تقرير: محمود أيوب
عدسة: سامح كامل
أمهات ضحين من أجل أبنائهن ليعلين من شأنهم، لم يفكرن فى أنفسهن بقدر الاهتمام بأولادهن فكبرن وراعين وعلمن واحتضن.. فهن يستحقن أن ينلن لقب الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية.. بل يستحقن أن يُسطرن أسماءهن فى كتب التاريخ، فهن نماذج مشرفة للأمهات المصريات التى تعُلن أطفالهن الأيتام بعد وفاة الأب، أو يساندن أزوجهن عند مرضهم، وهى أيضاً الأم المصرية التى جمعت بين النجاح فى الحياة العملية والاجتماعية، وأداء دورها المنوط تجاه أسرتها دون التخلى عن دورها تجاه المجتمع.
المصور حاورت عددًا من الأمهات اللاتى فزن بلقب الأم المثالية من مختلف المحافظات المصرية، بالإضافة إلى الحاصلات على ألقاب «أفضل أم بديلة» و»الأم المثالية لذوى الاحتياجات الخاصة» و»الأمهات المثاليات لشهداء القوات المسلحة والشرطة» قبل أن يكرمهن الرئيس عبدالفتاج السيسى.
الأم منى يوسف على ندا، التى تقيم بمركز فوه محافظة كفر الشيخ، والتى فازت بلقب الأم المعيلة على مستوى الجمهورية قالت: «سعيدة باختيارى الأم المثالية على جمهورية مصر العربية وأتوجه بالشكر والعرفان إلى دار التضامن الاجتماعى، لأنها هى من رشحتنى وقدمت أوراقى».
منى أضافت بالقول: «رحلة طويلة من الكفاح والنضال على مدار الأعوام السابقة من أجل تربية أبنائى والاهتمام بتعليمهم، فأنا لدىّ ثلاثة أبناء فى أعمار مختلفة الابن الأكبر هو أحمد، بكالوريوس هندسة جامعة الإسكندرية، والثانى عبدالله تربية رياضية جامعة كفر الشيخ، والثالثة إيمان كلية آداب جامعة كفر الشيخ.
بعد أن أخذت نفسا عميقا رددت: «صعوبات كثيرة فى حياتى أهمها هى وفاة زوجى منذ حوالى ٩ سنوات وعدم وجود أى مصدر للدخل أو الإنفاق، فاتجهت للتضامن الاجتماعى وتم عمل معاش لي، ومن خلاله استطعت تربية أولادى، بالإضافة إلى عملى فى مهنة الخياطة، وأتوجة إلية بكل الاحترام والتقدير وأقول له ربنا يعينك ويوفقك».
أما عن الأم فتوح محمد شحاتة، التى تم اختيارها من محافظة المنوفية، قالت: «فرحة لا يمكن وصفها بعد معرفتى باختيارى الأم المثالية، هذه الفرحة أنستنى كل التعب والحزن، مرددة: «كان تقديم الأوراق من خلال أحد أقاربى، ولدىّ ثلاث بنات، وثلاثة أولاد معاقين وزوجى أحد شهداء القوات المسلحة، تلك المؤسسة الوطنية العظيمة، حيث قمت بتربيتهم أحسن تربية على الرغم من تقدمى فى السن، مضيفةً: «ابنتى زهرة فى كلية تربية قسم لغة عربية والثانية فى معهد تجارى فى قويسنا والأخيرة فى الصف الثالث التجارى».
نعمة سيد يوسف، محافظة أسيوط. قالت: «أشكر كل شخص تقدم لى بالتهنئة بعد حصولى على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة أسيوط واخصّ بالشكر صديقة أختى لأنها هى السبب فى تقديم أوراقى، وكانت مفاجئة كبيرة بالنسبة لى.
نعمة أضافت بالقول: لدىّ خمسة أبناء، الأول أحمد وهو حاصل على بكالوريوس تجارة، والثانية أمانى دكتورة فى جامعة أسيوط ، والثالثة أميمة كلية آداب، والرابع إسلام حاصل على كلية تجارة، والخامس إبراهيم ضابط بالقوات المسلحة، مضيفةً «حياتى كانت مريرة بالنسبة لى وخصوصاً مع افتقاد الزوج وصغر سن الأبناء، وعلى الرغم من ذلك لم أستسلم وكفاحت وقمت بتربية أبنائى على مستوى عال من التعليم والأخلاق».
