الخميس 30 مايو 2024

أمى

22-3-2017 | 11:48

بقلم – صلاح البيلى

طعامها غذاء ودواء.. والنظر فى وجهها عبادة. هى فاكهة الصيف والشتاء.. ونسمة باردة فى عز حر الصيف.. وأمن وأمان وسلام. تسهر الليل إذا مرضت والوحيدة على الأرض التى تتمنى لك الشفاء وأن تمرض هى وتشفى أنت. لا تخجل أمامها من عجزك، تبث فيك الأمل، وتبعث فيك الرجاء. وتشد من أزرك. وتتمنى أن تضع الدنيا كلها بين يديك. هذه أمى وأمك وهى الوحيدة التى تقف على استعداد لتضحى من أجلها بكل شىء. تقبل رأسها ويدها فتزداد قوة وأمانًا. تدعو لك فتطير من الفرحة وأنت تعلم أن مفتاح الجنة تحت أقدامها وبرضاها. تعطى بلا حدود. تعطى روحها قبل طعامها ولا تنتظر منك شيئا. دائما ما تجد المبررات لتقصيرك وتقدم الأعذار لنفسها ولغيرها. إذا جئتها بقليل كان كثيرًا عندها وإذا لم تأتها بشىء لم تغضب عليك. دائما أنت فى عينيها طفل وإن كهلت. وأنت معذور ولو كنت تمتلك جزيرة فى عرض البحر.

•بفضل الله صحبت أمى فى رحلة الحج هذا العام وكنت أدفع الكرسى المتحرك بها فى الطواف والسعى وكانت تشفق على من التعب ولكنى كنت فى قمة السعادة. وهل بعد أن تصحب أمك فى رحلة الحج من سعادة. وهى رحلة العمر عند أمهاتنا العجائز وآبائنا يعدون السنوات لهذه الرحلة المقدسة ولو مرة فى العمر.

•نحن أبناء أمهاتنا لا آبائنا. لأننا رضعنا من لبن الأم كل معانى الرحمة والوفاء والانتماء والإخلاص وكل خلق حسن. الأب يضع بذرته ويجرى ولكن الأم هى البيت والتربية والسهر عند المرض والقلق الدائم عليك والرحمة متجسدة فى صورة إنسان. لذلك لم يكن غريبًا أن يردف القرآن الكريم الشرك بالله وهو أكبر الكبائر بعقوق الوالدين. وأن يوصى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فيقول «أمك ثم أمك ثم أمك».

•أمى برابطة الدم والحبل السرى هى الحاجة زينب عبد الصمد الإمام حسن زيد من أشراف «أولاد صقر بالشرقية» وأمى برابطة الأرض والجذور والحضن الأكبر هى مصر موطن آبائى ومرتع صباى وشبابى ومثوى عظامى. أمى بالدم تجاوزت الخامسة والسبعين ولا تزال لى بنك المحبة ومدد الروح وأمى بالأرض مصر ضاربة الجذور معلمة الدنيا الدين والعلوم والزراعة والكتابة وكل شىء، هى فجر الضمير الإنسانى. يارب احفظ أمى بالدم وأمى بالأرض مصر ونجها من شرور الإرهاب الأسود. ومن مكائد أهل الشر والخيانة. واحفظ عليها جيشها خير أجناد الأرض. واحفظ نيلها وبوئها أعلى المراتب العصرية. تنبهوا.. المتغيرات تحاصرنا بسرعة فلا تنسوا أمكم بالدم وأمكم بالأرض مصر. لا تنسوا فضلها وحقها ومن أراد أن يعرف قدر مصر فليقرأ ماذا كتب المؤرخون وهم يذوبون عشقًا فيها. من ابن عبدالحكم صاحب «فتوح مصر» إلى المقريزى وابن إياس والجبرتى وعلى مبارك. حفظ الله الوطن مصر الأم الكبرى وحفظ أم كل منا ورحم الله كل أم رحلت.