مازال الجانب الإسرائيلي مستمرا في محاولة تشوية الرموز الوطنية المصرية، حيث يسعى الموساد بكل الطرق إثبات ازدواجية الرموز المصرية في التجسس لصالحهم.
فعلى الرغم من مرور سنوات كثيرة على وفاته، فإن رجل الأعمال أشرف مروان سكرتير الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وزوج منى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سيبقى في دائرة اهتمام إسرائيل التي تحاول باستمرار تشويه الرموز الوطنية المصرية، الذين كان لهم دور بارز في انتصار حرب أكتوبر المجيدة.
وكما علمنا ستعرض شبكة "نتفليكس" في 14 سبتمبر المقبل، فيلما عن حياته، يزعم أنه تجسس لصالح إسرائيل، تحت عنوان "الملاك"، يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، التي تروج لتكريس فكرة أن مروان جاسوس عمل لمصلحة الموساد.
وقد خرجت ردة فعل غاضبة من المصريين والعرب على حد سواء، إذ اعتبروا الفيلم دعاية لصالح إسرائيل، وأحداثه لا تمت للحقيقة بصلة، وتعد تزويرًا للتاريخ، وتؤكد إفلاس الموساد، الذي يحاول من خلال تلك الأعمال الفنية تلميع صورته.
وإذا عدنا للوراء سنجد أن إسرائيل اعتادت منذ وقت طويل على ترويج أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا.
قصة الفيلم مأخوذة عن كتاب لمؤرخ إسرائيلي، وصدر بالإنجليزية والعبرية، وحمل كثير من المغالطات والأخطاء من منظور أكاديمي، ورد عليه بعض الكُتاب الإسرائيلين، الذين اعتبروا أن بعض ما تضمنه كتاب أورى بار جوزيف من روايات، يحتاج إلى مراجعة أكاديمية.
الفيلم الإسرائيلي بنيت فكرته الرئيسية على أن أشرف مروان عميل إسرائيلي من الألف للياء، وأنه استطاع تقديم مساعدات كثيرة بما فيها الإبلاغ عن موعد ساعة الصفر في حرب أكتوبر 1973، فضلا عن أن الشركة المنتجة إسرائيلية ورأس المال فرنسي، وهذا يحمل علامات استفهام حول هذا الفيلم الذي جاء من منظور إسرائيلي.
الغريب في الأمر أنه وللمرة الأولى في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية تهتم بنشر وقائع عن جاسوس، أو عميل مزدوج، من خلال إنتاح فيلم سينمائي، ما يطرح علامات استفهام، خصوصًا وأن إسرائيل لا تنتج أفلاما أمنية وسياسية تحمل مثل هذه التفاصيل بهذا الشكل الذي جاء في الفيلم، فإسرائيل طوال تاريخها حتى هذا اليوم تعمل على الحفاظ على سرية كل العملاء والجواسيس الذين عملوا معها، إلا من وقع منهم، وبالتالي لماذا الاهتمام الآن بأشرف مروان بهذه الصورة؟
وتدعي قصة فيلم "الملاك"، المأخوذة عن رواية الكاتب الإسرائيلي أورى بار جوزيف أستاذ العلوم السياسية، الخبير في شؤون الاستخبارات، أن مروان قدم للمخابرات الإسرائيلية معلومات قيمة عن مصر في الفترة من 1969 حتى 1975.
هذا الفيلم يأتي في إطار الدعاية التي تقوم بها إسرائيل المقابلة لعشرات الأعمال الفنية التي قدمتها المخابرات المصرية على مدار السنوات الماضية، والتي تناولت النجاحات المصرية في اختراق الداخل الإسرائيلي.
وفور رحيل مروان، أمر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بإقامة جنازة عسكرية له في القاهرة، وأصدرت مؤسسة الرئاسة بيانا لتأكيد وطنيته، وقال مبارك، عقب ذلك، إنه قدم أعمالا وطنية لم يحن الوقت بعد لكشفها، ولم يكن مروان جاسوسا على الإطلاق لأي جهة.
وتوفى مروان في يونيو 2007، بعد أن عثر على جثته خارج مسكنه في لندن، ولم يُعرف حتى الآن ما إذا كان موته قتلا أم انتحارا، لكنمنى عبدالناصر أكدت آنذاك، أنها "واثقة من أن زوجها أُلقي به من على شرفة منزله، واتهمت الموساد الإسرائيلي بقتله".