«أهم شىء أننى حرصت على تعليم أولادى» هكذا بدأت الأم زينب الدمرداش، من محافظة الشرقية حديثها، مضيفةً: «الأول دكتور فى جامعة الزقازيق والثانى مهندس، لم أبخل بأى شىء عنهما وكان همى الأول والأخير سعادة أولادى فكل أم لا يهما سوا سعادة اولادها».
زينب قالت: «كنت فى منتهى السعادة والسرور عند اختيارى للأم المثالية وأحسست وقتها أن الله عوضنى عن أيام التعب والشقاء، وكل الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على ما يقدمه للأم المصرية».
أما الأم مريم محمد سليمان، من محافظة شمال سيناء، قالت: «أشكر الله على هذا التكريم وعلى اختيارى الأم المثالية فى محافظة شمال سيناء، وأشكر ابنى المهندس أحمد الذى قدم أوراقى».
مريم أردفت حديثها قائلةً: «لدىّ أربعة أولاد الدكتور محمد، والمهندس أحمد والمهندس عبدالرحمن والدكتورة سميرة، أربعون عاماً عملا وتعبا بدون راحة، وأقول للرئيس أنت الرجل المناسب فى المكان المناسب».
الأم سميه أمين محمد حسن، قالت: «إنها تعمل ناظر مدرسة بالمعاش حاليا، ومقيمة بمحافظة جنوب سيناء، وأنها متزوجة، ولديها ابن حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية، وآخر بكالوريوس تجارة، وابنه حاصلة على ليسانس دراسات إسلامية ودبلومة فى التأهيل التربوي».
سمية قالت: «كافحت أنا وزجى رغم الدخل البسيط، وأكملت دراستى وحصلت على دبلوم معلمين ومعلمات، وكنت أسكن أنا وزوجى فى شقة مشتركة مع أسرة أخرى، مضيفة: «سعيدة جداً باختيارى الأم المثالية فهو لقب بالنسب لى شىء كبير وسأظل أذكره طوال حياتي».
أما عن الأم منسى محمد الصواف، المقيمة بمحافظة بورسعيد، وهى ربة منزل، ولديها ابن حاصل على بكالوريوس تجارة، وآخر حاصل على بكالوريوس هندسة، والثالث حاصل على ابتدائية نظرا لظروفه الصحية وقدراته العقلية.
منسى قالت: «تزوجت من موظف بسيط ولدى ثلاثة أبناء ولدوا بمرض وراثى (ضمور العضلات) ورغم كل هذا وفرت الرعاية الكاملة لهم، وحرصت على تعليمهم على الرغم من ظروفى الصحية وحصولهم على مؤهلات عليا، مضيفةً: «لم اتوقع أن أحصل على لقب الأم المثالية فى يوم من الأيام».
من بورسعيد إلى الصعيد وتحديداً محافظة الأقصر، الأم ميرفت أخنوخ بيلاطس دانيال، فهى أرملة منذ ١٩ عامًا، ولديها ابن حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق (متوفى) وآخر حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، والثالث بكالوريوس طب بيطرى.
تعمل «ميرفت» صيدلانية حرة، توفى زوجها بمرض الفشل الكلوى تارك لها ثلاثة أبناء ومعاش بسيط وديون متراكمة، توفى الابن الأكبر أثر حادث مرورى وهو شاب يبلغ من العمر ٢٦ عامًا، حرصت الأم على تعليم أبنائها وحصلوا على مؤهلات عليا.
ومن سوهاج الأم نادية سليمان أحمد علي، فهى أرملة منذ ١٧ عامًا، لديها الابن الأكبر حاصل على ليسانس حقوق، والابنة ليسانس آداب إنجليزي، والابن الثالث طالب بكالوريوس صيدلة إكلينيكية، تعمل مدير عام بالضرائب «بالمعاش»، قامت الأم باستكم ال دراستها بعد الزواج وحصلت على ليسانس الحقوق.
