبح الأضحية.

ويعتبر هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما رأى في منامه رؤيا أمره الله سبحانه وتعالى فيها بذبح ابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أنزل الله من السماء كبشا فداء لسيدنا إسماعيل، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيتهم، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى.

ومن معاني التقوى يحرص غير الحُجّاج من المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل، فيستدل أهل السُنّة بحديث رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، وأنه لا يجوز للحاج صيامه كون النبي محمد كان مفطرًا حينما وقف في يوم عرفة.

وتبدأ احتفالات عيد الأضحى بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بأداء صلاة العيد في مختلف المساجد والساحات المخصصة لصلاة العيد ويهنئ المسلمون بعضهم البعض بقدوم عيد الأضحى، وسط جو من البهجة و السعادة، وبعد أداء الصلاة ينتشر المسلمون ليقوموا بذبح أضحياتهم، فالأضحيّة هي إحدى شعائر الإسلام، من السنن المؤكدة، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق.

ومن ضمن ثقافات وعادات المصريين في عيد الأضحى، تناول "الفتة" في صباح أول أيام العيد، ويرجع أصل الفتة إلى عهد الفراعنة، فقد كانوا أول من قاموا بعمل طبق الفتة وسميت بهذا الاسم لأنها تطهى من "فتات" الخبز مضافاً إليه الأرز وقطع اللحم، وكانت تقام الولائم في قصور ملوك الفراعنة وتحتل الفتة وسط الموائد حيث اعتبرها ملوك الفراعنة أكلة رفيعة المستوى لاحتوائها على الخبز واللحوم وهما أساس الغذاء الصحيح.

وازدهرت أكلة الفتة بشكل كبير في العصر الفاطمي حيث أضيفت إليها الصلصة لتعطى لها نكهة خاصة، فكان الملوك الفاطميون يذبحون عددا كبيرا من الذبائح في أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالاً بتلك المناسبة.

ومن الموروثات الشعبية أيضا "العيدية"، حيث ينتظر الأطفال العيد ببالغ الصبر للحصول على "العيدية" أولاً، ثم تأتي باقي الاعتبارات التي تعدّ مصدر بهجة بالنسبة لهم، إذ يفضلون دائماً أن تكون من الأوراق النقدية الجديدة، حتى إن بعضهم يتباهي بكمية النقود التي يجمعها.

وثقافة العيدية بدأها الفاطميون خلال فترة حكمهم لمصر، حيث كانوا يوزعون مبالغ نقدية مع كسوة العيد على الفقراء، وكانت الجماهير تذهب يوم العيد إلى قصر السلطان أو الخليفة الذي يلقي لهم الدنانير والدراهم.

ومن التقاليد والثقافات الشعبية خروج الناس في أيام العيد إلى الحدائق والمنتزهات أو حضور حفلات؛ ولذلك أعدت قطاعات وزارة الثقافة برامج فنية وثقافية متنوعة لتحتفل مع جموع المصريين بعيد الأضحى المبارك في مختلف محافظات مصر تضم أكثر من 200 فعالية ثقافية وفنية.

ومن ضمن هذه الفعاليات 170 تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، تتنوع ما بين حفلات للموسيقى العربية وفنون الآلات الشعبية وكورال الأطفال وعروض السينما وذوي القدرات الخاصة؛ حيث تعرض مسرحيات الأطفال "بيقولوا" على قصر ثقافة الجيزة، "مملكة السكر" بالوادي الجديد، "أرنوب يتحدى اشبول" بالسويس" "أرض النور" لذوي القدرات الخاصة بالغردقة "الجميلة والوحش" ببورسعيد.

كما تقام احتفالية كبرى بأسيوط تتضمن موسيقى عربية وفنون شعبية وأغاني وطنية بقصر الثقافة، وعروض إنشاد ديني والآلات شعبية بالقوصية، وكورال أطفال بساحل سليم، وفي المنيا يقدم كورال الأطفال عروضه الفنية بمركز الشباب؛ وفي بورسعيد تقدم فرق أحفاد ولاد الأرض التراثية وبورسعيد للموسيقى العربية عروضهم الفنية بحديقة الأمل، بالإضافة إلى عروض فنية لفرقة بور سعيد للفنون الشعبية بمكتبة مصر العامة، و السويس للفنون الشعبية بمركز شباب بورفؤاد، وشباب البحر بحديقة سعد زغلول.

ويحتفل فرع ثقافة الأقصر بعيد الأضحى بساحة أبو الحجاج بفقرات لفرقة الأقصر للإنشاد الديني، أما في أسوان سيتم تقديم عروض فنية ومسابقات وعروض مسرحية بقصر ثقافة أسوان، كما يقدم كورال أطفال العقاد عروضه بمركز شباب المدينة.

كما تقام مهرجانات الاحتفال بعيد الأضحى بمرسى مطروح والإسكندرية وقنا والبحر الأحمر والقاهرة والجيزة والقليوبية وتتضمن عروض فنون شعبية وموسيقى عربية وعروض الأراجوز وخيال الظل للأطفال، بالإضافة إلى الفعاليات التي ينظمها قطاع شئون الإنتاج الثقافي والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية والبيت الفني للمسرح والتي تتضمن عروضاً للسيرك القومي بالعجوزة ومدينة 15 مايو وعدداً من العروض البارزة في مختلف مسارح الدولة.