الثلاثاء 21 مايو 2024

خبراء: الخلافات التركية الأوروبية تصب في مصلحة السياحة المصرية

22-3-2017 | 19:02

توقع خبراء بالقطاع السياحى أن يشهد موسم الصيف هذا العام إقبالاً كبيرًا من السياح الأجانب مقارنة بالأعوام الماضية؛ وذلك نتيجة للتحولات السياسية التى يشهدها العالم في الفترة الأخيرة، خاصة مع اندلاع الأزمة بين تركيا ودول بالاتحاد الأوربي في مقدمتها ألمانيا وهولندا، وهو ما سيلقي بظلاله على مستقبل السياحة التركية كمنافس مهم وقوى للسياحة المصرية في الشرق الأوسط، كما أشاد الخبراء بالجهود المبذولة من قبل القيادة السياسية ووزارة السياحة والإعلام المصري فى الترويج للسياحة من استضافة نجوم ومشاهير السياسة والرياضة والسينما والإعلام لمصر في الترويج للسياحة، كما حذروا من خطوة الحكومة المصرية لرفع تأشيرة الدخول على السياح.

وقال عصام على، الخبير السياحى، إن اندلاع الأزمة الأخيرة بين تركيا ودول أوروبية، فى مقدمتها ألمانيا وهولندا، جاء تزامنًا مع بورصة برلين السياحية التى شاركت مصر فيها من 8-12 مارس، وهى تصب في مصلحة مصر خلال الفترة القادمة فهى فرصة ذهبية، خاصة أنها تدعمها مجموعة عروض وبرامج، ومع إرجاء زيادة التأشيرة لدخول مصر لأول يناير 2018، مما سيساعد في زيادة حركة السياحة المصرية، لأن تركيا أكبر منافس لمصر خلال الـ10 سنوات الأخيرة.

وتابع: "السياحة الألمانية رائدة، فهى قبل السياحة الروسية والأوكرانية، وكان من المخطط أن يكون عدد السياح الألمان خلال عام 2015 مليونًا ونصف المليون لكن ذلك لم يحدث، والقوة الشرائية للسائح الألمانى قوية ويفضل تكرار الزيارة لمصر كمقصد سياحى من أفضل 10 أماكن فى العالم".

وأشار إلى أن هناك تأكيدًا من الحكومة الألمانية بعدم وجود رحلات سياحية إلى تركيا هذا الشهر، ومن المتوقع أن تنخفض السياحة التركية بنسبة 50% هذا العام، أى بنسبة 10 مليارات دولار على خلفية صراع حزب العمال الكردستانى مع الحكومة هناك، مضيفًا أن حصاد السياحة التركية لعام 2015 كان 36 مليار دولار انخفض إلى 22 مليار دولار عام 2016 .

وحذّر من أى زيادة بالتأشيرة خصوصاً على السائحين الروس حيث ستسبب مشكلة كبرى لأنه يأتى بأسرته المكونة من 4 أفراد مثلا بما يعنى 240 دولارًا تكلفة دخوله فقط، وهذا يصنع عزوفًا عن رحلات السفارى وباقي الرحلات للقاهرة والأقصر، مضيفًا أن مصر إذا لم تتخذ قرارًا بعلاج الأزمة بعد رفع الحظر سيغير السياح الروس وجهتهم إلى مدن حديثة أنشئت في عام 2012 على غرار الغردقة وشرم الشيخ مثل سوتشى وشبه جزيرة القرم، خاصة أن هذه المدن متقاربة الأسعار من مصر، وسنجد عزوفًا عن مصر لارتفاع أسعارها.

وأضاف: قيمة 60 دولارًا للسائح الروسي الواحد تعادل 3800 روبل وهذا مبلغ كبير جدًا خاصة مع وجود مشكلة اقتصادية كبرا في روسيا، والقطاع السياحى يطالب بإعادة النظر فى تلك الزيادة وتأجيلها إلى أول عام 2018، وهناك دول لم تحقق مصر المطلوب منها، ومازالت بطيئة مثل تشيك وسلوفانيا والمجر وأوكرانيا وأفغانستان وبيلاروسيا، وإذا تم الإعلان عن الزيادة، سيضيع فصلا الشتاء والصيف، ونأمل أن يصل العام القادم إلى 12 مليون سائح كما كان في الماضى.

وأكد أن السياحة المصرية ستشهد انفراجة كبرى مع قدوم الدول الإسكندنافية (النرويج والسويد والدنمارك) وألمانيا إلى شرم الشيخ خلال أعياد الربيع، كما شاركت مصر في 43 معرضًا وبورصة سياحية، وتحاول تغيير الصورة الذهنية بأنها بلد الأمن والأمان، وتضع عروضًا مثل دعم طيران الشارتر، حيث يوجد دعم على كل رحلة طيران يصل عدد الركاب فيها إلى 200 راكب قادمة من أوروبا.

واستطرد "على": "إذا قارنا بين هذا العام والعام الماضي سنجد انفراجة كبرى، ووزارة السياحة تأخرت في عروض العائلة المقدسة والتى من أهم الأنماط التى سيكون لها مردود إيجابي داخل الأوساط الأوروبية".

ولفت إلى أن زيارة المشاهير لمصر تعكس الحالة الأمنية الجيدة لمصر وهي طريقة متبعة تلجأ لها الدول خاصة دبى التى زاد عدد السياح بها إلى 16 مليونًا في السنة، مشددًا على ضرورة أن يستخدم الإعلام مصطلحات أخرى بدلاً من محاربة الإرهاب، حيث يكون لها رد فعل قوى بالخارج خاصة أن السياحة تمثل 25% من العملة الصعبة لمصر.

واتفق حسن نحلة، نقيب المرشدين السياحيين، أن قرار رفع تأشيرة الدخول على السياح سيرفع من تكاليف الدخول من 25 دولارًا إلى 60 دولارًا، أى زيادة بنسبة 35 دولارًا، وهو ما ينعكس بالزيادة على السائح الذي لا يأتى بمفرده، وإنما مع أسرته، أى ما يعادل 140 دولارًا في المجمل، وهو ما يؤثر بالسلب في الفترة المقبلة.

وأكد أن فرص مصر في السياحة عام 2017/2018 تعد ذهبية بعد توقفها لمدة 6 سنوات بفضل جهود رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية في إعادة الثقة مع الدول الأجنبية، وبفضل القوات المسلحة والشرطة في نقل صورة إيجابية إلى العالم، مضيفا: "الثلاثة أشهر الماضية شهدت زيارة شخصيات رياضية مثل ميسي، وفنية مثل ويل سمث، وسياسية مثل المستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل، ومن المتوقع أن يُقبل السياح الآسيويون إلى مصر مثل الصين ودول أوروبا التى رفعت الحظر عن مصر باستثناء انجلترا، كما أن الولايات المتحدة وكندا لديها إقبال لعودة السياحة لمصر، وروسيا فى حالة تفاوض مع مصر لفتح الطيران".

ولفت إلى أن الإعلام المصري بأنواعه المختلفة غير مقصر في هذه الفترة، ولابد أن نلتفت إلى السوشيال ميديا التي تُترجم إلى العالم كله، ونرجو من الإعلام أن يكثف الإعلانات في البرامج ويوضح الصورة الإيجابية لمصر ومعالمها السياحية وأعداد السياح بها مما ينعكس على صورة مصر بالخارج.