الخميس 23 مايو 2024

دلائل وبراهين تدعم قرار النيابة العامة بإحالة قاتل طفليه للمحاكمة العاجلة.. قطع «رأس الفتنة» بميت سلسيل.. فيديوهات واعترافات جديدة تدعم سير التحقيقات.. ومنصات الإخوان تتاجر بالقضية

تحقيقات3-9-2018 | 17:31

لم تمض سويعات على بيان النائب العام المستشار نبيل صادق، بإحالة محمود نظمي محمد السيد، المتهم بقتل نجليه في الدقهلية، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، إلا وظهر فيديو يقر فيه الجاني بارتكاب جريمته للمرة الثانية كاشفا تفاصيل جديدة تتعلق في طريقة التخلص من أبناءه، فضلا عن تداول فيديو آخر يرصد دخول الأب القاتل إلى محطة بنزين بمنطقة فارسكور بمحافظة دمياط بالقرب من موقع الجريمة ومعه طفليه "محمد وريان".


دلال وشواهد كثيرة ظهرت مؤخرا أثبتت ارتكاب الوالد لجريمته، فضلا عن اعترافه الصريح بالتخلص من أبناءه، بما يقطع الشق باليقين ويحبط مخططات المتآمرين والمتاجرين بالقضية، بعد أن احتشد عدد من المواطنين في قرية ميت سلسيل الأسبوع الماضي تعاطفا مع القاتل في مشهد غريب ومريب يشعر بظهور رأس الفتنة والمؤامرة ومحاولة الزج بالواقعة في الساحة السياسية واستغلالها ضد الوطن، ولكن سرعان ما انجلت الحقائق وسقط الأقنعة التي برزت حقيقتها بعد تبني قنوات الجماعة الإرهابية براءة القاتل وبدأت في توشيه الحقائق.


بيان النائب العام الذي جاء حاسما وقاطعا مدعما بالأدلة والبراهين، وذكر البيان الصادر عن مكتب النائب العام، أمس، أن النيابة العامة وجهت لـ"محمود نظمي" تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لنجليه "ريان ومحمد"، فضلًا عن اتهامه بتعاطي المخدرات.


وتلقت النيابة العامة بلاغًا من المتهم في 21 أغسطس الماضي يفيد اختفاء نجليه أثناء اصطحابهما إلى الملاهي الكائنة بمركز ميت سلسيل محافظة الدقهلية، ثم تم العثور على جثتيهما طافيتين على الماء بفرع نهر النيل بمدينة فارسكور محافظة دمياط في اليوم التالي للبلاغ.


وكشفت تحقيقات النيابة العامة عدم صحة ما سبق وأن أدله به المتهم من اختفاء نجليه، إذ اعترف خلال التحقيقات بإرتكابه واقعة قتل نجليه بأن قام باصطحابهما وإلقائهما تباعًا في نهر النيل من أعلى كوبري فارسكور، وعلل ذلك لإصابته بإكتئاب حاد، ولتعاطيه المواد المخدرة، ورغبة منه في تخليصهما من مساوئ الحياة، وما قد يلحقهما من عار بسبب سوء سلوكه وتبديده لثروته واختمر في ذهنه فكرة قتلهما قبل الواقعة بـ 10 أيام حتى وافته الفرصة لتنفيذ جريمته.


المتهم دون أي ضغوط اعترف في فيديو جديد، بثته وزارة الداخلية وتناولته وسائل الإعلام يوضح فيه جدية التخلص من أبناء أسباب إقدامه على ذلك، وقال أمام جهات التحقيق، إنه عانى من أزمة نفسية خلال الأسبوع الماضي وقرر التخلص من الطفلين، بغرض إبعادهم عن الحياة ومشاكلها.


وأكد المتهم، في الفيديو، إنه تخلص من أبناءه ليحميهم من مشاكل الدنيا وصعوبة الحياة، ورأى أنه بقتلهم سيرحمهم، وأنهم لو توفوا وهم صغارًا سيدخلون الجنة دون حساب.


المتهم بين في الفيديو طريقة تخلصه من أبناءه وكيف خد الجميع، قائلا إنه اصطحب الأطفال يوم الواقعة إلى منطقة تسمي "العيد"، واشترى لهم اللعب "مسدسات" و"بلالين"، ثم توجه بهم إلى منطقة البحر، وبعدها اصطحبهم في سيارته إلى طريق "فارسكور" بمحافظة دمياط.


وبرر المتهم جريمته التي تخلص فيها من أطفاله غرقا في مياه النيل، إن قتلهم بأي طريقة أخرى كانت ستؤذيه نفسيًا، وقال إنه رفع ابنه الصغير "ريان" لأعلى، وقال له "روح الجنة" وألقاه، ثم ألقى الثاني "محمد"، دون أي مقاومة من الأطفال بل كانا في حالة استسلام كامل، على حد قوله.


وأضاف بيان النيابة العامة:"تأكدت صحة ما اعترف به المتهم بتحقيقات النيابة العامة من خلال ما ظهر بمقاطع الفيديو المصورة من كاميرات متعددة مثبتة على طول الطريق من بلدة المتهم "ميت سلسيل" حتى مدينة فارسكور مكان ارتكاب الجريمة في توقيتات تتفق وتاريخ الواقعة، كما قرر بعض الشهود رؤيتهم للمتهم صحبة نجليه المجني عليهما في أماكن متفرقة تقع كلها في الطريق من ميت سلسيل إلى فارسكور، فضلًا عما توصلت إليه التحقيقات من رصد المحادثات التليفونية التي قام بها المتهم من خلال هاتفه المحمول، والتي أشارت إلى تواجده بالنطاق الجغرافي لمدينة فارسكور (مكان ارتكاب الواقعة).


وأكد تقرير الصفة التشريحية وفاة الطفلين نتيجة اسفكسيا الغرق، كما اثبت تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي تناول المتهم لمادتي الحشيش والترامادول المخدرتين.