غادر الناس بين ليلة وضحاها منازلهم في مدينة مزدهرة احتضنتها جزيرة في المحيط الهادئ، فما سر تلك المدينة وهجرة السكان منها؟
كانت جزيرة غونكانجيما في يوم ما صخرة كبيرة في المحيط الهادئ، لجأ إليها صيادو الأسماك في الظروف الجوية السيئة. ولكن، بعد اكتشاف طبقات الفحم الحجري تغير كل شيء، حيث بدأت شركة ميتسوبيشي باستخراجه، لتتحول الصخرة إلى جزيرة مأهولة، واستخدمت صخور النفايات المستخرجة في تعزيز سواحلها.
كما قامت الشركة بنقل العمال إلى الجزيرة صباحا وإعادتهم إلى مدينة ناغازاكي التي تبعد عنها 15 كلم في المساء بعد انتهاء وردية العمل. وكان يعمل إلى جانب اليابانيين في الجزيرة مواطنون من كوريا والصين. وخلال ذلك، بدأ بناء المنازل السكنية في مدينة هاسيما، وأصبحت الجزيرة مزدهرة في خمسينيات القرن الماضي، حتى إنها احتلت عام 1959، المرتبة الأولى من ناحية الكثافة السكانية بين مدن العالم (5239 شخصا في كيلو متر مربع واحد).
ولكن السكان بدأوا بترك المدينة التي بدأت في الانهيار. وفي ستينيات القرن الماضي، أعيد توجيه الاقتصاد الياباني نحو مصادر طاقة النفط وغيره. ولكن في عام 1974، توقفت عمليات استخراج الفحم بصورة نهائية، ما اضطر جميع سكان المدينة خلال أسابيع محدودة إلى مغادرتها نهائيا، وترك مقتنيات كثيرة في منازلهم بسبب تكلفة نقلها العالية.
وفي المقابل، حظرت السلطات السفر إلى المدينة واعتبرتها مغلقة لمنع عمليات النهب والسرقة، واعتبرت من حاول انتهاك الحظر، مهددا بالترحيل من البلاد.
وبعد مضي عدة عقود، رفع هذا الحظر، وأصبحت الجزيرة وجهة السياح وهواة المغامرات. لذلك، في أيام الطقس الجيد، تعج الجزيرة بالسياح. وفي عام 2015، أدرجت منظمة اليونيسكو هذه الجزيرة في قائمة التراث العالمي .