الأحد 16 يونيو 2024

«خارجية النواب»: وقف تمويل الأونروا إعلان عن انتهاء دور واشنطن في رعاية «السلام»

3-9-2018 | 17:33

اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب طارق رضوان موقف الولايات المتحدة الأمريكية وعدم تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اعلاناً عن انتهاء دورها كراعي لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي بدأت عام 1991 بعقد مؤتمر مدريد للسلام، والذي تبعه صدور إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي عام 1993. 

وقال رضوان - في تصريح صحفي اليوم الاثنين - إن هناك تفاوتا في اهتمام الإدارات الأمريكية بالقضية الفلسطينية وتسوية النزاع في الشرق الأوسط، الا أنها تحيزت بشكل واضح للجانب الإسرائيلي طوال عقود مضت رغم عدم تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، ومنذ تولي الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بدأ هذا الأمل يخفت ويتلاشى بشأن عملية السلام.

وذكر أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد اختارت هذا الطريق وتنازلت بمحض إرادتها عن دور الوسيط والراعي لعملية السلام، فإن على الدول الكبرى أن تسارع لسد الفراغ المالي والسياسي الذي ستحدثه السياسات الأمريكية قبل أن تتأزم الأوضاع الإنسانية بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والتي سيعقبها بالطبع أزمات وتوترات لا يحمد عقباها.

ورأي أنه من حسن الطالع إعلان الحكومة الألمانية قيامها بزيادة مساهماتها المالية للأنروا قبيل صدور القرار الأمريكي، ولكن مساهمة الولايات المتحدة بــ 30% من موارد الوكالة يتطلب تكاتف الجهود لاسيما الأوروبية لدعم الاونوروا، لاسيما ونحن على أبواب بدء عام دراسي جديد، فهناك ألاف الأطفال اللاجئين ينتظرون قيام المجتمع الدولي بدوره حتى يتمكنوا من الحصول على حقهم في التعليم، وحتى لا يصبحوا بعد سنوات قلائل فريسة سهلة للجماعات الإرهابية، وعناصر متطرفة تهدد السلم والأمن العالمي.

وأضاف : أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس كان محاولة واضحة لوءد القضية الفلسطينية، وتأكدت النوايا الأمريكية بإعلان الولايات المتحدة وقف تمويلها للاونوروا، الوكالة التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل تخفيض معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتوفير فرص عمل لهم، واستطاعت منذ بدء عملها عام 1950 تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والخدمات التعليمية الضرورية لأربعة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين.

وتابع : إن الأونروا ترعي ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني، وتعمل جاهده على إبقائهم على قيد الحياة، وتوفير الحد الأدنى من التعليم والرعاية الصحية، ولم تنخرط يوماً في تمويل عمليات قتالية، ولم يكن لها موقف سياسي داعم لأحد طرفي النزاع.

ولفت إلى أن مدارس الأونروا المقامة بمخيمات اللاجئين تقف شاهدة على دور الوكالة ، وتدحض كل ادعاء أمريكي بضعف سياستها، أو عدم قابليتها للإصلاح كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية.

وأشار إلى أن الجهود البارزة والمشكورة للاونروا تفضح النوايا الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال خنق المجتمعات الفلسطينية، وحرمان الفلسطينيين من أبسط الحقوق الإنسانية - التعليم الأساسي والرعاية الصحية الأساسية – وذلك حتي يتنازل الفلسطينيون على هويتهم، وينتهي حل الدولتين، ويذوب الفلسطينيون داخل الدولة الصهيونية العنصرية، يبرهن على ذلك تزامن هذا القرار الأمريكي مع قرار أخر اتخذته الإدارة الأمريكية منذ أيام بوقف تمويل مشاريع مخصصة للفلسطينيين تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ويخصص لها سنوياً أكثر من 200 مليون دولار.

ونبه إلى أن الولايات المتحدة تعاقب الفلسطينيين على رفضهم قرار نقل سفارة واشنطن الى القدس التي ينص إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي على تحديد وضعها من خلال مفاوضات التسوية النهائية، وتنحاز إلى الجانب الإسرائيلي على نحو غير مسبوق، وفوق كل ذلك تؤجج التوتر في المنطقة.