في
الوقت الذي تزايدت فيه ديون السكة الحديد؛ حتى باتت تصعب على الحصر؛ فقد بلغت 53
مليار جنيه، ومن المتوقع أن تصل إلى 60 مليار جنيه في العام المالي الجاري، ومع
استمرار نزيف الخسائر الذي يقارب المليار جنيه سنويًا، لم نجد في المقابل المهندس
أشرف رسلان رئيس الهيئة يفتش في دفاتره القديمة؛ بالقضاء على التسيب والإهمال، وحسن
استغلال أصول الهيئة؛ لتعظيم مواردها، لإنجاح خطة تطوير وتحديث البنية الأساسية؛ بل
على العكس؛ وجدنا إهدارًا صارخًا لأصول الهيئة، وبنيتها التحتية وأراضيها.
فيما
يقف خط "بني سويف - اللاهون" شاهدًا على عصر الإهمال وإهدار ملايين
الجنيهات التي تتمثل في قيمة القضبان الملقاة بإهمال شديد قيد السرقة منذ أعوام
طوال، والأراضي المملوكة للسكة الحديد تم التعدي عليها في غيبة المسئولين؛ بعدما
ملّ الأهالي على جانبي الخط من تقديم الشكاوى لمسئولين "ودنهم من طين والآخرى
من عجين"
وطالب
أهالي الفيوم رئيس هيئة السكة الحديد، بإزاله التعديات، وإعادة تجديد الخط، وامتداده من اللاهون إلى الفيوم،
بطول حوالي 20 كم؛ وذلك لربط الفيوم ببنى سويف، وباقي محافظات الصعيد.
وأوضح
أهالي "بني بخيت" لـ"الهلال اليوم" أنه تم سرقة معظم قضبان، ومهمات
الخط من قبل اللصوص؛ بعد إهماله وإلغائه من قبل الهيئة، وترك القبضبان، والأصول
غنيمة باردة للصوص.
وأكدت
مصادر بالسكة الحديد لـ"الهلال اليوم" على عدم تغير أي شيء في سياسة
السكة الحديد، مع تولي المهندس أشرف رسلان رئاسة الهيئة،
الذي يدير الهيئة بفكر يعود إلى خمسينيات القرن الماضي بحسب وصف المصادر لافتين إلى أن الهيئة
تمتلك من الخردة، والأصول، والأرضي ما يكفي لسد عجزها، وتطويرها، إذا توفرت إرادة
حقيقة لتجفيف منابع الفساد، لكن ينقصها فكر حديث في الإدارة، ورؤية مختلفة في إدارة
أصولها ومشروعاتها، لافتين
إلى أن ثمن القضبان الملقاة على مستوى الجمهورية تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات.