الجمعة 17 مايو 2024

فى أعمال ٦٠ فنانا بمركز الهناجر للفنون.. نساء يحلقن بأجنحة متكسرة

22-3-2017 | 12:22

 

 

تقرير: شيرين صبحى

عدسة: إبراهيم بشير

في إحدى شرفات المنازل القديمة، تجلس امرأة حسناء، يحيطها تراث معماري عتيق، تتطلع إلى أفق غير منظور، وكأنها تأمل في وصال حبيب طال انتظاره، بينما هناك وسط المراعي والأتربة طفلة جميلة تحمل طفلا أصغر سنا، في زحام المدينة نسوة يحملن على أكتفاهن سنوات طويلة من الشقاء والكفاح، يجلسن أمام قفة صغيرة لبيع الحلوى أو عدة كيلوهات من ثمار الليمون، وفي مواسم الزرع والحصاد فلاحات تنحني ظهورهن تحت أشعة الشمس الملتهبة.

بدءا من نساء الفراعنة بجمالهن الأخاذ، ومرورا بنساء من البيئة الشعبية التقليدية وطابعهن المميز، وصولا إلى المرأة المعاصرة وصراعاتها المختلفة.. أحوال متعددة عاشتها المرأة المصرية عبر العصور وبمختلف الطبقات والثقافات يقدمها معرض “نساء من مصر”، الذي تنظمه الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات.

في المعرض الذي يحتضنه مركز الهناجر للفنون، يشارك ٦٠ فنانا من الحاصلين على منح التفرغ فى مجالات الفنون التشكيلية، بأعمال تتناول أحوال المرأة، التي تعتبر مصدرا لإلهام المبدعين فى جميع مجالات واتجاهات الفنون التشكيلية، من تصوير، نحت، جرافيك، طباعة منسوجات، وأشغال يدوية.

المرأة في الملاءة اللف التي اختفت من عصرنا؛ تعود في لوحة بديعة بريشة الفنانة هدى عبد المنعم لتصور امرأتين جميلتين في ملابس أنيقة تختفيان أسفل تلك الملاءات التي تبرز مفاتنهن، أما المرأة في لوحة ولاء متولي فتحضر على شكل فستان معلق على إحدى الشماعات، تعبيرا عن اهتمام المرأة بالأزياء التي تمثل جزءا من أناقتها.

تلك الطفلة المشاغبة الجالسة فوق ساقي والدتها هي رمز المرأة المصرية في لوحة فتحي علي محمد، أما المرأة في لوحات أميرة عبد الوهاب فتمتلك روحا شفيفة، تغمض عينيها وترفع يديها في دعاء موصول إلى السماء في لوحة غنية بالزخارف الإسلامية،

وتعود إيناس الهندي إلى بلاد الذهب لتستدعي روح وطيبة المرأة النوبية بملابسها زاهية الألوان ونقوشها الدقيقة فوق يديها وعلى الدف الذي تحمله وكأنها تنشد أغنية النيل الذي يطل بزرقته الصافية.

هل كتب على المرأة المصرية الشقاء؟.. ربما هذا ما توحي به لوحة الفنان محمد فؤاد الشاذلي حيث تطالعنا امرأتان، إحداهما تستلقي في وضع السجود وذراعاها ممدودتان للأمام تعبا وإرهاقا، بينما تستند الأخرى إلى الحائط وقد بلغ منها التعب مبلغه من الأعمال المنزلية التي لا تنتهي.

نساء المعرض لم يخرجن من حكايات ألف ليلة وليلة، لسنا أمام نساء تم نسجهن من الحلم يحلقن بأجنحة سرمدية، بل نساء كادحات أرهقهن الكد والكفاح، تمتد سواعدهن بالمساعدة كتفا بكتف مع أشقائهن الرجال.

لكن للحلم والحب دائما مكانا، اللذين تجسدا في العديد من المنحوتات الخلاقة، فهذه قطعة برونز على شكل امرأة ترفع يدها وتنادي بالحرية والسلام، وعلى أنغام موسيقى متخيلة يجمع الفنان جاسر محمود المرأة والرجل في رقصة بديعة تؤكد أن القرب نعيم الروح.