قال المؤرخ البريطاني، وزميل معهد هوفر بجامعة ستانفورد، نيال فرجسون، إن الساحة السياسية الأمريكية كانت ستمسي أكثر جنونا لو أن هيلاري كلينتون فازت بانتخابات 2016.
ورجح فرجسون، في مقال نشرته صحيفة (بوسطن جلوب)، أنه لو كان الـ 39 ألف ناخب في ولايات ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن قرروا بعد تفكيرٍ أن يدلوا بأصواتهم لصالح كليتون بدلا من ترامب، لكانت إجراءات العزل الرئاسي بدأت قبل عام ونصف من الآن.
ورأى فرجسون أن تغريدات الرئيس ترامب يوم الجمعة الماضي، والتي سرد فيها قائمة من الاتهامات السياسية ضد كلينتون، كانت سترقى بدعم من الجمهوريين إلى مرتبة الجرائم العظمى لو أنها كانت قد فازت بالانتخابات.
وكان ترامب حث المدعي العام جيف سيشنز، على النظر في كافة اتهامات الفساد الموجهة ضد كلينتون، بما في ذلك رسائل البريد الإلكترونية المحذوفة وما وصفه ترامب بأكاذيب مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، والتسريبات وصراعات المحقق الخاص روبرت مولر، وغير ذلك.
ورأى فرجسون أن أحدا لا يمكنه الجزم بأن الفعل المتهم به الرئيس ترامب من جانب نائبه العام السابق، الأسبوع الماضي، يرقى لجريمة عظمى، لكن ما حدث على أية حال هو سلوك غير مقبول من جانب رئيس الولايات المتحدة.
وأكد أنه مهما كانت الاتهامات الموجهة ضد الرئيس ترامب، فإن القرار الخاص بعزله من عدمه يقع في مضمار السياسة أكثر منه في مضمار القانون، وأن الأمر يتوقف على ما إذا كان النواب الديمقراطيون سيستردون مجلس النواب في نوفمبر المقبل أم لا، وعلى ما إذا كان قائد الديمقراطيين في الكونجرس سيقرر المضيّ قدما في خطوات العزل أم لا.
ورجح فرجسون أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيدا من الأفعال المتهورة من جانب الرئيس ترامب والتي من شانها أن تزيد موقفه سوءا.
ونبه الكاتب في هذا الصدد إلى أهمية موقف الناخبين الجمهوريين من ترامب، وهل سيتمسكون باختيارهم له بغض النظر عما ستكشفه التحقيقات بشأن سلوكه وشخصيته، أم سيتخلون عنه حال تعرضه للعزل؟
وأكد أنه لو كانت هيلاري فازت بالانتخابات، لكان "تلفزيون ترامب" الآن يتبارى مع شبكة (فوكس نيوز) لإقناع الجماهير بأن كل هؤلاء الأفراد إنما هم جزء من "مؤامرة دولة عميقة" لقلب نتيجة الانتخابات ضد المرشح الجمهوري، وليس من شكٍ في أن النواب الجمهوريين كانوا سيبدأون إجراءات العزل ضد كلينتون غداة إلقائها خطاب التنصيب.