أخذن على عاتقهن التحدي والصمود، لم يلتفتن لنظرات المجتمع القاسية، تراهن يقفن وأيديهن خلف ظهورهن، ينتظرن وصول العملاء لتزويد الوقود لهم في السيارات، تملأ وجوههن البسمة والأمل.. إنهن فتيات يعملن في محطة بنزين« total» بالمعادي.

  «الهلال اليوم» التقت هؤلاء الفتيات، وعايشت معهن التجربة التي تعد هي الأولى من نوعها بمحطات الوقود في مصر.

«نفسي أبقى مديرة محطة البنزين».. بهذه الكلمات، التي تعبر عن حجم التحدي والصمود، بدأت روان محمد، التي تعمل في محطة وقود« total» بالمعادي، حديثها، قائلة: «في بداية الأمر علمت من إحدى صديقاتي أن هناك فرصة للعمل في المحطة، وقمت بعمل مقابلتين مع المدير، وتم قبولى، وتدربت لمدة 10 أيام، وبعد ذلك تسلمت العمل، الذي كان في البداية  صعبا، بسبب ثقل "المسدس" الخاص بتموين السيارات، لكن بعد ذلك تعودت على حمله».

وأضافت « عندي حماس للعمل، لأنها مهنة شاقة، وتتطلب قدرة على التحمل، ولدي طموح أن أصبح مديرة للمحطة».

وأكدت أسرار محمد ، أن البنت مثل الولد، ليس هناك فرق، مشيرة إلى أنها تحب المغامرة، خاصة أن أسرتها كانت في بداية الأمر معترضة، بسبب صعوبة العمل، ولكن مع الإصرار، بأنه عمل لفترة قصيرة 5 ساعات فقط، يبدأ من الساعة العاشرة صباحًا وينتهي في الخامسة مساءً، وافقوا على عملي".

وتابعت: العملاء معاملتهم ممتازة معنا، وهناك شخص انحنى تقديرًا لنا، وإعجابًا، وأكثرهم سعداء بالخدمة المقدمة، باستثناء عميل واحد فقط  قال لي "أنتوا هتاخدوا شغل الرجالة في كل حاجة حتى محطات البنزين".

وأشارت أميرة خليل، إلى أنها تقوم بملء السيارات وبيع المنتجات في كافتيريا المحطة فقط، ولا تقوم بمسح السيارات أو غسلها فهذا شغل الشباب، منوهه إلى أن هناك عملاء يأتون خصيصاً لهم.

وتساءلت دعاء محمد، إحدى العاملات، على أن دول كثيرة قامت بنفس التجربة: لماذا لا نصبح مثلهم؟

محمد إبراهيم، مدير المحطة، قال: «البنات أفضل من الشباب في العمل، لأنهن ملتزمات أكثر بالمواعيد، ولا يأخذن أوقات راحة للتدخين، ونحن نتيح الفرص للشباب من الجنسين، وتم تدريبهن على إجراءات السلامة والوقاية كإطفاء الحريق، ونقوم بالتأمين علي جميع العاملين بالمحطة، وهناك نية لتعميمها في باقي المحطات، وسيأخذن فرصهن في الترقية، وسنحقق طموحهن».