نادية قالت بنبرة حزينة: «توفى الزوج على أثر أصابتة بالسكته الدماغية، والأبناء ما زالوا بمراحل التعليم والابن الأصغر أربع سنوات، وكرست حياتى لرعاية وتعليم الأبناء حتى تخرج الابن والابنة و الابن الأصغر حصل على الدبلومة الأمريكية بتفوق والآن ببكالريوس الصيدلة».
ومن أقصى الصعيد إلى الشمال محافظة الإسكندرية الأم عطيات السيد أحمد عميره الساعي، أرملة منذ ١٦ عامًا، ولديها ابنة حاصلة على بكالوريوس زراعة، والأخرى بكالوريوس هندسة، والثالثة حاصلة على ليسانس آداب لغة عربية. عطيات قالت: أنا ربة منزل ومصدر رزقى الوحيد معاش زوجي، لكن رغم ذلك قمت بتعليم بناتى إلى أن حصلوا على مؤهلات جامعية وتزوجوا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
ومن كفر الشيخ فِتيحة كامل حسين اللواتي، أرملة منذ ٢٢ عامًا، ولديها ثلاثة أبناء، الأول حاصل على ليسانس آداب وتربية لغة إنجليزية، بالإضافة إلى إتمام الدراسة العسكرية بالكلية الحربية، وابنة حاصلة على بكالوريوس تربية ودبلومه فى التربية الخاصة، والابن الثالث بكالوريوس العلوم العسكرية.
تقول فتحية: «كنت أعمل على تفصيل الملابس، تزوجت من مدرس بسيط وتوفى نتيجة لتعرضه لأزمة قلبية وترك لى ثلاثة أبناء، واستطعت من خلال عملى بالخياطة ومعاش الزوج البسيط توفير الرعاية الكاملة لأبنائى، واهتممت أكثر بتعليهم حتى حصلوا على مؤهلات عليا وتزوجوا، لكن كل هذا التعب والشقاء لم يضع وكرمتنى الدولة وأعطتنى لقب الأم المثالية.. فشكرا لها.
أم فادية سليم عثمان سليم، من محافظة أسوان قالت: «أنا أرملة منذ ٧ سنوات، ولدى أربعة أبناء، الأولى حاصلة على بكالوريوس علوم وتربية، والثانية على دبلوم متوسط خدمة اجتماعية، والثالثة على بكالوريوس خدمة اجتماعية «متوفاة»، والرابعة حاصلة على بكالوريوس تجارة.
فادية أضافت: «ليس لدى عمل ومصدر رزقى الوحيد هو معاش زوجى، أصيبت الابنة الكبرى والصغرى بمرض سرطان الثدى وتم استئصاله، لكن الحمد لله أكرمنى الله عز وجل برعايتهن، ومرضت الابنة الثالثة بمرض نادر أدّى إلى تدهور حالتها وتوفيت عام ٢٠١١ وتركت طفلا عمره ٩ سنوات وعملت على تربيته، أما الابنة الثانية فهى تعانى من مرض سرطان الكبد وهى الآن حالتها خطيرة وأقوم أنا أيضاً برعايتها، فأنا أعانى من الضغط وعملت قسطرة فى القلب إلا أنى مازالت أقوم على رعاية بناتى وأحفادي.
ومن بنى سويف الأم عائشة صادق عبدالجواد أيوب، أرملة منذ ٢٨ عامًا، ابنها الأكبر حاصل على دكتوراه الفلسفة فى التربية، والثانى ليسانس الحقوق، والثالث حاصل على بكالوريوس فى العلوم الطبية البيطرية.
عائشة قالت: «مصدر دخلى الوحيد هو تربية الدواجن والماعز، توفى زوجى بسبب الفشل الكبدى بجانب كف البصر، وترك لى الأبناء وأصغرهم لم يلتحق بالتعليم، لكن الحمد لله استطعت أن أقوم على تعليمهم واستطاعوا بفضل الله أن يحصلوا على مؤهلات عليا وتزوجوا».