انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الاثنين، تعامل الأمم المتحدة مع ملف الفساد حول العالم، معتبرة أن الأخيرة "غالبا ما تتجاهل هذا الملف خشية أن ترد حكومات الدول الأعضاء بوقف التعاون معها.

جاءت تلك التصريحات على لسان مندوبة (واشنطن ) الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة، حاليا، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بـ "نيويورك " بناء على طلب أمريكي، لمناقشة العلاقة بين الفساد ومناطق الصراع بالعالم.

واتهمت هيلي، الأمم المتحدة بأنها ترغب في تجاهل ملف الفساد حول العالم، وأنها تخشى أن ترد حكومات الدول الأعضاء عليها بوقف التعاون معها.

وأضافت أنه في أكثر البلدان "المضطربة " حول العالم، لم يعد الفساد مجرد جزء من النظام بل هو النظام، مشيرة إلى أن حكومات مثل : فنزويلا وإيران لا تعمل لخدمة شعبها فحسب، وأنها موجودة فقط لخدمة مصالحها الخاصة، وأن الفساد هو الوسيلة التي يحققون بها ذلك - حسب قولها.

ولفتت إلى أن من أسمتها بـ "الأنظمة الفاسدة" لا يمكن تجاهلها، أو التخلص منها، أو التعامل معها بهدوء، منوهة بأنه إذا كان مجلس الأمن سينفذ التزامه بالسلام والأمن، فيتعين عليه معالجة الفساد. 

وأكدت أن الفساد يغذي الحركات الإرهابية أيضا ويديم أمد الصراعات، مستشهدة على ذلك بالحرب الأهلية في جنوب السودان والمندلعة منذ عام 2013.

وقالت إن الانقسامات العرقية في جنوب السودان "حقيقية"، لكن المصدر الرئيسي للنزاع هو الصراع حول من سيسيطر على عائدات نفط دولة جنوب السودان، معتبرة أنه حتى تتاح طريقة لتوزيع الموارد الوطنية "بشفافية " على نحو يراه المواطنون عادلاً، فإن الحرب الأهلية ستستمرّ.